"السيدة مريم".. الفقيرة التي أصبحت أشهر امرأة في التاريخ
للسيدة العذراء تطويب خاص في عيد الميلاد المجيد فلولاها ما جاء المسيح إلى الأرض، والكنيسة تبجلها وتخصص لها صلوات خاصة حتى يوم العيد، فتسبحة كيهك والتي تصلى بالكنائس الأرثوذكسية طوال فترة صوم الميلاد سميت بتسبحة سبعة وأربعة لأن بها تصلى سبع صلوات للعذراء إضافة إلى الأربع هوسات "تسبيح".
ولكن ماهي قصة مريم العذراء.. تلك الفتاة الفقيرة التي أصبحت أشهر سيدة في التاريخ، إن اسم مريم عبري معناه "مـُر"، ويرجح أنه اسم مشتق من كلمة "مريامون" الهيروغليفية.
وفي الآراميـة فـإن اسمها يعنـي "أميرة أو سيدة"، وذكر هذا الاسم لأول مرة في الكتاب المقدس في سفر الخروج لمريم أخت موسى وهرون.
ويعود نسب مريم العذراء إلى بيت داود النبي والملك العظيم وكاتب كتاب المزامير الذي هو من سبط يهوذا، وهذا ما أكده أنجيل لوقا عند سرده لبشارة الملاك للعذراء، حين كلًّمهـا قائـلاً "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهـاية" ( لوقا 30:1-30 ) .
ويكشف لنا إنجيل يوحنا أن مريم كان لها أخت وهي مريم زوجة كلوبا وأنها أيضا نسيبه إليصابات (لوقا 36:1)، أم يوحنا المعمدان.
وكانت مريم، تعيش في مدينة الناصرة بالجليل، لم تكن ذات أهمية وأقل ما يقال عنها أنها بلدة شريرة ومدينة آثمة لا يمكن أن يأتي منها شيء صالح.
وكانت مريم ابنة "يواقيم" و"حنة" والتي جاءت بعد صلوات من والديها اللذين لم يكن لهما ولد تم نذرها إلى الله حيث ووضعت في الهيكل إلى أن تمت أثني عشر عاما فخطبت، لرجل مـن بيت داود، اسمه يـوسف وبعد بشارة الملاك لها بأنها حبلى وبعد أن عرف به لـم يشهر بها، أراد تخليتها سرا.
ويبنما يفكر في هـذه الأمـور جاءته بشارة الملاك قائلة "يـا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخـذ مريم امرأتك، لأن الذي حبلى به فيه هـو من الروح القدس" ( متى 20:1 ).
ولم تكن العذراء، أو يوسف رجلها من العائلات الغنية، فيوسف نجار بسيط، وحين جاءت ساعة ولادتها، لم تجد غير المذود لتلد فيه، وحين أرادا أن يقدما الطفل يسوع في الهيكل حسب عادة الناموس، وعن تطهيرها حسب الشريعة، لم يحملا معهما إلا زوج يمام، أو فرخي حمام، وهي تقدمة الفقراء.
واشتهرت باسم "مريم أم يسوع " وكأم قامت بواجبها نحو ابنها، فبعدمـا " تمت أيام تطهيرهـا حسب شريعـة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقـدمـوه للرب" ( لوقا 2:22).
وفي علاقة العذراء مريم بابنها يسوع نجد تحقيقاً لهذه النبوة "وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف "يجتاز في نفسك سيف" كانت هذه نبوة عن مِقدار الألم التي سوف تجتازه العذراء.