التوقيت الأربعاء، 13 أغسطس 2025
التوقيت 08:02 م , بتوقيت القاهرة

لماذا يضيء اليهود 8 شمعات في "الحانوكا"؟

يحتفل اليهود ابتداء من غد، الاثنين، بعيد الحانوكا، المعروف بعيد الأنوار، أو عيد الشعلة، وعلى الرغم من أنه عيد لم يرد ذكره في التوراة، إلا أنه يحتل مكانة كبيرة لديهم.


ويوقد اليهود 8 شمعات مدة 8 أيام، في كل يوم شمعة، يطلق عليها "سرج الحانوكا" أو "الشمعدان"، وهو تقليد قديم يعود إلى "خيمة الاجتماع"، التي كانت مقرا للنبي موسى، خلال رحلة التيه في صحراء سيناء، بعد حادثة الخروج من مصر، حيث كان يتلقى الوحي، وكانت تضاء بمنارات ذهبية سباعية الشعب، يستخدم فيها الزيت أيضا، وهي العادة التي انتقلت فيما بعد إلى الهيكل بعد دخول أرض كنعان "فلسطين".


انتصار النور


ويقول أستاذ الدراسات اليهودية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، الدكتور سامي الإمام، إن العيد لم يذكر في التوراة، لكن حكماء إسرائيل وضعوا له موعدا سنويا، للاحتفال بانتصار "المكابيين" على اليونانيين 167 ق.م، بعدما أصدر الحاكم السلوقي "أنتيوخوس" قرارات تعيق إقامة اليهود لطقوسهم الدينية في الهيكل.


واستطاع اليهود، بحسب المصادر العبرية، تحريره والانتصار "أنتيوخوس". وعدوا هذا النصر بمثابة انتصار النور على الظلام، وبذلك أصبح عيد الحانوكا من الأعياد القومية في إسرائيل.



وفيما يتعلق بالدلالة الرمزية للسرج أو الشمعات الثمانية، أوضح "الإمام" أن شمعدان خيمة موس التي كانت تضيئ الخيمة، وكذلك هيكل سليمان من بعدها، كانت ذات 7 سُرُج، قيل إنها ترمز لأيام الخلق الستة، التي خلق فيها الرب الكون، واستراح بعدها في اليوم السابع، يوم السبت، بحسب سفر التكوين في التوراة.

وأضاف أن الفكر "القبالي" اليهودي "فكر التصوف اليهودي"، أضاف سراجا ثامنا قيل في تفسيره إنه يمثل قوة عليا فوق الطبيعة، كرمز للإسرائيلي الذي يتفوق على غيره في كل شيء، مشيرا إلى أن هناك البعض يصنعها بـ9 سُرُج؛ حيث يمثل السراج التاسع الخادم الذي يشعلون منه بقية السرج.

عنصرية زيتية
ولفت أستاذ الديانة اليهودية إلى أن الشارحين اليهود والمفسرين طوروا بعض الأفكار التي تنطوي على عنصرية كبيرة، وتتعلق بالزيت المستخدم في السرج، فيرون "شعب إسرائيل" مثله مثل الزيت يطفو على سطح الماء، وهو كذلك يطفو فوق بقية الشعوب، وبذلك يكون مميزا عنها، إضافة إلى أن الزيت غير قابل للاختلاط بالماء أو بغيره، وهكذا الحال بالنسبة لـ"شعب إسرائيل" الذي لا يختلط مع غيره من الشعوب.



وتابع الدكتور الإمام أن إضاءة شموع الحانوكا تمثل هبوط النور العلوي، فالنور هو ثالث الأشياء التي خلقها الرب بعد السماء والأرض. والنور يقهر الظلام ويجلعه ينقشع، وبهذا يصبح بنو إسرائيل ممثلي النور على الأرض، وما عداهم ظلام.


الجدير بالذكر أن شهر كسليف هو الشهر الثالث في التقويم العبراني، بعد شهري تشريه وحشفان، وعدد أيامه ما بين 30 أو 29 يوما.