التوقيت الجمعة، 10 مايو 2024
التوقيت 10:11 ص , بتوقيت القاهرة

مخاوف إسرائيلية بعد الكشف عن صاروخ "سومار" الإيراني

أثار كشف السلطات الإيرانية، أمس الأحد، عن صاروخ "سومار" أرض - أرض، من طراز كروز، ردود أفعال واسعة في الصحف الإسرائيلية والتي تساءلت عن مغزى التوقيت الذي تم الكشف فيه عن هذا النوع الجديد من الصواريخ.



من جهتها تناولت مجلة يسرائيل ديفنس المتخصصة في الشؤون العسكرية، توقيت الكشف عن هذا الصاروخ، ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز دراسات الفضاء والصواريخ بمعهد "فيشر" الإسرائيلي، تال عنبار، قوله إن الصاروخ الذي كشفت عنه السلطات الإيرانية، أمس الأحد، يعتبر نسخة من صاروخ كروز السوفيتي Kh 55  التي يصل مداها إلى 2500 كلم، وهي صواريخ يتم إطلاقها من قاذف صواريخ أرضي، وتتحرك بواسطة محرك صواريخ لفترة زمنية قصيرة، وبعد نشر أجنحة الصاروخ، يتحرك بقوة دفع المحرك النفاث، ويكمن تفوق هذه الصواريخ في أنها تطير على ارتفاعات منخفضة فوق الأرض، من خلالها يصعب على الرادارات تعقبها أو التقاطها.



وتابع الخبير في دراسات الصواريخ أن الكشف الإيراني عن هذه الصواريخ في الوقت الحالي يعتبر تغييرا درامتيكيا في سياسات الجمهورية الإيرانية فيما يتعلق بالكشف عن مدى الصواريخ التي تمتلكها.
وأوضح عنبار أن السلطات الإيرانية أحجمت خلال السنوات الماضية عند الحديث حول مدى الصواريخ التي تتجاوز 2000 كيلومتر، مضيفا أن الرسالة من وراء هذا الكشف واضحة وهي أن هذه الصواريخ معدة للدفاع والحفاظ على المصالح الإيرانية في المنطقة القريبة منها فقط، مشيرا إلى أن مدى 2500 كلم يغطي العديد من الدول، بينها معظم الدول المشاركة في حلف الناتو، فهو يمكنه أن يغطي بوخارست وبودابست ووارو وأثينا وموسكو وكل تركيا ومعظم أنحاء مصر.



وكشف الخبير الإسرائيلي أنه في عام 2001 تم تهريب 12 صاروخا سوفيتيا من أوكرانيا، متسائلا عن إمكانية وصول هذه الصواريخ إلى إيران، حسبما قالت السلطات الأوكرانية اعترفت عام 2005.
وتابع أن قدرة هذه الصواريخ على تغطية مساحات كبيرة من أوروبا يضيف بعدا جديدا للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بنشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا، فمنذ سنوات ترفض روسيا نشر هذه الدرع خاصة بدعوى أن الصواريخ الإيرانية لا يمكنها الوصول إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، قال محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هاآرتس"، عاموس هرئيل، إن توقيت الكشف عن الصاروخ يتزامن مع معركة عنيفة تخوضها إيران مع الدول الست الكبار حول مشروعها النووي، مشيرا إلى أن الدافع للكشف عن الصاروخ في هذا الوقت غير واضح، خاصة وأنه جاء بقرار من المرشد الإيراني، لكن يبدو للوهلة الأولى أنه استعرض عضلات للجيش الإيراني يبعث برسالة للغرب مفادها أن إيران لن توافق على التفاوض حول أي شيء يخص برنامجها الصاروخي.



وأكد هرئيل على أن الجاب الإسرائيلي لم يعلق على الصاروخ، لكن الواقعة بصفة عامة تخدم وجهة النظر الإسرائيلي فيما يتعلق بالمخاطر الكامنة في البرامج العسكرية للجيش الإيراني، خاصة مشروع الصواريخ الذي لا تتطرق إليه القوى الكبرى في مفاوضاتها بشأن الملف النووي الإيراني.
ولفت هرئيل إلى تصريحات قائد القوات الجوية الإسرائيلي، اللواء أمير اشيل، الذي حذر من الفجوة الكبيرة بين ما حققته منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" وبين ما يتوقعه الإسرائيليون من هذه المنظومة خلال عملية الجرف الصامد، وقال ماذا سيكون الحال بالنسبة لصواريخ حزب الله أو إيران التي تعتبر متقدمة ودقيقة جدا مقارنة بصواريخ حماس، خاصة وأن إسرائيل لم تنته من تدشين منظومة صواريخ العصا السحرية وحيتس 3، وهذا يعني أن إسرائيل غير قادرة على حماية كل أراضيها ضد الصواريخ.