التوقيت الجمعة، 16 مايو 2025
التوقيت 07:48 م , بتوقيت القاهرة

قصص واقعية| أرملة الريف تموت مع زوجها.. والأعراف تحرمها من أبسط حقوقها

من خلال ساعات قضيتها مع نساء فى البيئة الريفية محاولة فهم طبيعتهن الإنسانية بشكل أكبر، كان أكثر ما يظهر عليهن الضعف وقلة الحيلة، وعدم القدرة  بشكل على مخالفة العرف والتقاليد التى تسري على الكل.


فالمرأة فى الريف يهضم حقها بسبب نظرة الرجل لها باعتبارها كائن ضعيف لا يقوى أن يفعل شيء فكيف له أن يتولى مسئولية فى مجتمع شرقي ينظر إليها نظرة غير مكتملة وكأنها لا حق لديها فى أى شي جيد، وما تستطيع فعله فقط هو غير تربية الأطفال وتحضير الأكل .


وتجد حالات من النساء التى تعيش حياة هادئة تحت جناح عائلتها فلابد للبنت أن تتبع العادات والتقاليد حتى لو كانت فانية، وبخاصة المرأة التى يموت عنها زوجها لتصبح أرملة فالعرف يعيب أن تقوم الأرملة بالزواج بعد موت زوجها،  فمن الأفضل لها فى بيئة الريف أن تعيش على ذكراه  وتعتني بأطفالها .


maxresdefault


وإذا قامت بالزواج فيقول الأهل بتزويجها من شقيق زوجها حتى لا تذهب الأطفال و"لحم العيلة" كما يقال بعيد عنهم، فقبولها فى الوقت هذا يصبح واجب وغير قابل للنقاش ، فما لها إلا ان تتقبل الزواجه حتى تستطيع ان تربى ابناءها فى كنف عائلة زوجها، ولا يقوم شخص غريب بتربية اطفالهم.


images


وهنا نرصد حكايات مع أرامل ماتوا ودفنوا وهم ما زالوا على قيد الحياة  من واقع الريف المصري:


علا:  حماتى هددتنى لو متجوزتيش اخو جوزك هحرمك من الميراث


علا التى لم تبلغ من العمر 40 عاماً  ، لم تكون تعلم عندما تزوجت فى أوئل العشرينات ان القدر يخبيء لها انها ستكون أرملة فى يوم من الأيام ، عندما ترها تجد انها تتميز بالجمال الربانى وبالعلم والثقافة وحنان الأم وكل ما تبغية من الدنيا أن تربى أبناءها ، ولكن كانت الدنيا أكثر قساوه عليها عندما فقدت زوجها وهيا فى ريعان شبابها . تحكى:


عيشت مع زوجي حياة كريمة منذ ان تزوجنا وربنا رزقنا ببنتين وولد  ،وبعد ولادتي للصبى بحوالى شهر توفى زوجى ، وكنت امكث فى شقة ببيت حماتى والتى حكمت عليا  بعد وفاة ابنها ان اتزوج اخوة بالرغم انه كان متزوج ولدية ولدين ، وهددتنى بان تحرمنى من ميراث زوجي  إذا رفضت ،وجعلت ابنها يطلق زوجته ويخرب بيته بسبب رفضها أن يأتى لها بزوجة ثانية ، وبالفعل تزوجنا والان لي منه ولد ، ولكن الدنيا قامت ولم تقعد حتى أتزوج منه وخرب بيته بسبب عند الاهل الذى ليس له اى معنى او غرض غير حب التملك .، ومحاولة لتطبيق اعراف فات عليها الزمان .وأنا الأن ارضى بالأمر الواقع ولكن احزن كثيراً عندما اتذكر ان هذة العادات البالية تسببت فى خراب بيت وأنا جزء من أسباب خرابة .


3053009879459011472


منى : رفضت العرف وتزوجت فحرمونى من أبنى وأهلى اتبروا منى  .


منى  تعمل ممرضة ومازلت لم تكتمل من العمر الثلاثين تزوجت وكنت من أول شخص يأتيها تشعر معه بالأمان  وعيشنا حياة سعيده هادئة ، وبعد فترة من الوقت شعر بالألم الشديد  والصداع وذهب الى الدكتور فقال لنا الحقيقة المره بأنه مصاب بالسرطان فى المخ ومن وقت سماعى للخبر لم استطيع ان اتحمل وكل يوم كانت حالتى النفسية تسوء  والمرض اهلكه وتوفى وهو مازال فى شبابه فى سنة 35 ، وبعد وفاته كانت الدنيا فى نظرى سودا ولم اعد احتمل شىء .


وجاءنى بعد فترة عريس ولكنه كان متزوج وزوجته تمكث فى مكان بعيد عن القرية وشرط عليا أنها لا تعرف انه تزوجها فقبلت ، ولكن قامت الدنيا ولم تقعد ، وقاموا اهلى واهل زوجى بمخاصمتى حتى لا أقبل الزواجه  وكأنى بزواجى الذى كفله لى الشرع والقانون فعلت جريمة ، وبالفعل اخذوا منى ابنى وحرمونى منه واهلى لم يكلمونى ، ولكنى لأحساسى بأنى مازلت فى سن صغير وأحتاج لأحد يرعانى ويتحمل عبأى  تزوجته  وبإرادتى ، وبعد كل ذلك اعترف بأنى اخطأت حين فكرت فى البداية وذلك بسبب ان تجربتى فشلت  ورجعت مرة أخرى لبيت أهلى . ولكن بسبب تعنت وغباء التقاليد الوهمية خسرت كل شىء وأنا لم أطلب غير الحلال.


