24 سؤالا وجوابا عن أضحية العيد


كتب- عبد الجواد الفشني:
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، تكثر أسئلة المسلمين حول أضحية العيد، بداية من شروط الشراء والذبح وحتى التوزيع والتصدق والتخزين من لحومها، وفيما يلي كل ما قد تريد معرفته عن الأضحية، في 24 سؤال وجواب فقهي، من مجمل إجابات أعضاء أمانة الفتوى على ما ورد إليهم من أسئلة.
1- ما هي الأضحِية؟
هي ما يُذكى تقربا إلى الله في أيام النحر بشرائط مخصوصة، وبها سمي عيد الأضحى، والسبب أنها تفعل في وقت الضحى.
وليس من الأضحية ما يذكى استحبابا بنية العقيقة عن المولود، أو بنية الهدي، أو وجوبا لترك واجب أو فعل محظور في نسك الحج أو العمرة.
2- ما الدليل على أن الأضحية مشروعة؟
الأضحية مشروعة بالكتاب والسنة، فمن القرآن قال تعالى: ?إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ*إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ?.
أما السنة فقد ثبت أن النبي كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه، ومن ذلك (عن البراء رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء) متفق عليه.
3- ما هي الحكمة من مشروعية الأضحية؟
الأضحية شرعت لحكَم كثيرة منها شكر الله على نعمه المتعددة، وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل في يوم النحر، والتوسعة على النفس وأهل البيت، وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء.
4- متي شرعت الأضحية؟
في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهي السنة التي شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال.
5- ما حكم الأضحية؟
اختلف الفقهاء في حكم الأضحية على مذهبين؛ المذهب الأول: الأضحية سنة مؤكدة في حق الموسر، وهذا قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، أما المذهب الثاني: أنها واجبة، وذهب إلى ذلك أبو حنيفة.
6- هل تجزئ الأضحية عن العقيقة؟
لا تجزئ الأضحية عن العقيقة وهو قول المالكية والشافعية والرواية الأخرى عن الإمام أحمد، وهو المفتى به.
7- إذا اجتمعت الأضحية والعقيقة من يكون أولى؟
الأضحية والعقيقة سنتان، فإن عجز عن القيام بهما معا لفقر ونحوه قدَّم الأضحية؛ لضيق وقتها واتساع وقت العقيقة.
8- هل يجوز ذبح الهدي في أثناء الحج بنيتين: نية الهدي ونية الأضحية؟
لا يجوز ذبح الهدي في أثناء الحج بنية الأضحية مع الهدي؛ لأن سبب مشروعية كل منهما مختلف ولا يقبل التداخل، فالأضحية مشروعة لشكر الله تعالى على سبيل الندب، أما ما يذبح في الحج فقد يكون واجبا كهدي التمتع، وهو واجب بسبب ترك الإحرام بالحج من الميقات؛ لأن المحرم يحرم لحجه من مكة، وكهدي القِران، وهو للجمع بين الحج والعمرة في سَفرة واحدة، وهو واجب أيضًا، وكالذبح لترك واجب من واجبات الحج، أو كفارة عن فعل محظور من ممنوعات الحج، وكلاهما واجب، وقد يكون ما يذبح في الحج قربة وليس بواجب كمن يهدي تطوعا لفقراء الحرم، وكل هذا مخالف للغرض من الأضحية.
9- ما حكم صك الأضحية؟
الصك نوع من أنواع الوكالة، وهي جائزة في النيابة في ذبح الأضحية وتوزيعها، ويجب على الوكيل أن يراعي الشروط الشرعية في الأضحية: من سِنِّها وسلامتها من العيوب، وذبحها في وقت الذبح، وتوزيعها على من يستحقها.
10- ماذا يستحب للمضحي فعله بالذبيحة قبل الأضحية؟
• أن يربطها في مكان ظاهر قبل يوم النحر بأيام إن تيسر له ذلك، بشرط ألا يضر غيره.
• أن يقلدها (يعلق شيء في عنقها)، ويجللها سعيا لتعظيمها، حيث قال تعالى: ?وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ?.
• أن يسوقها إلى مكان الذبح سوقا جميلا لا عنيفا، ولا يجر برجلها إليه.
• عرض الماء على الذبيحة قبل الذبح.
11- هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟
لا يجوز الاشتراك في الشاة والماعز؛ لأن الواحدة منها لا تجزئ إلا عن أُضْحِيَّة واحدة، ويجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت الذبيحة من الإبل أو البقر، لأن السبع الواحد منها يجزئ عن أُضْحِيَّة، فيمكن لسبعة أفراد مختلفين أن يتشاركوا في بدنة أو بقرة.
12- ما الشروط التي يجب توافرها في الذابح؟
يشترط في الذابح أن يكون عاقلا، مسلما أو كتابيا، وألا يذبح لغير اسم الله تعالى.
13- هل يجوز إعطاء الجزار جلد الأضحية؟ وهل يجوز بيع شيء من الأضحية؟
لا يجوز أن يعطى الجزار شيئا من الأضحية –كجلدها- مقابل أجره، كما لا يجوز بيع شيء من الأضحية، لأن ذلك يشبه البيع منها وهو حرام، ويمكن إعطاؤه على سبيل التفضل والهدية أو الصدقة.
