التوقيت الأربعاء، 13 أغسطس 2025
التوقيت 12:34 ص , بتوقيت القاهرة

مواكب حكام مصر .. بساطة وترف

هي الفكرة التي استوردها الخديو إسماعيل من الثقافة الفرنسية، لتطوف الشوارع المصرية أوائل عام 1863، عربات تقودها الخيول ومحاطة بأفراد من التشريفة الملكية، تحيط بجلال الملك أثناء تحركاته الداخلية، فيما عرف باسم المواكب الملكية أو الخديوية.


قاد ولع الخديو بالمواكب لإنشاء مصلحة حكومية حملت اسم "مصلحة الركائب الخديوية"، تقوم بإدارة وتنظيم مواكب الخديوي، وبلغ عدد المركبات التي استخدمت في مواكب إسماعيل، 78 مركبة أغلبهم هدايا من ملوك ورؤساء دول العالم آنذاك.


الملك فاروق


في محاولة من الملك فاروق للتقرب من الشعب، وتغيير صورة العائلة المالكة في أعين المواطنين، استخدام فاروق سيارته المفتوحة خلال الموكب وأحاطت بها عربات حديثة تتبع الشرطة والجيش، كذلك الخيول.



حصل فاروق على سيارته كهدية من الزعيم الألماني، أدولف هتلر، عام 1937، وهي أول سيارة ماركة "مرسيدس" مصفحة تدخل مواكب حكام مصر، وتمتاز بسمك الزجاج، وطول بلغ 6 أمتار وعرض مترين ووزن قارب الـ5 أطنان، بقوة 6 سلندر، وقوة محرك 7655 سي سي، كما قام فاروق بتغيير اسم مصلحة الركائب الخديوية لإدارة الاسطبلات الملكية.


محمد نجيب


امتاز موكب أول رئيس لمصر عقب 23 يوليو والإطاحة بالنظام الملكي بالبساطة دونما أي إجراءات أمنية صارمة، ويتضح ذلك في عدد من الصور، التي يظهر فيها نجيب مستقلا السيارة الرئاسية "كاديلاك"، وبرفقته سيارة واحدة أو سيارتين على أقصى تقدير من أفراد الجيش "البوليس الحربي".



جمال عبد الناصر


اعتاد الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، ارتياد سيارة الرئاسة المفتوحة، والوقوف خلالها لتحية المواطنين المتجمهرين أثناء جولاته وتحركاته الدائمة، وخلا موكبه من التكثيفات الأمنية المشددة، فتكوّن من سيارة الرئيس يتبعها سيارتين للتأمين، ويتقدم الموكب من 6:8 دراجات بخارية.




أنور السادات


انتهج الرئيس الراحل أنور السادات، في بداية تولية مقاليد الحكم في مصر، سياسية سالفه عبدالناصر في بساطة الموكب الرئاسي الذي يستخدمه.



لكن بدا الاختلاف جليا عندما بدأت مواكب السادات في استخدام عدد أكبر من مجندي القوات المسلحة والشرطة لتأمينه عبر وقوفهم كحاجز بشري على جانبي الطريق الذي يمر منه، كذلك تعطيل الطرق المحيطة بالموكب، نظرا لاعتبارات أمنية تتزامن مع عدد من الأزمات السياسية والحزبية التي شهدتها البلاد آنذاك.



ولم يلبث السادات كثيرا في استخدام  سيارات الرئاسة الرسمية (مرسيدس بلمان 600، أو كاديلاك) في جولاته، فاعتمد على طائرة الرئاسة في نقله خلال أغلب جولاته الداخلية.


حسني مبارك


ضم أسطول مواكب رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، سيارات الكلاديلاك والمرسيدس والبي إم دبليو الفئة السابعة، واتسم موكب مبارك بأول مواكب الرؤساء المصريين بزخا وعددا، فتصاعد عدد السيارات المستخدمة في التأمين من 27 سيارة في السنوات الأولى لحكمه حتى بلغ ما بين 40 إلى 50 سيارة في نهاية عهده.



واتسمت السيارات المرافقة لمبارك بالتنوع، كذلك اشتملت على سيارات للتشويش على الشبكات الهوائية، وسيارات الجيب، التي ضمت عناصر من القوات الخاصة، وسيارات المرسيدس، إضافة إلى دراجات التشريفة البخارية.



وواجه موكب مبارك الرئاسي العديد من الانتقادات من قبل اقتصاديين، إضافة إلى تعطل مصالح المواطنين لعدد غير قليل من الساعات انتظارا لمرور الموكب، وأشار الخبير الاقتصادي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبد الخالق فاروق، في تقريره إلى أن موكب مبارك كان يكبد مصر من 5 إلى 7 ملايين جنيه في الزيارة الواحدة.


محمد مرسي


أثارت تصريحات الرئيس الأسبق، محمد مرسي، عن نيته إلغاء المواكب الرئاسية، التي مساعد وزير الداخلية للإدارة العامة للمرور، اللواء مصطفى راشد، نظرا لارتفاع تكاليفها الباهظة وعدم إغلاق الطرق أثناء مروره، ارتياح المصريين فور توليه سدة الرئاسة.



وعلى عكس تلك التصريحات، جاء استخدام الرئيس الأسبق للمواكب أثناء ذهابة لآداء صلوات الجمعة أسبوعيا، وهي التي قدرها عدد من الخبراء الاقتصاديين بأنها تكلف الدولة قرابة الـ3 ملايين جنيه في كل صلاة، إضافة إلى وصول موكب مرسي الرئاسي لـ65 سيارة أثناء زيارته لإحدى المحافظات.



وتضمن أسطول سيارات الرئاسة في عهد مرسي سيارات المرسيدس فئة "s" وسيارات من نوع بي إم دبليو الفئة السابعة وسيارة جيب جراندواجونير.


عدلي منصور


أدت قصر الجولات الداخلية، التي قام بها الرئيس السابق والمؤقت للبلاد، المستشار عدلي منصور، لندرة استخدام المواكب الرئاسية الضخمة، فاتضح في آداء الرئيس لصلاة العيد والإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية، قلة عدد السيارات المشاركة في الموكب.


عبد الفتاح السيسي


ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي مستقلا سيارات رئاسية مختلفة باختلاف المناسبات، تنوعت بين مرسيدس فئة  "s " وبي إم دبليو الفئة السابعة، وشهد موكب الرئيس الأول أثناء حفل تنصيبه داخل قصر الرئاسة بكوبري القبة إجمالي 17 سيارة.



واتسمت المواكب التالية للرئيس السيسي بضخامة عدد السيارات المرافقة للموكب، وإغلاق قوات الأمن للشوارع التي يمر بها لدواع تأمينية، ما ظهر جليا في زيارته الأخيرة لدار القضاء العالي للمشاركة في يوم القضاء المصري، التي اختتمها الموكب الرئاسي بالسير عكس الاتجاه.