فيديو| ياسر برهامي.. مشيت على الأشواك


كتبت- رحاب عبدالنعيم:
تفصل الساعات القليلة القادمة، في مصير أزمة جديدة لنائب رئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي، ذلك الرجل المثير للجدل، صاحب التصريحات النارية، والمواقف الغريبة، فلا يكاد يخرج من أزمة حتى يتورط في أخرى، سواء مع أشخاص أو مؤسسات.
اختبارات الخطابة.. "مش هروح"
بعد أن قررت وزارة الأوقاف عقد اختبارات لمنح تصريح الخطابة، رأى برهامي أنه من غير القانوني أن يخوضها، لأن دراسته أزهرية، وأن المفترض أن تكون الاختبارات لغير خريجي الأزهر، متهما الوزارة بالتجاوز والتعنت.
وقال نائب رئيس الدعوة السلفية، في حوار لـ"دوت مصر"، إن مسألة الاختبارات من الأساس ليست صحيحة، خاصة أن قيادات وزارة الأوقاف هم القائمون عليها، ومن المفترض أن تكون الاختبارات معدة ومجهزة من الأزهر الشريف، لأن وزارة الأوقاف جهة تنفيذية وليست دعوية.
حوار| برهامي: القضاء هو "الفيصل" حال سقوطي في "الخطابة"
وأضاف أنه حال سقوطه في الاختبارات، المقررة عقدها اليوم السبت، سيلجأ إلى القضاء لأنه سيكون الفيصل في هذه الحالة، لكنه سرعان ما تراجع عن قراره، وذكر مصدر من الدعوة السلفية أن برهامي قال إن الوزارة ستتعنت معه في الاختبار، وأن خوضه الاختبارات يعد تجاوزا واعترافا من الدعوة السلفية بأن الاختبارات قانونية، كما أن لجوء قيادات الدعوة للاختبارات، اعتراف وخضوع لوزارة الأوقاف وقراراتها.
لماذا تراجع برهامي عن اختبارات وزارة الأوقاف؟
رغم ما يحاول برهامي دائما إظهاره من توقير واحترام للأزهر، إلا أنه خالف مرارا ثوابته، واستفز قياداته ببعض التصرفات والتصريحات، أبرزها ما ذكره في يوليو الماضي، من أن مصر ليست دولة إسلامية، وأعلن رفضه أن تجمع الدولة الزكاة، لهذا السبب، ولأنها ليست جديرة بإنفاق الزكاة في المصارف الشرعية.
وفي 2012، صرح برهامي لوسائل الإعلام بأن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تحدث معه بشأن المادة الرابعة من الدستور، وهو ما انتقده مستشار الطيب، مكذبا برهامي، وطالبه بالوقوف عن تلك التصريحات، وقال إن الأزهر وشيخه أكبر من صغائر السياسة والصفقات التي تتم في الشأن السياسي.
وفي إبريل الماضي، استفز برهامي قيادات الأزهر مرة أخرى، عندما اعتلى منبر أحد المساجد، بعد أن منع ذلك بشكل رسمي، وقال وكيل الأزهر صبري عبادة، إن برهامي تخطى حدود الدولة، ونصحه بضرورة التحلى بخلق أفضل.
تصريح برهامي بأن المسيحي ليس شهيدا، عقب ما عرف بـ"مذبحة كرم القواديس"، في أكتوبر الماضي، كان مخالفة صريحة لثوابت المؤسسة الدينية، التي أكدت أن الضحايا المصريين من المسيحيين شهداء، لأن دمائهم اختلطت بدماء المسلمين وكانوا مرابطين في سبيل الله لحماية حدود الوطن.
الإخوان.. عداء قديم
الأزمة بين ياسر برهامي وجماعة الإخوان لم تكن وليدة موقف، فهي أزمة استمرت لعقود، انتقد فيها نائب رئيس الدعوة السلفية الجماعة وقياداتها وقراراتها، ولم يتفق معهم سوى مرات نادرة، وخلال الشهر الماضي تداول عدد من أعضاء اللجنة الإعلامية لحزب النور مقطعا صوتيا قديما لبرهامي يبين رؤيته في جماعة الإخوان، وأشار الموقع الرسمي للدعوة السلفية (الفتح)، إلى أن هذا المقطع منذ ما يقرب من 20 عاما.
