التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 08:43 ص , بتوقيت القاهرة

قصة نوح والسفينة.. الحيوانات تنجو والكفار يغرقون

رغم أنه ليس كتابا تاريخيا أو قصصيا، إلا أنه يمتلئ بالعديد من أخبار الأولين والسابقين، بهدف العظة والدرس الديني، ليتعلم المسلمون من أخبار الأمم السابقة عليهم، ويكونوا شهودا عليهم يوم القيامة.


"دوت مصر" يختار كل يوم قصة من قصص "القرآن"، على مدار شهر رمضان الكريم؛ ليتناولها بالشرح المبسط لقرائه، عسى أن نتعلم من هذه القصص ما ينفعنا في أمور ديننا ودنيانا، وفي هذا اليوم نتناول قصة من قصص من الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم، وهي قصة نوح عليه السلام.


بدأت القصة عندما أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح إلى قومه لنشر رسالة التوحيد، وأن الله لا إله غيره، وإنما عبادة الأصنام ما هي إلا كفر وضلال، فحمل سيدنا نوح الرسالة وخرج إلى قومه ينشر الرسالة، وبدأت دعوته بعبادة الله وحده، وأفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا بعبادة الأصنام.


لم يستمر نوح في دعوته كثيرا، إلا وخرج عليه الأشراف من قومه يشككون فيه وفي رسالته ويخبرونه أنه لا يروه إلا بشرا مثلهم، ولم يكن مفضلا، في نظرهم، بأي شيء، وأما عن الذين آمنوا بنوح ودعوته فقد اتهمهم أشراف القوم بأنهم الفقراء والضعفاء وقليلي الحيلة واللذين هم أقل منهم، ولم يكتفوا بذلك فقط بل أشاعوا الأحاديث بأن نوحا ومن آمن معه كاذبين.


(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى? لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)


لم يصمت سيدنا نوح على افتراءات قومه، فرد عليهم قائلا "يا قومي آرأيتم إن كنتُ على بينة من ربي فيما جئتكم به، وتبيِّن لكم أنني على الحق من عنده، لكن أخفاها عليكم بسبب جهلكم وغروركم، فلن نُلزمكم بها إجبارا ولكن نترك أمركم إلى الله حتى يقضي في أمركم ما يشاء".


وعرض قوم نوح الأموال عليه لطرد الذين آمنوا وأن يكف عن رسالة التوحيد، فرفض نوحا وقال لهم "إن هؤلاء المؤمنين ملاقو ربهم يوم القيامة، فسيجازي من ظلمهم وافترى عليهم".


فرد عليه قومه الضالين طالبين منه أن يأتي بالعذاب المُنتظر إن كان صادقا. (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فرد عليهم سيدنا نوح إنما العذاب والعقاب من عند الله، وما هم بفارين منه.


بعد مرور وقت من الزمن أبلغ الله سيدنا نوح أن قومه لن يؤمنوا، ولن يؤمن به إلا من آمن وقال الله تعالى (وَأُوحِيَ إِلَى? نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، وأمر الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح أن يبدأ بصناعة السفينة التي ستكون وسيلتهم للرحيل من القرية التي ظلمه فيها كفار قومه.


(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ)


ونفذ سيدنا نوح أوامر الله وبدأ في صناعة السفينة التي ستنقذه هو ومن آمن معه، وكلما مر عليه كفار قومه استهزوأوا به وسخروا منه، فيرد عليهم سيدنا نوح (قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)


وجهز نوح السفينة، وجاء أمر الله تعالى، وأخرج المياه من كل مكان وأمر الله سيدنا نوح أن يركب السفينة ومعه من كل نوع من أنواع الحيوانات ذكرًا وأنثى، وركب معه من آمن، وتحركت السفينة، ونجد الله اللذين آمنوا به، وأهلك كل من كفر واستهزأ بنبي الله ورسالته.


(حَتَّى? إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).