أشهر 10 مجرمين في تاريخ أمريكا.. هل كانوا مرضى نفسيين؟


ترجمة- محمد سيد عبدالرحيم:
أغرت سيرة بعضهم مؤلفي السينما، بينما سيطرت سيرة آخرين على مخيلة واهتمام الجمهور ووسائل الإعلام لسنوات، تتبع أخبارهم ومصائرهم الأليمة، والتي قد لا تكون على قدر جرائمهم. صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية استعرضت عشرة من أعتى المجرمين في التاريخ الأمريكي، الذين بالإضافة للخروج عن القانون، جمعت بينهم فداحة الجرائم وحجم الخسائر، والشخصية التي لا تخلو من غرابة، فهل كانوا مرضى نفسيين؟ أم أن ظروف المجتمع الذي نشأوا فيه قادتهم إلى حيث وصلوا؟
آل كابوني
قيصر الجريمة الأمريكية سيء السمعة، آل سكارفيس كابوني. كان في يوم ما ملك النهب في شيكاغو ورئيس أكبر العصابات التي تواجدت في عصر حظر الكحوليات، وكان يحكم إمبراطورية من ملايين الدولارات في عشرينيات القرن الماضي، نمى ثروته بالتجارة غير القانونية للخمر والقمار والدعارة، كما يشتبه في ضلوعه بالتخطيط لمذبحة عيد الحب في لينكولن بارك عام 1929، والتي خلفت 7 قتلى من خصومه.
انتهى عصر كابوني كملك للعصابات في شيكاغو بسجنه 7 سنوات ونصف في السجن الفيدرالي بعد اعترافه بالتهرب من دفع الضرائب عام 1931، وتم الإفراج عنه في 16 نوفمبر عام 1939، وعاش كابوني في عزلة بالقرب من ميامي، وعانى من شلل جزئي ناتج عن مرض الزهري، ثم توفى بعد إصابته بسكتة دماغية والتهاب رئوي في 25 يناير 1947.
تشارلز مانسن
كان تشارلز مانسن زعيم عصابة مانسن، والتي يقال إنها تشكلت في كاليفورنيا أواخر الستينيات، وقد دعا منسون لحرب عنصرية مروعة أسماها "هيلتر سكيلتر Helter Skelter"، حيث دبر سلسلة من جرائم القتل البشعة في ليالي متتابعة لزيادة الترويع.
وفي عام 1969، أدين مانسن وأتباعه في قتل الممثلة شارون تيت وآخرين، وحكم عليه بالإعدام، وقد خفف الحكم عليه لاحقا إلى السجن مدى الحياة، وقام بالتقدم بطلب للإفراج المشروط عنه للمرة الثانية عشر في أبريل 2012، إلا أنه طلبه قوبل بالرفض.
تيد كازينسكي
اتهمت السلطات تيد كازينسكي بأنه الإرهابي المسؤول عن حفنة من الهجمات التفجيرية في أكثر من ولاية في الأعوام ما بين 1978 حتى عام 1995، والتي تسببت في قتل ثلاثة أشخاص وجرح 23 آخرين، فهو المجرم الذي دعا لتدمير النظام الصناعي في العالم بأسره، وقد أطلق عليه لقب "مفجر الطائرات والجامعات Unabomber"، لأن أهدافه الأولى كانت الجامعات وشركات الخطوط الجوية.
وتوصل المحققون إلى كازينسكي بعد ما أبلغ شقيقه دافيد كازينسكي "إف بي آي" أن بيانا نشرته "نيويورك تايمز" و"واشنطون بوست" ونسبته إلى الـ"Unbomber"، يشابه أوراقا كتبها شقيقه، وحكم على تيد كازينسكي في نهاية المطاف بالسجن مدى الحياة دون السماح له بالإفراج المشروط .
توم هورن
كان توم جنديا استكشافيا ورجل قانون وسفاحا عتيدا، قد لا يكون اسمه مشهورا مثل بيلي ذا كيد أو جيسي جيمس، ولكنه كان بالتأكيد واحدا من أكثر المجرمين الذين يقتلون بدم بارد، وفي أواخر عام 1880 عمل هورن في وكالة للمباحث في بينكرتون كصائد للمجرمين.
يبدو هورن جيد البنية، لذا لا يمكن عدم ملاحظة حبه الشديد للعنف، لكن أجبر توم على الاستقالة في عام 1894 بعد اكتشاف ارتباطه بـ17 جريمة قتل، وتم تجريده من شارته، حتى أصبح قاتلا بالإيجار، وكان يستهدف غالبا رعاة البقر، فهو المسؤول عن مقتل 20 على الأقل منهم. وفي عام 1901 اتهم هورن بالتورط في قتل ويلي نيكل الذي كان يبلغ من العمر 14 عاما، وهو مراهق ونجل أحد المزارعين. وظل هورن موضع نقاش للمؤرخين بغض النظر عن مستوى إجرامه، وأعدم في شايني في 20 نوفمبر عام 1903، قبل يوم واحد من عيد ميلاده الـ43.
أدم لانزا
كان أدم لانزا شابا منطويا يبلغ من العمر 20 عاما يقطن في ولاية كونيتيكت، إلا أنه هو المتسبب في الذعر الذي أصاب المجتمع بشأن ما حدث في مدرسة "ساندي هوك" الموجوة بمقاطعة نيوتون، حيث دخل آدم المدرسة يوم 14 ديسمبر 2012 مضطربا ومسلحا ببندقية نصف آلية ومسدس، ثم قام بإطلاق 154 عيارا ناريا خلال 5 دقائق، مخلفا 20 طالبا و6 مدرسين قتلى، ثم قام بقتل نفسه، وكان ذلك قبل اكتشاف السلطات ضحية أخرى، وهي والدة لانزا التي قتلها في منزله بنيو تاون قبل إطلاقه النار في المدرسة.
