رفح الجديدة على أنقاض مستعمرة "ياميت"


شمال سيناء– محمد علي:
على حالها منذ عام 1982، يكسوها الركام الذي نبتت فيه الأعشاب، لم تمسها يد التعمير، رغم أن الحكومة في نشوة التحرير افتتحت اكتتابا شعبيا لإعادة بناء المستوطنة التي رفض الاحتلال الإسرائيلي أن يسلمها
للجانب المصري مكتملة المباني، ففضل أن يزيلها ويدمر بيوتها، بعد أن أخلى المستوطنين منها بالقوة، بعدما رفضوا في بداية الأمر الإخلاء لاقتراب
موعد تسليم كامل الأراضي المصرية للجانب المصري.
هكذا حال مستوطنة "ياميت"، وهي كلمة عبرية تعني "البحر الصغير"، أنشأها الاحتلال على أراضي قرية "أبو شنار" غرب مدينة رفح بأفضل موقع ساحلي، والتي دمر الاحتلال الإسرائيلي كافة منشآت المستوطنة، عدا مبنى "الكنيس"، دار العبادة اليهودية بالمستوطنة.
فى 28 مارس عام 1982 نشرت جريدة الأهرام المصرية خبر افتتاح حملة التبرعات الشعبية المخصصة لإعادة إعمار المستوطنة وتسميتها مدينة الفيروز، ووصل إجمالي المبلغ إلى مليون جنها، إلا أن حملة التبرع و النشر الإعلامي خفتت تدريجيا ولم يطرح الموضوع مجددا منذ ذلك الحين، حيث اكتفت حكومة رئيس الوزراء الراحل كمال حسن علي، في 22 أبريل عام 1983، بوضع حجر الأساس لمشروع المدينة دون اتخاذ أي خطوات تنفيذية.
ويقع قرب ركام المستوطنة مصنعا تابعا لمشروع الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، تم إنشاءه في فترة التسعينيات لإنتاج العصائر وعصر الزيتون والاستفادة من إنتاج المنطقة الزراعي، فيما تحيط بها من بقية الجوانب الأراضى الزراعية الأهلية، بينما تبعد المستوطنة عن حدود رفح الشرقية بحوالي 5 كيلو مترات غربا.
وكان خبير السياحة السيناوي الدكتور قدري يونس العبد، قد تقدم باقتراحا يبعث الحياة في المكان من جديدة بإرادة مصرية حرة، عبر إنشاء مدينة رفح الجديدة، التي تم الإعلان عن إنشاءها بعد بحث قضية المنطقة العازلة بحدود رفح الشرقية، وهو ما استجاب له الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا رغبة مؤسسة الرئاسة في إنشاء مدينة متكاملة المرافق لتكون مستقرا جديدا لأهل رفح النازحين، وذلك على انقاض قرية "أبوشنار".
ويوضح "العبد"، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن اختيار موقع رفح الجديدة بعيدا عن القديمة، يأتي تخليدا لذكراها، مطالبا أن يكون قلب المدينة في أطلال ياميت، كمتحف مفتوح تجهزه مصر بالصوت والضوء تحت اسم "بوابة مصر الشرقية".