التوقيت الأحد، 29 يونيو 2025
التوقيت 09:26 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| بدلة المفرقعات.. زي لا ترتديه الشرطة المصرية

كتب- مصطفى عبد الرازق:

البدلة الواقية من المفرقعات، أو بدلة تفكيك القنابل، كانت الحاضر الغائب في مشهد تفجيرات قصر الاتحادية يوم أمس الأثنين. لا يعرف الكثيرون تفاصيل دقيقة عنها، لكن خبراء المجال يقولون انها تقي من يرتديها من شظايا الانفجار.

في كثير من المواقف التي التقطتها عدسات الكاميرات لخبراء المفرقعات المصريين، وهم يتعاملون مع عبوات ناسفة، لم يكن أي منهم يرتدي هذه البدلة، وفي بعض الاحيان كانوا محاطين بمواطنين ممن دفعهم الفضول لرؤية عبوة بدائية.

يقول مدير الادارة العامة للحماية المدنية السابق اللواء عبد العزيز توفيق إن لا احد يعلم تفاصيل تصنيع "البدلة الواقية من شظايا الانفجار"، مشيرا إلى أن مجال الوقاية والحماية من المفرقعات مليء بالاحتكارات، ويضيف أن هذه البدلة بالتحديد تهمين على صناعتها شركة كندية.



لم تظهر هذه "البدلة" سوى في آخر مشهد من تفجيرات أمس عند قصر الاتحادية، بعد مقتل ضابطي شرطة اثناء محاولة تفكيك عبوات بدائية الصنع، رغم استلام وزارة الداخلية لبدلات جديدة في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.

تزن البدلة حوالي 38 كلجم، وتزود عادة بنظامي تكييف، واتصالات لتسهيل عمل ضابط المفرقعات بداخلها، إلا أن أحد نقاط الضعف، والقوة أيضا، فيها أنها لا تحتوي على قفازات وهو أمر مقصود به تسهيل حركة اليد في التعامل مع العبوة، إلا أنها في الوقت نفسه تترك اليدين دون حماية تذكر.

يعد ثقل وزن البدلة أساسيا لحفظ سلامة جسد الخبير بداخلها، لكنه بالتبعية يؤدي لبطء في الحركة وارتفاع في درجة حرارة جسد خبير المفرقعات بما يؤثر على آداءه عمله، وعليه فكان اختراغ نظام التبريد والتكييف للبدلة.

يؤكد "توفيق" أن بدلات وأجهزة التخلص من المتفجرات متوفرة بالقاهرة، وليس هناك عجز فيها. ويوضح إن فرقة المفرقعات يرافقها في مهامها سيارة تحمل كافة المعدات والاجهزة والروبوت تسمي "سيارة تعامل".

يقول "توفيق" إن أولى المواقف الصعبة التي يتعرض لها رجل المفرقعات هو تلقيه بلاغا بالعثور على جسم غريب، وخروجه للتعامل معه، يضيف أن "خطأ رجل المفرقعات الأول، لا قدّر الله، هو الخطأ الأخير"، مشيرا إلى أنه في حالة الخطأ فإن القدر لا يمهل رجل المفرقعات لإرتكاب خطأ آخر.

شركة "جلوبال آرمور"، المتخصصة في مجال توفير منتجات الحماية الشخصية للعسكريين والشرطة، والتي تتخذ من مدينة دربان الجنوب أفريقية مقرا لها، تقول إن بدلتها مصممة للتخلص من المتفجرات ولتوفير الراحة والحماية، وهي تأتي مع "بدلة التبريد"، وخوذة التخلص من الذخائر المتفجيرة". وتضم السترة ألواحا من الحديد لمضاعفة مستوى الحماية.

يشير "توفيق"، في تصريحاته لـ"دوت مصر"، إلى أن المواد المتفجرة لا تقتصر على البارود والـ"تي إن تي"، وأن هناك مواد متفجرة في صور سائلة وكيماوية.



يؤكد "توفيق" أن ضابط المفرقعات يمر بمرحلة من التدريب الجيد، كما تخضع الأجهزة لصيانة مستمرة. يوضح أن من أول الخطوات لتعامل الضابط مع العبوة هو فرض كردون أمني وارتداء البدلة، والاستعانة بالاجهزة كأول مرحلة قبل التعامل مع العبوة.