كثير منا يعتقد أن الزيارة الأولى للنبي محمد إلى يثرب، كانت في المرة التي هاجر فيها إليها، ولكن بقليل من التدقيق في كتب التراث الإسلامي، يتضح أنها لم تكن الزيارة الأولى، بل الثالثة، فمتى قام الرسول الكريم بأول زيارتين؟ وبصحبة من؟

الزيارة الأولى

لما بلغ النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، من العمر ست سنوات، أحست والدته بدنو أجلها، فأخذته في جولة إلى يثرب ليتعرف على أخواله من بني عدي بن النجار، فنزلت في دار النابغة، وأقامت بها شهرا، تعلم خلاله النبي السباحة في بئر بني عدي.

وفي هذه الزيارة علم النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه نبي مرسل، بسبب موقف جمعه بأحد اليهود، وقال عنه :"نظرت إلى رجل من اليهود ينظر إلي، ثم ينصرف عني، فلقينى يوما خاليا، فقال: يا غلام، ما اسمك؟ قلت: أحمد، فنظر إلى ظهري، فأسمعه يقول: هذا نبي هذه الأمة، ثم راح إلى أخوالي فخبّرهم الخبر، فأخبروا أمي، فخافت عليَّ، فخرجنا من المدينة"، كما ذكر السيوطي في الخصائص الكبرى، وابن سعد في الطبقات الكبرى.

الزيارة الثانية

وفي رحلة الإسراء والمعراج، نزل النبي في عدة أماكن ليصلي فيها خلال طريقه من مكة إلى بيت المقدس، وكان من ضمن هذه الأماكن "أرض ذات نخل"، لما وصلوا إليها طلب منه الأمين جبريل أن يصلي فيها، فقال: "انزل فصلِّ هنا"، وبعد أن انتهى من صلاته قال له جبريل: "صليت بطيبة، وهي دار هجرتك"، كما أورد النسائي في سننه، والذهبي في تاريخ الإسلام.