وقال برهامي، في المقطع الصوتي، إنه لا ينبغي الثقة في الإخوان، لأن قراراتهم مبنية على الغوغائية وعدم تقدير المصالح والمفاسد، خصوصا في مظاهراتهم التي يدفعون فيها بالشباب وينتج عنها التحطيم والتكسير والقتل والتدمير والإصابات البالغة، وفقأ الأعين التي تحدث للشباب ولجنود الأمن المركزي.
فيديو| "النور": ياسر برهامي حذر من الإخوان منذ 20 سنة
ومنذ قرر برهامي أن يخوض وجماعته صراعات سياسية، اتخذ منذ البداية موقفا مغايرا للإخوان، فبعد ثورة يناير ظن كثيرون أن برهامي قد يربط الدعوة السلفية بالجماعة، اندماجا لما كان يعرف بـ"قوى الإسلام السياسي"، إلا أن برهامي خالف التوقعات، وفاجأ الجميع في انتخابات الرئاسة 2012، بتأييده الإخواني المنشق عبدالمنعم أبوالفتوح.
ممدوح إسماعيل.. لا يكل ولا يمل
من أبرز أعداء برهامي في السياسة، هو البرلماني السابق، ومحامي الجماعة الإسلامية، وعضو ما يسمى بـ"تحالف دعم الشرعية" ممدوح إسماعيل، وبدأ العداء، الذي بدا حادا أكثر من ناحية إسماعيل، حيث لا يفوت فرصة إلا وانتقد برهامي وعلق على تصرفاته، منذ انتقد الشيخ السلفي على الواقعة الأشهر للبرلماني السابق، عندما رفع الآذان في إحدى جلسات مجلس الشعب.
تعليق برهامي على أذان ممدوح إسماعيل
شن إسماعيل هجوما متكررا ضد برهامي، خاصة بعد تحريمه الخروج على الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقال إسماعيل إن برهامي "لا يستحق الرد عليه بل البصق هو الحل الوحيد"، على حد قوله، وكان قد اتهم برهامي من قبل بأنه "دخل السياسة بطريقة الخطأ"، واتهم البرلماني السابق برهامي بأنه يزيد قوة خصوم المشروع الإسلامي، باختلافه مع الإخوان، وأنه اشترك في "مؤامرة" لإسقاطهم.
حازمون.. بالمرصاد لبرهامي
ضمن تصريحاته اللاذعة تجاه الداعين للمظاهرات التي لم تنجح في أن تكون "انتفاضة الدعوة الإسلامية"، اتهم برهامي حركة "حازمون" بأن فكرها متوافق مع فكر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأن انضمامهم للتنظيم الإرهابي شيء سهل ونحذر منه منذ فترة طويلة.
الحقيقة أن العداء بين برهامي و"حازمون" ليس جديدا، ففي 2012 كانت الحركة دائمة الانتقاد لرموز الحركة السلفية، وعلى رأسهم برهامي، الذين اتهموه بالتناقض في مواقفه، وأثاروا أزمة وقتها حول زيارته للفريق أحمد شفيق، ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.
ونشرت "حازمون" تسجيلا لبرهامي يوضح التناقض بين تصريحاته بشأن المقابلة، حيث نفاها في تصريح، وأكدها في آخر، متهمة القيادي بالدعوة السلفية، بالتلون سعيا وراء مصالح سياسية.
أزمات من الداخل
تسببت مواقف برهامي المثيرة للجدل، في توجيه انتقادات لاذعة له من داخل التيار السلفي وقياداته، فبعد لقاء له مع الفنان هاني رمزي في برنامج تلفزيوني، علقت جبهة "الإصلاح الداخلي بحزب النور"، على الأمر بـ"الفضيحة"، معتبرة أن رمزي يكره الإسلاميون، وبالتالي لا يصح أن يظهر معه.
ولم تمر صورة برهامي مع الفنانة إلهام شاهين مرور الكرام، فبعد انتشار الصورة، أنكرها برهامي وقال إنها "فوتوشوب"، لكنه اعترف بأنه أول المدافعين عن الفنانة وقت أزمتها الشهيرة مع عبدالله بدر، وهو ما انتقده قيادات الدعوة السلفية، رافضين تدخل برهامي في مثل تلك الموضوعات.
وفي خضم أزمته مع وزارة الأوقاف، لم يسلم برهامي من الهجوم والانتقادات، فقال عنه الداعية السلفي محمد عبدالمقصود، إنه "فقد دينه"، وتمنى له أن يجتاز اختبارات الخطابة، حتى يسمع ما سيقوله، ويكمل في "الطريق المشبوه".