أندرو كيهو
أكبر جريمة قتل جماعي حدثت في دورة مياة مدرسة ابتدائية أمريكية ببلدية ميتشجن عام 1927، كان أندرو كيهو البالغ من العمر 55 عاما مزارعا وأمين صندوق مجلس إدارة المدرسة يعاني من مشاكل مالية، إلى جانب خسارته في انتخابات مجلس البلدية، وفي 18 مايو 1927 أشعل كيهو فتائل قنابل زمنية أدت لانفجار عدد من القنابل الحارقة التي زرعها داخل حمام بمدرسة كونسوليدت.
دمر الانفجار الناتج جزءا كبيرا من المدرسة، وأزهق حياة 43 شخصا منهم 38 طفلا. كيهو قتل نفسه بعد ذلك بتفجير شاحنته بالديناميت، وقبل التفجير قتل كيهو زوجته بعد وضع قنابل حارقة بمزرعته دمرت منزله وجميع المباني التي تحيط به. وقد وجد المحققون علامة خشبية تبدو ظاهرة على سياج مزرعته كتب عليها "المجرمون تتم صناعتهم ولا يولدون هكذا".
جون واين جاسي
أدين جون واين جاسي بقتل 33 شابا في الفترة مابين 1972 و 1978، وتم العثور على الكثير من الجثث مدفونة أسفل قبو منزله في شيكاغو، وقد اتهم جاسي عند القبض عليه بقتل 45 شخصا على الأقل.
كان يطلق على جاسي لقب "القاتل المهرج"، لأنه كان في بعض الأحيان يظهر بشخصية "بوجو المهرج" مشاركا في المناسبات الخيرية، وقد حكم عليه بالإعدام، ونفذ الحكم في مركز ستاتفيل الإصلاحي عام 1994 بحقنة قاتلة.
تيد بندي
كان يمكن أن يكون لتيد بندي مستقبل مشرق في الحزب الجمهوري بولاية واشنطن في السبعينيات، لكن بدلا من ذلك أصبح أكثر القتلة المتسلسلين والمغتصبين للأموات شهرة في تاريخ الولايات المتحدة. كان تيد يخدع ضحاياه الذين كانوا من النساء في كثير من الأحيان، بأنه مجروح وفي حاجة لمساعدة، قبل أن يهاجمهم.
قبض عليه في عام 1976 أثناء إحدى محاولاته لاختطاف أنثى، ولكنه هرب بعد أن انتحل شخصية محاميه الخاص وهرب إلى فلوريدا، و قتل هناك طالبتين كانتا تقطنان السكن الجامعي، وفتاة أخرى تدعى كيمبرلي ديان ليتش كانت تبلغ 12 عاما من العمر، وقد أدين بتفيذ كل تلك الاغتيالات، وقبل تنفيذ الحكم بإعدامه اعترف بـ50 جريمة قتل أخرى، ليصبح المجموع الحقيقي لضحاياه غير معروف.
مات بندي في الرابع والعشرين من يناير عام 1989 بعد تنفيذ حكم الإعدام بالكرسي الكهربائي في سجن رايفورد في ستارك.
تيموثي مك فاي
إرهابي قام بتفجير شاحنة مفخخة أمام مبنى ألفريد مورا الفيدرالي في مدينة أوكلاهما في 19 أبريل عام 1995، ويطلق على هذا الهجوم "تفجير مدينة أوكلاهما"، وقد حصد هذا التفجير حياة 168 شخصا منهم 19 طفلا.
كان مك فاي مشاركا في حرب الخليج، وكان يبحث عن فرصة للانتقام من الحكومة الفيدرالية بعد حصارها عام 1993 لمجمع لإحدى الطوائف الدينية الملقبة بالدافيديين في مدينة واكو بتكساس، وانتهى الحصار بمقتل زعيم الطائفة ديفيد كوريش و75 شخصا من أتباعه، وقد قام بتفجير مبنى موراه في الذكرى الثانية لموت الدافيديين.
أدين مك فاي بـ11 جريمة فيدرالية، وأعدم في 11 يونيو 2001.
جيم جونز
جيم جونز هو مؤسس وزعيم معبد الشعوب، انتقل إلى كاليفورنيا مع أتباعه عام 1974 وأقاموا في مجمع في جيانا، والتي أطلق عليها "جونزتاون"، وكان جونز شخصا مضطربا يتميز بالكاريزما ومصابا بالبارنويا كما تظن أجهزة الـ"سي آي إيه" و"إف بي آي".
كان جونز يحكم قومه بقبضة من حديد، وكان لا يسمح لأي منهم بترك البلاد، وأقلقت أفعاله المسؤولين في الولايات المتحدة، فقام عضو الكونجرس ليو جيه ريان يوم 18 نوفمبر 1978 بزيارة جونزتاون، وبعد جولة في المنشأة غادر ريان مع عدد من المنشقين، فغضب جونز وأرسل بعض رجاله إلى مدرج هبوط الطائرات في ميناء كاتيما، وقاموا باغتيال ريان وأربعة آخرين، وفي نهاية نفس اليوم مات 909 من أتباع جونز، منهم 303 من الأطفال بتسمم واضح من مادة السيانيد.
مات جونز بطلق ناري في الرأس اعتبر على إنه انتحار، وقال في تسجيل مدته 45 دقيقة سجله في نفس اليوم "لا نعتبر ذلك انتحارا، ولكننا نعتبره عملا انتحاريا ثوريا احتجاجا على ظروف العالم غير الإنساني"، وكان الحادث هو أكبر خسارة واحدة في الأرواح بين المدنيين الأمريكية في كارثة غير طبيعية حتى أحداث 11 سبتمبر.