التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 12:36 م , بتوقيت القاهرة

أصوات من السماء.. الشيخ عنتر مسلم كامنجا القرآن

"اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".. قيثارات عذبة ندية وأصوات شجية وروحانية فكانت أصوات من السماء لمقرئين نتذكرهم دائما شوقا واشتياقاُ..يوميا وحتى انتهاء شهر رمضان نستعرض فبها حلقات أبرز مقرئي القرآن الكريم في مصر


الشيخ عنتر2


تميزبعفوية شديدة في القراءة، لا يمكن ألا تدب فيك رعشة الوجد وأنت تسمعه يقرأ سورة التكويرالتى انطلق خلالها صوته مثل الذئب مناجيا بقوة الإله، والسكينة تغمره، لتنتقل تلك الطمأنينة إلى مريديه، وتحولهم إلى عشاق ولهين لوجد نغماته الصوتية التي لم تخلو من دراسة علم المقامات، فيتحول معه المسجد أو الساحة التي يتلو بها لأنشودة لمناجاة الإله



طبقات الصوت التي حباها الله للشيخ عنترسعيد مسلم، جعلته بين القراء وحشا كبيرا في التلاوة، وهو يذكرنا بالرعيل الأول من القراء العظام، مشى في رحاب كتاب الله وعينه ممتلئة بالبركات، دون أن يحول القرآن الى ماراثون لجمع الأموال، حبه الشديد وتعلقه بالقرآن جعل الصدق يتنفس بين كل طبقة صوت كان يلحنها بصوته مرهف الإحساس ليصل طازجا وبريئا ونقيا من الخطايا، لينقلنا عبر تلاوته إلى عالم حالم لا يكف عن فعل الخير.


طفولة رافقت العمى


قد يمنحك القدرحرمانا من نورعينيك، ولكن الله يعوضك بديلا عنه نورا في البصيرة والصوت التي لازمت الشيخ عنتر، الذي حرمه الجهل وعدم الرعاية الصحة من فقدان أغلى ما يملك من بصره، بعدما تعرضت عينيه إلى مرض بسيط في بداية طفولته، وهو لم يتجاوز عاما واحدا، وتلقفته حينها جدته التي استخدمت معه علاجا وأدوية غير مناسبة لحالته، فتفاقمت الأزمة لديه بعد أن كان مبصرا في بداية ولادته لتصفى عينيه من علاج خاطئ، فيفقد معها عينيه



رحلته لحفظ القرآن


كعادة كل الأسر المصرية التي تميزت بالحرص الشديد لإلحاق أبنائها بالكتاتيب لحفظ القرآن، بدأ والد الشيخ عنتر مسلم في إلحاق ابنه بكتاب قريته "العمة" بمركز قطور بمحافظة الغربية، لتبدأ رحلته مع القرآن الكريم، الذى شهد خلاله نبوغا كبيرا، ليبدأ مشوار تعليمه الأزهري ويلتحق بالمرحلة الابتدائية الأزهرية، وخلالها نبغ "عنتر" في تجويد القرآن بشكل دقيق، ليحصل على عالية القراءات من الأزهر في المرحلة الابتدائية، وخلال ثماني سنوات فقط أتم الطفل النابغة حظ القرآن.


لينطلق مشواره في رحلة كتاب الله، ليقرأ في المحافل والعزاءات والقرى المجاورة، ليكتسب كل يوم شهرة ومريدين يهرولون معه لسماع صوته العذب، وخلال خطواته في رحاب القرآن لم يغفل الشيخ أن يثقل موهبة صوته بدراسة المقامات الموسيقية على يد متخصصين، وبدأ يتعلم على عددا من الآلات الموسيقية مثل العود والكمنجة، لينعكس التدريب على الآلات على صوته، فيمنحه بعدا موسيقيا مدهشا