التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 03:00 ص , بتوقيت القاهرة

لحن القوافي| قيس بن الملوح "لو كان لي قلبان لعشت بواحد وتركت آخر في هواك يعذب"

ينشر "دوت مصر" يوميًّا وحتى انتهاء شهر رمضان، أحد قصائد العشق الإلهي والعذري التي يرددها البعض أو قد سمعها من مطرب أو منشد ولا يعرف باقي تلك القصيدة أو صاحبها.


هؤلاء الشعراء ذابوا شوقا فأذابوا بتنهداتهم الرقيقة، العاشقون اشتياقًا، وغردوا على أوتار القلب فخرجت كلماتهم لحن قوافي يسبي ويسري بين الأفئدة، رقوا وارتقوا فصارت حروفهم ألسنة تطير لا يحدها زمان أو مكان.


قصيدة اليوم للشاعر قيس بن الملوح


لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز.


تذكرت ليلى والسنين الخواليا          وأيام لا أعدي على الدهر عاديا


أعد الليالي ليلة بعد ليلة                وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا


أمر على الديار ديار ليلي             أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارَ


وما حب الديار شغفن قلبي            ولكن حب من سكن الديارَ



وقال:


ألست وعدتني يا قلبُ أنّي             اذا ما تُبتُ عن ليلى تتوبُ


فها أنا تائبٌ عن حُبِ ليلى            فما لك كلما ذُكرت تذوبُ


ومنها أيضا:


فيا ليت إذ حان وقت حمامها          احكم في عمري لقاسمتها عمري


فحل بنا الفراق في ساعه معا         فمت ولا تدري وماتت ولا ادري


ومن أشهر قصائده


لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ وتركت قلباً في هواك يعذبُ


لكنَّ لي قلباً تّملكَهُ الهَوى لا العَيشُ يحلو لَهُ ولا الموت يقربُ


كعصفورة في كف طفلٍ يهينها تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ


فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها ولا الطيرُ مطلوقُ الجناحينِ فيذهبُ


يَقولونَ لَيلى أَهلُ بَيتِ عَداوَةٍ بِنَفسِيَ لَيلى مِن عَدوٍّ وَمالِيا


أَرى أَهلَ لَيلى لا يُريدون بيعها بِشَيءٍ وَلا أَهلي يُريدونَها لِيا


قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا


قَسَمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني وَبَينَها فَنِصفٌ لَها هَذا لِهَذا وَذا لِيا


أَلا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني عَلى شَجَني وَاِبكينَ مِثلَ بُكائِيا


يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ فَيا لَيتَني كُنتُ الطَبيبَ المُداوِيا


فَشابَ بَنو لَيلى وَشابَ اِبنُ بِنتِها وَحُرقَةُ لَيلى في الفُؤادِ كَما هِيا


وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا


يَلومونَ قَيساً بَعدَ ما شَفَّهُ الهَوى وَباتَ يُراعي النَجمَ حَيرانَ باكِيا


فَيا عَجَباً مِمَّن يَلومُ عَلى الهَوى فَتىً دَنِفاً أَمسى مِنَ الصَبرِ عارِيا


يَبَيتُ ضَجيعَ الهَمِّ ما يَطعَمُ الكَرى يُنادي إِلَهي قَد لَقيتُ الدَواهِيا


بِساحِرَةِ العَينَينِ كَالشَمسِ وَجهُها يُضيءُ سَناها في الدُجى مُتَسامِيا.



الحلقات السابقة