التوقيت السبت، 16 أغسطس 2025
التوقيت 11:34 ص , بتوقيت القاهرة

أنديرا غاندي.. امرأة هزت عرش الهند

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">عاشت 67 عاما، استطاعت خلالها أن تحقق شهرة بارزة في عالم ملئ بالعظماء من الرجال، حتى أصبحت ثاني إمرأة تتولى منصب رئيسة وزراء في العالم، بعد رئيسة وزراء سيرلانكا، سريمافو باندرانايكا.. إنها رئيسة وزراء الهند، أنديرا غاندي.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/2014-02-10_00139.jpg" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">تولت أنديرا غاندي، الابنة الوحيدة لرئيس وزراء للهند جواهر لال نهرو، منصب رئيسة الوزراء، بعد معركة انتخابية وصفتها هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" بالمريرة، مع وزير المالية السابق، مورارجي ديساي، شغلت غاندي هذا المنصب لثلاث فترات متتالية منذ عام (1966-1977)، وتحل علينا اليوم ذكرى فوزها، بعد أن انتهت حياتها على أيدى حراسها المتطرفين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">لم تكن غاندي سيدة عادية فقد كانت واحدة من أشهر سيدات وزعماء القرن العشرين حتى أنها لقبت " بالمرأة الحديدية الهندية " لما لها من فضل كبير في الوقوف بوجه الاستعمار البريطاني، ومن ثم استقلال الهند عن المملكة البريطانية، والعمل على وحدة البلاد.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وتنحدر غاندي، التي ولدت في 19 نوفمبر 1917، من مدينة الله أباد الهندية، وهي من عائلة معروفة، ولها باع وتاريخ طويل في العمل السياسي، فوالدها جواهر لال نهرو، الذي شغل منصب أول رئيس وزراء للهند، عقب استقلالها عام 1947، وكان جدها أحد الرموز الوطنية الذين عملوا مع المهاتما غاندي، على الوصول بالهند إلى الاستقلال، واشتهرت أنديرا بميلها نحو فكرة عدم الانحياز، في نطاق التعاون مع جمال عبدالناصر والمارشال جوزيف تيتو.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">تنقلت غاندى خلال مراحل تعليمها بين أماكن مختلفة أوروبية وبعض المدارس السويسرية والإنجليزية، حتى صارت عضوا في جناح الشباب من حزب العمال البريطاني، لكن شكل كفاح والدها وجدها من أجل الهند، انطباعا قويا في شخصيتها، فنظمت "جيش القردة " عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، والذي أظهر هدفها في النضال من أجل استقلال بلادها، والتحقت في عام 1939 بحزب المؤتمر الهندي، ثم تزوجت عام 1942 من الصحفى فيروز خان، أحد ناشطي الحركة الوطنية الهندية،  الذي غير اسمه إلى فيروز غاندي، وتوفى زوجها عام 1960 بعدما أنجبت له ولدين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/5634-1421688732.jpg" style="line-height: 20.7999992370605px; text-align: justify;" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">في عام 1966، قام حزب المؤتمر الحاكم بتعيين أنديرا رئيسة للوزراء، خلفا لـ لال باهادور شاشتري، الذى كان خليفة والدها، لتصبح أول امرأة تشغل هذا لمنصب بالهند، وتوقعت الصحف الاجنبية حين ذاك، ومنها هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي بأن اندريا سترسي قواعد أضخم دولة ديمقراطية في العالم.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">عملت أنديرا غاندى، طيلة حياتها على وحدة الهند، وإخراجها من الانقسامات الاجتماعية، كما رفضت الاعتراف بإسرائيل، فضلا عن أنها كانت خصما عنيدا للولايات المتحدة الأمريكية، وحليفا للاتحاد السوفيتي.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/2013-11-19_410363630.jpg" style="line-height: 20.7999992370605px; text-align: justify;" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وقالت صحيفة "تايمز أوف انديا" أن غاندي كانت صاحبة الفضل في تأسيس جيش قوي للهند، وتمكنت من إنتاج القنبلة النووية الهندية، وجعلت جميع جيران الهند يخشون التعدي عليها.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وفي عام 1971، أعطت أوامرها للجيش الهندى بالدخول إلى باكستان الشرقية، لدعم الانفصاليين هناك، وبالفعل قامت بغزو باكستان الشرقية، وأقامت فيها دولة بنجلاديش، أول كيان سياسي جديد موال للهند، وكان هذا الغزو  أول نصر لها ولكنه كان بداية النهاية لاسطورة المرأة الحديدية، ففي عام 1975 بدأت تتعالى اصوات المعارضة ضدها، حتى في الحزب الذي كانت تحكمه .. وانتشرت رائحة الفضائح، وأعلنت المحكمة العليا في مدينة الله آباد أن الانتخابات تعرضت للتزوير، وأن رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل. أعلنت غاندي حالة الطوارئ في الهند، بعد معاناة البلاد من التضخم والفساد المالى والإدارى. وازدادت أصوات المعارضة بقوة، وقامت غاندى، بالزج بأبرز زعماء المعارضة البرلمانية في السجن، وفرضت الرقابة على الصحف، وعلقت الحريات الدستورية، فتهاوت شعبيتها، وخسر حزبها في انتخابات أكتوبر 1977، أمام تكتل المعارضة "جناتا بارتي".</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/6a00d83451f25369e200e54f6a18118833-800wi.jpg" style="line-height: 20.7999992370605px; text-align: justify;" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">عادت غاندي إلى السلطة بعد استغلالها الأخطاء السياسية للمعارضة، خاصة بعد تزايد الانقسامات والصراعات داخل تكتل المعارضة الحاكم. وتم حل البرلمان بعد دخول البلاد حالة من الفوضى السياسية تنحى على أثرها رئيس الوزراء، ثم عاد التعاطف الشعبي من جديد لأنديرا غاندي .</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وجاءت انتخابات يناير 1980، لتكرس انتصارها وانتصار حزبها بأغلبية ملموسةن واحتج بعض زعماء السيخ المتشددين على بعض سياسات انديرا، وقرروا الدخول في اعتصام داخل " المعبد الذهبي " أحد معابدهم المقدسة، وطالبو باستقالتها ولكنها قابلت طلباتهم بالامتناع وأصدرت أوامرها للجيش بفض الاعتصام واقتحام المعبد والقضاء على المعتصمين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص، وما يزيد على 1000 جريح، واعتقال أكثر من 2000 شخص، ما أثار حفيظة طائفة السيخ، فقامت مظاهرات صاخبة، استمرت لعدة أيام متتالية، تطالب بقتل غاندي، ما دفعها لاعتقال المزيد من السيخ وإيداعهم في السجون.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">ورغم تحذيرها من بعض حراسها الشخصيين المكون من ضباط من السيخ، لكنها رفضت تغيير حراسها الشخصيين اعتقادا منها انهم يحبونها، وفي 31 أكتوبر 1984، أطلق اثنان من الحرس الخاص النار عليها، حيث قام أحدهما بإطلاق النار من مسدسه، فأصابها بثلاث طلقات في بطنها، ثم قام الثاني بإطلاق النار من بندقيته الأوتوماتيكية، فأفرغ 30 طلقة، فأصيبت بسبع رصاصات في البطن، وثلاث في صدرها ، وواحدة في قلبها لتنتهى أسطورة حكم أنديرا غاندى .</span></p>