على رصيف الوزراء.. عاطل بدرجة ماجستير
طريقان موازيان في نفس الاتجاه.. يتخللهما أشعة شمس الصباح، حركة هادئة للسيارات وأناس في انتظار أتوبيسات النقل العام، رجل- مميز بملابسه- النظافة على عجلة من أمره يلتقط الأوراق التي تحركها نسمة الصباح قبل ازدحام الشارع، تصادفه ورقة تبدو من سماكتها مهمة بعض الشيء، يلتقطها في حيرة عاجزا عن معرفة ما فيها بسبب أميته، يمزقها في صمت ويضعها في سلة مهملاته، دون أن يدرك أن هذه الورقة هي صورة ضوئية من شهادة الحصول على درجة الدكتوراه، قد تكون سقطت من أحدهم عندما كان يحاول اللحاق بأي وسيلة انتقال تخرجه من زحام شارع "القصر العيني".
إيه الحكاية؟
إذا كنت من ساكني منطقة وسط القاهرة، محيط مبنى مجلس الوزراء، أو كنت من محبي المشي في شارع القصر العيني، أو من الأشخاص العاملين في المباني الحكومية فيه، مثل مبنى مجلسي الشعب والشورى، أو الملحقة بهم، أو كنت من الذين تضطرهم ظروف عملهم في أماكن بالقرب منهم للمرور بهذا المحيط، فحتما قد قابلتهم، اليوم، أو أي يوم عدا الإجازات الرسمية متجمعين أو هاربين من أشعة الشمس تحت ظلال الحواجز الأسمنتية بمحيط مجلس الوزراء.
حملة الماجستير والدكتوراه، دفعة 2014، الذين لم ينفذ قرار مجلس الوزراء بتعيينهم في الجهاز الإداري للدولة حتى موعد قراءتك للتقرير.
البداية
يحكي أحمد عبد الجابر، الحاصل على ماجستير في القانون، لـ"دوت مصر"، بداية من صدور قرار تعيينهم في الجهاز الإداري للدولة منذ أكتوبر 2014، استجابة لمطالبهم التي رفعوها خلال وقفات نظموها للمطالبة بحقوقهم في التعيين، ووقتها أمر مجلس الوزراء بتكليف وزارة البحث العلمي، بالبدء في حصر أسماء حملة الماجستير والدكتوراه لعام 2014، واتخاذ الإجراءات المتبعة، ومخاطبة الجهات المختصة لإنهاء إجراءات تعيينهم.
المحليات وليس المركزية
"عبد الجابر"، عشريني العمر، يقول إنه تم توزيع حاملي الماجستير والدكتوراه على وحدات الإدارة المحلية، وليس في المنطقة المركزية، مضيفا أنهم وافقوا على ذلك على اعتبار أنه إجراء متبع مع الجميع، ولكنهم فوجئوا بعد ذلك بأن أشخاصا من نفس الدفعة، تم تعيينهم في المنطقة المركزية "عشان معاهم واسطة"، حسب قوله، ومن هنا بدأت المشاكل مرة أخرى مطالبين بالمساواة معهم.
اعتصام الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة
يستطرد عبد الجابر، بنبرة حسرة: "لم نجد استجابة لمطالبنا.. فاعتصمنا بداية شهر مارس 2015 أمام الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبعد حوالي أسبوع من اعتصامنا، استجابوا"، قائلا: "تغيرت خطابات توزيعنا من المناطق المحلية إلى المركزية، وعندما ذهبنا بالخطابات الجديدة للمنطقة المركزية، رفضت استلامهم، وبعض الأشخاص قالوا لنا (أنتوا جايين تاخدوا مكان ولادنا)".
وقفات الأسبوع الأخير من شهر مارس
عاد حملة الماجستير والدكتوراه بعد ذلك لمجلس الوزراء، منذ أسبوعين، ونظموا أكثر من وقفة أمام المجلس، مطالبين رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، بالتدخل، وقال عبد الجابر، إن رئيس الوزراء حولهم لمستشاره ونائبه "محمد إبراهيم"، الذي بدوره حولهم لوزيرة القوى العاملة، ناهد عشري، وكل منهما أعطاهم مهلة 48 ساعة لحل المشكلة، ولكن لم يحدث شيء، لذلك مستمرون في المظاهرات يوميا أمام مجلس الوزراء حتى تحل المشكلة.
وكانت "العشري" قد فتحت باب قبول شكاوى الحاصلين على الماجستير والدكتوراه لعام 2014، أمس الإثنين، وحتى الأحد المقبل، من خلال استمارة وفرتها مجانا على الموقع الالكتروني للوزارة، على الرابط www.manpower.gov.eg.
المساواة مقابل فض الاعتصام
يؤكد "عبد الجابر" أنه وزملاءه سيتظاهرون حتى نهاية الأسبوع الجاري، مطالبين بتفعيل توزيعهم على المنطقة المركزية، وإلزام الجهات باستلام الخطابات، وتوفير التمويل المالي لاستلام الوظائف، وتعيين الحاصلين على الماجيستير والدكتوراه من الجامعات الخاصة، مثلما كان يحدث في السنوات السابقة.