التوقيت الأربعاء، 16 يوليو 2025
التوقيت 11:05 ص , بتوقيت القاهرة

صادق خلخالي.. جزار الثورة أو قاضيها الشرعي

برز أسم صادق خلخالي بعد الثورة الإسلامية في إيران بوصفه "القاضي الشرعي" الذي يمارس دور قاضي المحاكم الثورية التي نصبت بعد انتصار الثورة لمحاكمة رموز نظام الشاه السابق، محمد رضا بهلوي، وقام بإصدار أحكام فورية ورادعة بحق عدد منهم في محاكم لم تعطهم فرصة للدفاع عن أنفسهم، ولا يتعين بها أي من معايير الشفافية. 


خلخالي 



ولد صادق غيوي أو من عرف باسم "صادق خلخالي" في يوليو 1926 في قرية غيو بمدينة خلخال، بإقليم أذربيجان، تلقى تعليمه الديني في حوزة قم، وبدأ عمله السياسي بالانضمام لإحدى الحركات المعارضة "فدائي خلق"، بزعامة نواب صفوي، ورغم عدم مشاركته في حركة الاغتيالات التي عرفتها الحركة إلا أنه اعترف فيما بعد بسعيه إلى إحراق جثمان الشاه الإيراني الأسبق، رضا بهلوي عند عودته من مصر إلى طهران.


في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، تعرف على روح الله الخميني، ثم أصبح من تلاميذه، وحاشيته المقربة، وسجنه النظام البهلوي مرتين، وتم نفيه في كردستان الإيرانية.


بعد انتصار الثورة الإيرانية، وعودة قائدها، روح الله الخميني من منفاه في باريس، تم تعينه في 10 فبراير 1979 قاضيا شرعيا، ورئيسا لمحكمة الثورة، التي تم تشكيلها سريعا لإجراء محاكمات، وصفت بالصورية، لتصفية قادة النظام السابق سواء السياسيين منهم أو العسكريين. 


قاضي الثورة 


استهل خلخالي مهام منصبه بإصدار أحكام إعدام على 2000 مسؤول من النظام السابق، على رأسهم رئيس الوزراء الأسبق الذي حكم إيران لمدة 13 عاما، أمير عباس هفيدا، وهو الشخص الذي قدم المساعدة لرئيس الوزراء المؤقت، مهدي بازرجان ورفاقه، إضافة إلى منحه جوازات سفر إلى ابن الخميني أحمد، وزوجته ليلتحقا بالخميني في منفاه.



وحاول التوسط لهفيدا لدى الخميني، وهو ما نجح فيه، وحينما ذهب إلى السجن الذي كانت تعقد فيه جلسات محاكمة رئيس الوزراء الأسبق، خرج له خلخالي وقال له، إنك جئت متأخرا فقد أرسلته إلى الجحيم، وانتقد بازرجان أداء خلخالي في قتل هفيدا بعد رحيل الخميني، إلا أنه أصدر بيانا أعلن فيه أن الخميني أكد له على حكم الإعدام، وأنه أجبر على العفو عن هفيدا، وعليه إعدامه قبل وصول بازرجان من قم، حيث يقيم الخميني. 


وفي إحدى جلسات المحاكمة لأحد قادة الجيش حاول هذا العسكري، التحايل على أحكام خلخالي فقال له، سمعت أن "الزعيم" الخميني أعلن عن الإفراج عن الأشخاص المنضمين للثورة، فأجابه قاضي الثورة: الخميني يستطيع أن يغفر ما يشاء إلا أنني "مكلف من الله بإنزال العقاب على رؤسكم"، وتم إعدامه بعدها بدقائق.


الظهور الهام


عقب احتلال مجموعة الطلاب الإيرانيين المعروفون باسم "اتباع خط الإمام" لمقر السفارة الأمريكية بطهران، واحتجاز عدد من الرهائن بداخلها، وسعي الحكومة الأمريكية بعد فشل مراحل التفاوض مع إيران لإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين، بدأت عملية "مخلب النسر" لتحرير الرهائن عسكريا إلا أن هذا الأمر فشل، وقتل 8 أمريكيين في تصادم طائرتين لذات البلد، ما أعقبه تصوير خلخالي وهو يتفحص جثث هؤلاء الجنود، ويطأهم بأقدامه، ويقلبهم يمينا ويسارا.    


تمت ترقيته فيما بعد ليصبح أول مدع عام في جمهورية إيران، وأطلق عليه الإيرانيون "جزار الثورة" وفق موقف المعارض الإيراني، علي نوري زاده، وتوفي في يناير عام 2003 بعد صراع مع مرض الزهايمر.