19987471311443489176


أسماء: جوزى مات وكان سنى 25 سنة  وكان لا يعمل فشتغلت علشان أصرف على ولا دى .


أسماء التى لم تتجاوز من عمرها الـ25 سنة ولم تتمتع بحياتها الزوجية الا خمسة  سنوات  ، فقد توفى زوجها فى عمر مبكر بعد ان رزقت منه ببنت وصبى مازالوا فى طفولتهم  ،والقدر هو الذى شاء حيث مات زوجى قبل ان يتمتع بتربية أولاده .


وتحكى أسماء بأن زوجها مات بتاثير الكهرباء اثناء عمله وكان يعمل رزق يوم بيوم ،و بعد موته اتقفلت فى وشي الدنيا ، قلت أنا كل اللى هعمله انى اربى ولادى وبس  ، بالرغم اني على غير العادة  أهلى كانوا ديما بيقلولى اتجوزى أنتى لسه صغيرة ، ولكن خوفى من التجربة وكمان أن اهل جوزى ياخدوا أطفالى منى أجبرنى انى لا يمكن أفكر فى الجواز ، فلقب أرملة أفضل كثيرا من مطلقة ، فخوفى  من أن اتجوز وأطلق بسبب مشاكل كثيرة ممكن ان تفرزها العلاقة الجديدة جعلنى أخاف ، ولقب مطلقة كالعيبه فى جبين المرأة فى الريف ، وهذا جعلنى أفكر الف مرة قبل ان اخذ قرار الزواج ، بالرغم اني ليس لدى معاش ثابت حيث أن زوجى لم يكن لدية وظيفة ولكن كان باليومية ، لذا كان عليا أن ابحث عن شغل حتى استطيع ان اصرف على اولادى ، وانا اعمل الان فى حضانة  واجلس فى بيت أهلى ، وتركت شقة زوجى .


سوسن: جوزى مات من 20 سنة وحتى الأن عايشة على ذكراه .


بلغت السيدة سوسن من الخبرة ما يكفى كى تساعدنى ان احكى قصتها بكل ارتياح حيث تبلغ الان 57 عام عاشت ما يقدر من 20 سنة أرملة وكان معها وقتها ثلاث بنات وولد مازالوا فى عمر الطفولة ، وتحملت المعاناه وكانت لهم رجل وست  حتى قامت بتعليمهم وهم الان فى سن من 21 الى 28 سنة .


وتضيف بأن زوجي  كان يعمل فى الجيش  وتوفى وأولاده فى سن صغير جداً،  وبعد وفاة بفترة كبيرة ، حبيت ارتبط بشخص ولكن والدى لم يتيح لى وللاسف قام بضربى وانا فى السن دا وبناءاً على رغبة الأهل بالفعل لم اتزوج والى الأن. ولكن هل كان مع والدى حق أو لا فهنا تكمن الفكرة  فهو من وجهة نظرة أنه يخاف عليها من أى رجل غريب وبخاصة أنها لديها بنات ولا تستطيع أن تبتعد عنهم.


وبالنهاية لا يصح أن يوافق على جواز ابنته وبخاصة ان زوجى  كان يقرب لي من العائلة نفسها ومش لازم حد غريب من العيلة يربى ولادة وياخد ورثهم، وهذا بالرغم انى كنت مازلت صغيرة وليس لدى القدرة على تربية أولادى وتحمل الحياة الصعبة وبالنهاية رضخت لرغبتهم .


2016-635910498896716416-671


صفاء: زوجى مات فى حادثى قطار بعد علمه بحملى بشهر 


السيدة صفاء التى لم تبلغ من العمر 40 سنة  وتعمل مدرسة ولديها من التعليم الكافى ما يجعلها من الممكن ان تاخذ قرارها  ، افضل من ان يقوم أحد بتقرير مصيرها أكثر من اى شخص أخر ولكن نهايتها انها كانت ولا تزال أرملة ولم تقدم على الزواج حتى بلغت هذا العمر .


فمجرد تخرجها من الجامعة قامت بالخطوبة والزواج بعدها بوقت بسيط ، توفى زوجها وكانت فى عمر 23 سنة وبمجرد انها علمت بكونها حامل ولا تزال فى الشهر الأول فى ابنتها التى تبلغ من العمر الان 18 سنة والتحقت بأولى جامعة ، جاءها خبر موت زوجها الذى لم يكبرها الا بسنوات قليلة  توفى وكان فى سن 26 سنة فى حادثة قطار مروعة وهى الان تسكن بشقة فى بيت اهلها .


وتقول صفاء: بعد ان تخرجت من الجامعة ، قمت بالزواج من خالد الله يرحمه زوجى والذى مات فى ريعان شبابه بعد ان علم بحملى ببنوتى الوحيدة التى هيا معى الأن ، فى حادثة قطار مروعه ، ولم احتمل الصدمة وقتها ولكنى عملت على ان اتحمل حتى  استطيع ان اربى ابنتى التى لا تزال فى احشائي ، وقمت بالنقل الى بيت أهلى حتى يستطيعوا رعايتى وانا لم اكمل 24 سنة.


 وبالفعل كنت مصرة ألا اتزوج من أى شخص بعد وفاة زوجى ، بسبب حبى له وكذلك لنظرة المجتمع إلى إذا رأنى اتزوج من شخص اخر واربى أبنتى فى كنف رجل غريب  ،وخاصة  أنها بنت ويجب ان يربيها ابيها او اهله فقط ، وانا الأن سنى 45 سنة واعمل مدرسة وبنتى عمرها 18 سنة وفى اولى جامعة ولا احتاج اى شيء أخر من الدنيا  إلا حسن الختام.