ترجمة – بيشوي رمزي:

يبدو أن الموقف المنحاز الذي تتبناه كلا من مصر وقطر تجاه الصراع الحالي في قطاع غزة، لا يجعل أيا منهما أهلا للقيام بدور الوساطة لإنهاء القتال الحالي الذي اندلع منذ أسابيع بين إسرائيل وحركة حماس ، هكذا استهل الكاتب الإماراتي سلطان سعود القاسمي مقاله بموقع "سي ان ان" الإخباري باللغة الانجليزية .

وقال سلطان فى مقاله ، أن مصر ربما تتمتع بفرصة أكبر للقيام بدور بارز في هذا الإطار بحكم الظروف الجغرافية والسياسية، موضحا أن لااراضى المصرية ، تعتبر المخرج لسكان القطاع المحاصر للعالم الخارجي من ناحية، كما أنها تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل من ناحية أخرى، وهو ما يعد أمرا ضروريا لاتمام أي اتفاق بين الجانبين.

وأضاف القاسمى ، الذي يساهم بكتاباته في موقع "سي إن إن" الأمريكي باللانجليزية ، أن كلا من قطر وتركيا يبذلان قصارى جهدهما من أجل تحييد الدور المصري على المستوى الإقليمي، نظرا لدعمهما لجماعة الأخوان المسلمين، والتي عزلت عن الحكم في أعقاب مظاهرات شعبية دعمتها المؤسسة العسكرية في يوليو من العام الماضي. وهو ما أعرب عنه رئيس الوزراء التركي صراحة ، في حواره مع قناة "سي ان ان" الأمريكية، موضحا أن مصر ليس لها دور لتقوم به في غزة.

واضاف انه يبدو أن قطر عندما قررت أن تمنح قادة حماس حق الإقامة في أراضيها بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، كانت تسعى للقيام بدور إقليمي على حساب العديد من القوى الإقليمية الأخرى، إلا أنها لا يمكنها القيام بأي دور على حساب الدور المصري، موضحا أن علاقة حماس بالنظام المصري الجديد كانت الدافع الرئيسي للحركة لرفض المبادرة المصرية، رغم أنها تنص على نفس بنود المبادرة التي قدمها الرئيس الأسبق محمد مرسي في نوفمبر 2012 والتي قبلتها الحركة الفلسطينية.

وأضاف الكاتب الإماراتي أن الحكومة القطرية ينبغي أن تدرك جيدا أن الدعم المادي والإعلامي لحماس لن يؤدي إلى تقويض الدور المصري المحوري في القضية، بفضل العوامل السياسية والجغرافية، موضحا أن النهج القطري تجاه حماس يعد تكرارا لأخطاء الماضي، حيث أوضح أن قطر سخرت إمكانياتها المادية والإعلامية لخدمة نظام الإخوان في مصر وغيرها من الدول كليبيا وتونس، ورغم ذلك فشلت تلك الإستراتيجية وسقط الإخوان في مصر، بينما يتأزم موقفهم في الدول الأخرى.

واختتم القاسمى مقاله بتاكيداته على أنه إذا ما أرادت الحكومة القطرية، انهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة، فينبغي أن تستخدم قوتها الناعمة في دعم القوة الصلبة المتمثلة في مصر خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا أن الدور المصري المؤثر يعد السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المروع الذي تشهده غزة منذ أسابيع .

اضغط هنا لقراءة المقال الاصلى