بدأت القصة حين قرر عبدالحليم شبانة، في عام 1943، الالتحاق بقسم التلحين في معهد الموسيقى العربية "المعهد الملكي للموسيقى العربية"، وقتها، حيث تعلم أصول الموسيقى، واتجه لتعلم بعض الآلات الموسيقية.

وبعد تخرجه في 1948، عمل مدرسا للموسيقى في طنطا والزقازيق والقاهرة، ولكنه قدم استقالته بعد أربع سنوات، ليبدأ حليم مشواره الفني كعازف لآلة الأوبوا، في 1950، من خلال انضمامه لفرقة الإذاعة الموسيقية، وهناك اكتشف موهبته في الغناء الإذاعي حافظ عبدالوهاب، الذي جعل عبدالحليم يستخدم اسم حافظ بدلا من شبانة، ليصبح "عبدالحليم حافظ"، وعندها بدأ حليم الغناء بالإذاعة في 1951، وترك عزف الأوبوا.

عبدالحليم من فيلم شارع الحب، وهو يعزف على الأوبوا.

والأوبوا هي آلة نفخ خشبية، ويطلق عليها البعض اسم "ذات الريشتين"، وتعد الآلة المتطورة من "الشوم ، shawm"، والمزمار العربي، و"الآولوس aulos الإغريقي"، وهي آلات قديمة وجدت في آسيا وبلاد البحر المتوسط، و"الأوبوا Hautbois"، هي كلمة فرنسية تعني الخشب المرتفع الصوت.



في منتصف القرن السابع عشر، اخترع الموسيقيين الفرنسيين جاك هوتيتر، وميشيل فيلودور، آلة الأوبوا عن طريق تعديل آلة الشوم التي كانت صوتها أعلى، لتتناسب مع العزف داخل البلاط الملكي مع آلات وترية أخرى، وظلت تتطور الآلة حتى وصلت إلى شكلها الحالي.

وفي عام 1671، استخدمها كامبير cambert، في أوبرا بومون pomone، في باريس، ووصفت أوبرا بومون أنها أول أوبرا فرنسية تظهر في ذلك الوقت، ومع نهاية القرن السابع عشر، انتشرت الآلة في أنحاء أوروبا، وأصبحت الأوبوا هي آلة النفخ الرئيسية في الأوركسترا.



وفي عام 1730، ظهرت نسخة أخرى من الأوبوا، وسميت أوبوا الحب oboe d'amore، وكان يستخدمها باخ في مؤلفاته الدينية، واستخدمها أيضا ريتشارد شتراوس، في السيمفونية المنزلية.

ومن الموسيقيين الذين استخدموا الأوبوا في مؤلفاتهم الموسيقية الكلاسيكية:

استخدمها هيكتور بيرليوز، في السيمفونية الخيالية للتعبير عن الحزن والأنين.


واستخدمها أنطونيو فيفالدي في أوراتوريو جوديثيا المبتهجة للتعبير عن الفرح


كونشرتو الأوبوا على سلم دو لموتسارت.


كونشرتو الأوبوا على سلم فا كبير لبيتهوفن.


بحيرة البجع لتشايكوفسكي.

كونشرتو الكمان والأوبوا لباخ.


وبالإضافة إلى الموسيقى الكلاسيكية استخدمت آلة الأوبوا أيضا في الموسيقى الشعبية، وموسيقى الجاز، وموسيقى البوب، والروك، لكنها لم تستخدم في الأفلام كثيرا، فقط في بعض المشاهد الحزينة مثل فيلم  Born on the Fourth of July، وفي فيلم Star wars episode II، وفيلم jodha akbar،  وأفلام أخرى.