14- ما هو أول وقت ذبح الأضحية؟
يدخل وقت ذبح الأضحية بعد طلوع شمس اليوم العاشر من ذي الحجة، وبعد دخول وقت صلاة الضحى، ومُضي زمان من الوقت يسع صلاة ركعتين وخطبتين خفيفتين، لا فرق في ذلك بين أهل الحضر والبوادي، وهذا قول الشافعية والحنابلة، وبه قال ابن المنذر وداود الظاهري والطبري، وهو المفتى به.
15- ما آخر وقت ذبح الأضحية؟
ينتهي وقت الذبح بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو رابع أيام العيد، إذ إن أيام النحر أربعة: يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة الآتية بعده.
16- هل يجوز ذبح الأضحية في ليالي أيام النحر؟
ليلة عيد الأضحى ليست وقتا للتضحية بلا خلاف، وكذلك الليلة المتأخرة من أيام النحر، وإنما الخلاف في الليلتين أو الليالي المتوسطة بين أيام النحر، فالمالكية يقولون لا تجزئ الأضحية التي تقع في الليلتين المتوسطتين، وهما ليلتا يومي التشريق من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
وقال الحنابلة والشافعية: إن الأضحية في الليالي المتوسطة تجزئ مع الكراهة؛ لأن الذابح قد يخطئ المذبح، وإليه ذهب إسحاق وأبو ثور والجمهور. وهو أصح القولين عند الحنابلة.
واستثنى الشافعية من كراهية الأضحية ليلا ما لو كان ذلك لحاجة، كاشتغاله نهارا بما يمنعه من الأضحية، أو مصلحة كتيسر الفقراء ليلا، أو سهولة حضورهم. وهو المفتى به.
17- ما حكم ذبح الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟
العمل المسؤول عنه من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاء للناس، قال تعالى: ?وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا?.
18- ما هي شروط الأضحية؟
شروط الأضحية هي:
• أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي: الإبل والبقر والغنم، ومن الغنم: الضأن والمعز.
• أن تبلغ السن المحددة شرعًا، بأن تكون جذعة للضأن، وأن تكون ثنية في غيره، ويتسامح في ذلك لذوات اللحم الوفير.
• أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، وهي العور البيِّن، والمرض البيِّن، والعرج البيِّن، والهزال المزيل للمخ.
• أن تكون ملكًا للمضحي أو مأذونًا له في التضحية بها.
• أن يكون الذبح في الوقت المحدد شرعا، ويبدأ من شروق شمس يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)، وينتهي بغروب شمس آخر أيام التشريق، وبذلك تكون أيام الذبح أربعة أيام.
• أن يكون الحيوان حيَّا وقت الذبح.
• أن يكون زهوق روحه بمحض الذبح، فلو اجتمع الذبح مع سبب آخر للموت يُغَلب المحرِّم على المبيح، فتصير ميتة لا مذكاة.
• ألا يكون الحيوان صيدًا من صيد الحرم، فلو ذُبح صيد الحرم كان ميتة، سواء كان ذابحه محرما أو حلالا (غير محرم).
19- هل يجوز أن تكون الأضحية من غير الأنعام؟
اتفق الفقهاء على أن الأضحية لا تكون من غير الأنعام، فمن ضحَّى بحيوان مأكول غير الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور، لم تصح تضحيته به.
20- هل يجوز تخلف شرط السن في الأضحية؟
اشترطت الشريعة للأضحية سنا معينة؛ لمظنة أن تكون ناضجة كثيرة اللحم؛ فلو حصلت وفرة اللحم أغنت عن شرط السن، وهو المفتى به.
21- كيف توزع الأضحية؟ وهل توزع الأحشاء والرأس؟
يستحب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث، يأكل ثلثها، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها، فلو أكل أكثر من الثلث فلا حرج عليه، وإن تصدق بأكثر من الثلث فلا حرج عليه، لأن تقسيمها على الاستحباب لا على الوجوب.
وأما ما يقسم من الأضحية فهو اللحم؛ لأنه المقصود الأعظم، وهو الذي يعود نفعه على الفقراء والمحتاجين، وأما أحشاؤها من كبد وغيره فإن يستحب تقسيمه وإن لم يقسمه فلا حرج في ذلك، والرأس لا تقسم بل تكون لصاحب الأضحية، ولا يبيعها ولا يعطيها للجزار مقابل أجره أو كجزء منه.
22- ما حكم إعطاء غير المسلم من الأضحية؟
يجوز ذلك، لأن السنة للمضحي أن يأكل ويتصدق ويهدي منها، واستحب كثير من العلماء أن يقسمها أثلاثا: ثلثا للادخار والأكل، وثلثا للصدقة، وثلثا للإهداء، ولا بأس بإعطاء غير المسلمين منها لفقره أو قرابته أو جواره أو تأليف قلبه.
23- هل يجوز الادخار من لحم الأضحية؟
يجوز ادخار لحوم الأضاحي عند جمهور الفقهاء.
24- ما حكم شراء الأضحية بالوزن حيث لا تباع الأضاحي إلا بالوزن وهي حية؟
الأصل هو أن الحيوانات الحية من أغنام وأبقار ونحو ذلك لا تحتاج في بيعها إلى وزن، وإنما تباع برؤيتها إذا كانت موجودة، أو بأوصافها التي تميز بعضها عن بعض، بحيث تنتفي الجهالة والغرر، وأما بيعها بالوزن كما ورد في السؤال فجائز ولا حرج فيه.