في 15 سبتمبر/ أيلول عام 1935، تبنى الزعيم الناوي أدولف هتلر، علم الصليب المعقوف كشعار رسمي لألمانيا النازية. ومن هذا المنطلق، يقترن في أذهان البعض أن علامة الصليب المعقوف من وحي خيال هتلر، ولكن التاريخ يقول بغير ذلك.

شعار قديم
يقول موقع متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة الأمريكية، إن "الصليب المعقوف مستخدم منذ 5 آلاف عام على الأقل، قبل أن يصمم أدولف هتلر العلم النازي".

وأضاف الموقع أن الصليب المعقوف يعتبر حتى هذا اليوم، رمزا مقدسا للهندوسية والبوذية والجينية والأودينية، فهو علامة مميزة على المعابد أو المنازل في الهند وإندونسيا. ولهذا الصليب تاريخ قديم أيضا في أوروبا، يظهر من خلال الأعمال الحرفية في حضارات ما قبل المسيحية.

كما عرف الرومان الصليب المعقوف بكثافة، واقتبس هتلر أيضا من الرومان تحية "هايل هتلر" بمد اليد اليمنى إلى الأمام.

ومن قبل الرومان، انتشر "الصليب المعقوف" بين اليونانيين الذين سبقهم إليه الفينيقيون، ويظهر ذلك في آثار شهيرة لهم، أهمها قلعة بعلبك البعيدة في الشرق اللبناني عن بيروت.

إحياء الشعار

شهد هذا الرمز انتعاشا في أواخر القرن التاسع عشر، بعد عمل أثري كبير قام به عالم الآثار الشهير هنرك شليمان، الذي اكتشف وجود رسوم للصليب المعقوف على موقع أثري قديم، ربط بينه وبين الأشكال المماثلة التي عُثر عليها في ألمانيا، وخمن أنه رمز ديني هام لدى الأجداد القدماء.

وإثر ذلك، اتخذته بعض الحركات رمزا لهوية "الآرية الأوروبية" والكبرياء الألماني القومي. وأضاف الموقع أنه ربما يكون هذا التفكير للأصل "الآري الأوروبي" للشعب الألماني، أحد الأسباب وراء اعتناق الحزب النازي السابق للصليب المعقوف.

وأصبح الصليب المعقوف رمزا مقترنا بفكرة الدولة "الخالصة" من الناحية العرقية. وبمرور الوقت، تولى النازيون حكم ألمانيا، وبالتالي تغيرت مفاهيم الصليب المعقوف تغييرا جذريا غير مسبوق.

هتلر والشعار

ولم يخف هتلر هذه الحقيقة، فقد اعترف في الفصل 17 من كتابه "كفاحي" أن الصليب المعقوف ليس من ابتكاره، فقد كشف أن عددا من أعضاء حزب تزعمه عام 1919، وأصبح معروفا بعدها باسم NAZI كاختصار لحزب "العمال الاشتراكي القومي الألماني" الذي اقترح أعضاؤه عليه عددا من التصاميم، في جميعها صليب معقوف بأشكال وألوان متنوعة، فاختار أحدها في 1921، صممه طبيب أسنان بالأسود وسط دائرة بيضاء محاطة بالأحمر.

ويستخدم الصليب المعقوف كرمز قوي لإثارة الكبرياء بين الشعب "الآري الأوروبي"، كما أنه يثير الرعب لدى اليهود وأعداء ألمانيا النازية، ويعيد ذكريات ويلات الحرب العالمية.