سر مقولة أبوالحسن الشاذلي.. "عند حميثرة سوف ترى"


البحر الأحمر- عماد عبدالصادق:
توافد آلاف من المتصوفين والمريدين من مختلف المحافظات وبعض الدول العربية والإسلامية، على مدينة مرسى علم، جنوب البحر الأحمر؛ للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية للعارف بالله أبي الحسن الشاذلي، التي تقام بوادي "حميثرة" يوم وقفة عرفات من كل عام، ويعتبر مقام أبي الحسن الشاذلي، "قبلة" للصوفيين والمريدين، ويصرون على زيارته، رغم تعرضهم إلى معاناة السفر والترحال.
العارف بالله أبو الحسن الشاذلي.. ولد عام 571 هجرية، ببلاد المغرب، ويرجع نسبه إلى إلى الحسن بن المثني بن سيد شباب أهل الجنة، أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انتقل أبوالحسن إلى تونس، ولم يتجاوز العاشرة من عمره، وتتلمذ في صغره على يد الإمام عبدالسلام بن مشيش في المغرب، وكان له أثر في حياته العلمية والصوفية، واعتكف بجبل زغوان في تونس، وهناك ارتقى منازلا عالية، ثم رحل إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد، وأبو الحسن علي، وأبوعبدالله محمد، وابنته زينب.
في الإسكندرية، أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم، حتى وافته المنية سنة 656 هجرية، عندما كان في طريقه إلى وادي "حميثرة"، وكان يردد إلى أحد تلاميذه حين أمره بحمل فأس ومقطف خلال رحلة الحج، عندما سأله "لماذا؟"، المقولة الشهيرة "عند حميثرة سوف ترى"، وتوفي بالفعل في وادي "حميثرة"، ودفن هناك ليقام الضريح والمسجد، ويصبح مزارا لمريدي الشيخ، وشهد المسجد عدة توسعات، وأعيد بناؤه حاليا بتكلفة تصل إلى 12 مليون جنيه على مساحة 4 آلاف متر.
وفي سياق متصل، دفع مرفق الإسعاف بالبحر الأحمر، بـ 15 سيارة لتأمين احتفالات الطرق الصوفية، بمولد أبي الحسن الشاذلي، وتم وضع تمركزات طبية ونقاط إسعاف بطول 150 كيلومترا، على الطريق المؤدي إلى وادي "حميثرة"، استعدادا للاحتفال بالليلة الختامية التي تنتهي مساء يوم الجمعة المقبل.