كلاكيت تاني مرة.. وفاة مولودة لـ"غياب" الطبيب في مستشفى منيا القمح
كتبت - آية فرج
" عليه العوض ومنه العوض، أستعوضت ربنا في بنتي اللي ملحقتش أفرح بيها، هي مش هترجع، بس أنا عايز حقها وحق أي واحد غلبان يدخل بضناه لمستشفى حكومة".. بكلمات مؤثرة تقشعر لها الأبدان عبر "محمود سامي" عن حزنه على فقدان ابنته الأولى "مكة"، نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياة المرضى الذي أصبح عرض مستمر في مستشفى منيا القمح، حيث سبق قبل أسبوعين وتوفيت أم شابة خلال عملية تنظيف ما بعد الإجهاض وجاري التحقيق فيها من قبل النيابة العامة.
"بنتي ساعتين بتموت قدامي ومفيش حد ينقذها"
قال والد "مكة" وهو يبكي فاجعته لفدان ابنته الأولى "إنه فجر يوم الإثنين 8 يناير، ولدت نجلتي وأطلقت عليها اسم "مكة" في مركز خاص وفور ولادتها لاحظ الأطباء أنها بحاجة إلى حضانة، لذلك قررت نقلها إلى مستشفى منيا القمح المركزي لضيق ذات اليد".
ليكمل الأب المكلوم "ذهبت بالطفلة للمستشفى استلمتها مني الطبيبة النوبجتية، ووضعتها داخل حاضنة، و أحضرت من الخارج العلاجات المطلوبة، ظللت بجوارها والطفلة ترقد في سلام لا يوجد عليها مشكلات أو تدهور صحتها، وذهبت للمركز الخاص لاستلام والدتها والعودة بها إلى المنزل بعد إفاقتها من الولادة، وعدت إلى الحضانة وجدت مكة تنازع الموت ولا يوجد أي طبيب أو مسئول سوى التمريض الذي لم يستطع فعل أي شيء دون وجود الطبيب، فصرخت "بنتي بتموت انقذوني"، لمحاولة إيجاد أي طبيب أو مسئول في المستشفى لإنقاذها، فكان نائب المدير الذي تعامل مع الحالة بمنتهى الاستهتار والاستخفاف.
الطب الشرعي
ويتابع الأب المسكين قائلًا "بعد ساعتين من المشادات أبلغت الشرطة وحضر طبيب عناية غير المتغيب، وكذلك رئيسية قسم الحضانات، كانت الرضيعة المسكينة ساءت حالتها وفارقت الحياة مع الساعات الأولى من فجر الثلاثاء".
وأشار الأب إلى أنه توجه إلى مركز الشرطة وحرر المحضر رقم 275 إداري لسنة 2018، متهم فيها إدارة المستشفى وأطباء قسم الحضانات بالإهمال الطبي والتقصير في علاج حالة ابنته، مما أدى لتدهورها ووفاتها، وقرر رئيس نيابة منيا القمح، عرض الطفلة "مكة محمود سامي" على الطب الشرعي لوضع تقرير تفاصيلي لبيان سبب وفاتها.
عيب خلقي في القلب
وقال مصدر مسئول بمديرية الصحة، إن الرضيعة "مكة محمود سامي"، تم استقبالها وتقديم لها العلاج اللازم، إلا أن سبب وفاتها ربما يكون وجود عيب خلقي في القلب، مضيفًا أنه تم تحويل الطبيب المتغيب عن النوبجتية إلى التحقيق مع التوصية بتوقيع أقصى العقوبة عليه، وكذلك الطبيبة التي كانت في النوبجتية التي استلمت الحالة لإهمالها، تركها الحضانات بعد انتهاء موعد نوبجتيها دون انتظار وصول الطبيب المناوب.
وفي سياق متصل تباشر النيابة الإدارية و العامة، التحقيقات مع استشارية نساء وطبيب مقيم بمستشفى منيا القمح المركزي، منعهم من دخول غرفة العمليات، لإهمالهم في عملهم مما تسبب في وفاة شابة على إثر عملية تنظيف ما بعد الإجهاض.
وفاة شابة
البداية عندما دخلت المريضة المتوفاه المستشفى يوم السبت 2/ 12/ 2017، تعاني من إجهاض متروك، وتم إدخالها غرفة العمليات يوم الأحد لإجراء عملية التوسيع والتفريغ والكحت بواسطة الطبيب النوبتجي واستشارية النساء، وخرجت المريضة في اليوم نفسه ثم عادت للمستشفى يوم الأربعاء، تشكو من آلام حادة بالبطن وإعياء شديد، وتم عمل الفحوصات اللازمة وإدخالها العناية المركزة بالمستشفى، تمهيدًا لعمل استكشاف بالبطن بمعرفة استشاري الجراحة العامة والنساء والتوليد، إلا أن الحالة العامة حالت دون ذلك، مما لزم معه تحويلها إلى مستشفى جامعة الزقازيق مساء يوم الأربعاء؛ لإجراء العملية الجراحية، ثم فارقت الحياة بعد ذلك يوم السبت 9/ 12 /2017 بمستشفى جامعة الزقازيق".
وبناء عليه قرر وكيل الوزارة أحالة الواقعة للنيابة الإدارية ووقف استشارية النساء وطبيب النساء النوبتجي من دخول العمليات لحين انتهاء النيابة العامة والإدارية من التحقيق الموسع التي تجريه بشأن هذه الواقعة .
اقرأ أيضًا
"ناموا وهما نايمين".. "قفش" زوجته مع عشيقها على سريره
"الإدارية" تحيل مدير الشؤون القانونية بقنوات "النيل" للمحاكمة العاجلة