صور|الآثار الإسلامية بالفيوم.. شاهد على انهيار مسجد قايتباي


يعد مسجد قايتباي بمدينة الفيوم واحد من أشهر مساجد المحافظة، ويعرف بين العامة بـ"مسجد باب الوداع" لوقوعه في مدخل مقابر مدينة الفيوم، وكان يصلى على الأموات به قبل أن يتم دفنهم في المقابر، وأنشئ هذا الجامع على يد خوندا أصلباي زوجة السلطان قايتباي بإشارة من الشيخ عبدالقادر الدشطوطي في زمن ابنها السلطان الناصر محمد بن قايتباي 901 -904 هـ /1495- 1498 ويؤيد ذلك النص الموجود على عضادتي المدخل.
ويقول مفتشو الآثار الإعلامية بالفيوم، إن جامع قايتباي يقع في أقصى الطرف الشمالي للقسم الغربي من مدينة الفيوم، ويحده من الجهة الجنوبية الغربية شارع سوق الصوفي، ومن الجهة الشمالية الغربية شارع المدينة الرئيسي الواقع على الضفة الغربية لبحر يوسف، أما الجانبان الآخران فيجاورهما مجموعة من المنازل، وكان الجامع قديماً يقع نصفه الشمالي الغربي على بحر يوسف فوق قنطرة بفتحتين غير إنه في سنة 1887م تصدع هذا الجزء وانهار نصفه المقام على القنطرة 1862م .
وحافظت لجنة حفظ الآثار على الأجزاء الباقية من الجامع وأصبحت مساحته مقصورة على الجزء المتبقي المقام على الأرض وبدأ إنشاء هذا الجامع في 5 شوال 903هـ /1497م.
لا يحتاج الأمر إلى خبير لإدراك حاجة المسجد الأثري إلى ترميم، يمكنك بسهولة ملاحظة الشروخ العميقة في واجهة المسجد وجدرانه الخارجية، والتي يمتد بعضها إلى حوائط المسجد من الداخل، الرطوبة المنتشرة بجدران وأرضية المسجد تظهر جلية سواء من الخارج أو الداخل.
وقال مفتشو الآثار إن الأهالي حاولوا معالجة الهبوط الأرضي في المسجد بوضع ألواح خشب لجعل الأرض مستوية قدر الإمكان، ولكن الهبوط واضح جدا إذا نظرت إلى الأرضية ستجد بلاطها متكسر، مشيرة إلى خطورة الشروخ التي بدأت تنتشر في عقود المسجد، وهو الجزء المحمول على الأعمدة ويصل بينها وبين السقف، لأن ذلك يعني أن القوالب الحجرية المكونة للعقد حدث بها تباعد مما يجعل العقد آيلا للسقوط وبالتالي السقف، ويشكل خطرا على حياة المواطنين الموجودين بداخله.
“خلل نظام الصرف الصحي ومياه الشرب بالمنطقة المحيطة بالجامع تسبب في وجود مياه أرضية أسفل أساساته، مما أدى لهبوط أرضية المسجد في مناطق متفرقة، وسبب الهبوط بدوره شروخا في جدران وعقود الجامع”، قالها محمد حامد، أخصائي الترميم بقطاع المشروعات، محددا السبب الرئيسي للمشاكل التي تواجه المسجد.
وأضاف حامد “سيتكلف إقامة شبكة صرف ومياه شرب للمنطقة بأكملها مبالغ كبيرة لن تستطيع ميزانية الترميم تحملها، لذلك نلجأ في هذه الأحوال إلى نظام إنشائي بديل للأساسات المتهالكة للمبنى يهدف لنقل أحمال المبنى لطبقة صخرية أعمق بدلا من الطبقة التي أثرت الرطوبة في صخريتها وتماسكها”.
يقول حامد إن حالة المسجد لم تبلغ درجة السوء التي تجعله يهدد حياة من بداخله، مؤكداً أن ذلك يحدث إذا اتسع أحد الشروخ فجأة بشكل كبير، فحينها يتم إغلاق المسجد لحين ترميمه كما حدث في مسجد “المعلق”.
وقدر حامد ميزانية الترميم التي يحتاجها المسجد بشكل مبدئي بثمانية ملايين جنيه، مشيرا إلى أن التقدير المبدئي لميزانية ترميم “المسجد المعلق” كان أربعة ملايين، إلا أنها بنهاية عملية الترميم كانت قد وصلت إلى أكثر من الضعف.
وأثر تلوث الهواء المحيط بفعل عوادم السيارات على المبني خاصة مع وجوده قرب بحر يوسف، الذي يزيد من رطوبة المنطقة، هذه الرطوبة التي تتحول فجر كل يوم لقطرات من الندي تستقر على جدران المسجد وتتفاعل معها بما تحمله من أحماض كربونيك وكبريتيتك وهيدروكلوريك، فتتسبب في تآكلها.
تتولى وزارة الدولة للشئون الأثرية ترتيب أولويات احتياج المواقع الأثرية للترميم، وأرسلت الوزارة بالفعل لجنة لمعاينة المسجد في أبريل الماضي وتبعتها عدة لجان على فترات مختلفة .
ويتبع المسجد الأوقاف إداريا، والآثار ترميميا وإنشائيا، ويقترح أخصائي الترميم بقطاع المشروعات تعاونا أكثر فعالية على مستوى المسئولين بوزارتي الآثار والأوقاف فيما يصب في مصلحة المناطق الأثرية الإسلامية، من خلال التنسيق بين الجهتين الرسميتين فيما يتعلق بتكاليف الترميم.
اقراء أيضا