لحن القوافي| الحلاج "ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـأس"


يومياً وحتى انتهاء شهر رمضان ينشر "دوت مصر" أحد قصائد العشق الإلهي والعذري التي يرددها البعض أو قد سمعها من مطرب أو منشد ولا يعرف باقي تلك القصيدة أو صاحبها.
هؤلاء الشعراء ذابوا شوقا فأذابوا بتنهداتهم الرقيقة، العاشقون اشتياقاً، وغردوا على أوتار القلب فخرجت كلماتهم لحن قوافي يسبي ويسري بين الأفئدة، رقوا وارتقوا فصارت حروفهم ألسنه تطير لا يحدها زمان أو مكان.
قصيدة اليوم للشاعر الحسين بن منصور الحلاج، الذي لم يعرف التصوف في تاريخه صوفي أثار الجدل والتساؤلات مثله.
خصومه قالوا عنه شطح وتجاوز، ومحبوه ارتقوا به إلى البهاء المقدس في معية القرب والحضرة.
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت ... إلا وذكرك مـقـرون بأنفاسـي
ولا خــلوتُ إلـى قــوم أحــدّثهــم ... إلا وأنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكـرتك محـزوناً ولا فــَرِحـا ... إلا وأنت بقلبي بين وسواســي
ولا هممت بشرب الماء من عطش ... إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم ... سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا ... فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها ... ديني لنفسي ودين الناس للنـاس
هجرت في حُبِّكم يا سادتي ناسي ... ولامني في هـواكـم كل جلاسي
من بعـد ما أبصروني عـند بابكم ... عـبدا حبست على سقياكم كاسي
ومــا دروا أنـه لـولا تـفـضـلـكم ... لـما أذنتم بـقـرب الباب إجـلاسي
وان غــيرى كـثـير زار حــيـكـم ... فحـيـل عـنكم بحجـاب وحــراس
كم حال دون مسيري نحوكم حجج ... من الهوى وأكاذيب من الناس
فلم يزل صدقكم يهوي بها كسفا ... حـتى بصرت بعين العجز إفلاسي
ويـعـلم الله ان الـعـذر منـقـطـع ... قـد أخـرسـته الخـطـايا كل إخراس
لولاك يا سيدي ما غبت عن وطني ... ولا تغربت عن اهلي و عن ناسي
كاظم الساهر يغني قصيدة "والله ما طلعت شمس ولا غربت"
يا سـيـدي أنا بالأعـتـاب منـتـظـر ... بـشـارة مـنـكم يجـلى بـها باسي
تذيبني في معـاني الحب مشرقة ... فـينجلي عندها ذوقي وإحساسي
فـما أزال ارى الأحـباب قـد مـلئت ... كـؤوسهم وأراني فـارغ الـكاس
ومـا تعـجـلـتـها الا عـلى ظـمـأ ... أكـاد أحـصي لـظـاه بـين أنـفـاسي
ومـا طـمـعـت بـها إلا لأنـكـم ... قد جـزتم في سماء الفـضل أحـداسي
رأيت إحـسانكم كالغـيث منتشرا ... يسـقى بـه سـائم الأنعام كالنا
فـكان ظـني بكم أن تـدركوا دنفا ... مـن قـبل أن يتهـاوى بـين أرمـاس
اقرأ أيضاً:
لحن القوافي| أبو مدين الغوث.. "تضيقُ بنا الدنيا إذا غبتُم ُعنا"
لحن القوافي| ابن زيدون "يَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا"