مي عزالدين VS ملك المغرب على ملعب 19يناير


19 يناير يضع الإنسان أمام الدنيا بقطبيها المتعاكسين؛ ففيه الموت والحياة، الخشونة والنعومة، العنف والرقة.وإذا بدأنا بوجهه المشرق، نجد أنه أتى إلينا بالفنانة المصدرة للرومانسية أنغام، المولودة في مثل هذا اليوم 19 يناير من عام 1972، والتي طالما أخذتنا إلى ركنها البعيد الهادئ لتسمعنا أول جواب ببساطة كدا حتى نغني معها للدنيا لا ليلي لالي.إذا كان 19 يناير قد أرسل لنا المشاعر المرهفة مع صوت أنغام، فقد بعث إلينا بالنضارة والإشراق محمولين على وجه مي عز الدين عام 1980، ليصحبنا وجهها عبر رحلة حب لنرى فيها الفرح ودلع البنات والحقيقة والسراب. لازال 19 يناير يزف لنا السرور؛ ففي عام 1959 بعث إلينا بأحد صناع الضحكة، المؤلف مجدي الإبياري، ابن رائد المسرح الكوميدي أبوالسعود الإبياري، لينتزع من قلوبنا الضحكات خلال "الأستاذ مزيكا" و"الغبي وأنا" و"حضرات السادة العيال"، وغيرها من الأعمال التي أكدت صدق مقولة "اللي خلف مامتش".19 يناير حاول تقريب وجهات النظر ووأد الخلافات، ووضح ذلك في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الأولى من نوعها، والتي عقدت عام 2009 في الكويت، بحضور 17 من الرؤساء والملوك والأمراء العرب وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وفي أول يوم من انعقاد القمة، حدث ما سمي باجتماع المصالحة بين ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ورئيس سوريا بشار الأسد، وبين رئيس مصر محمد حسني مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وملك البحرين حمد بن عيسى وملك الأردن عبد الله الثاني، وذلك بعد أن أعلن ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز في كلمته بافتتاح القمة، انتهاء الخلافات بين الدول العربية.إيران أيضا استجابت لدعوة 19 يناير، ووقعت في هذا اليوم من عام 1981، اتفاقا مع الولايات المتحدة، يقتضي إطلاق 52 محتجزا في السفارة الأمريكية بطهران، بعد عامين من احتجازهم بها مع اندلاع الثورة الإسلامية.
كما شهد هذا اليوم انضمام السوان إلى جامعة الدول العربية عام1956، وذلك بعد انفصاله عن مصر، بناء على نتيجة استفتاء حق تقرير المصير.
19 يناير حمل المسلمون فيه رايات النصر، وذلك عام 1268، حين استردوا مدينة يافا الفلسطينية من الصليبيين، بقيادة الظاهر بيبرس.
الوجه الآخر
الوجه الآخر لـ19يناير مظلم؛ لكونه ملئ بالدم والموت؛ ففيه من عام 1984وقعت انتفاضة بالمغرب؛ نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية والسياسية هناك، وقمعها الملك الحسن الثاني عن طريق الجيش والشرطة، لدرجة دفن القتلى داخل معسكرات تابعة للقوات المسلحة المغربية، وهو الأمر الذي جعل الوصول لعدد محدد صحيح عن الضحايا صعب جدا، لكن بعض المراقبين قالوا إن 400 شخص قتلوا خلال هذه الأحداث.في هذا اليوم من عام1792 قرر مجلس الأمة المنبثق عن الثورة الفرنسية إعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته بتهمة الخيانة العظمى.
وكما زف إلينا 19 يناير أخبار ميلاد مي وأنغام والإبياري؛ نعى إلينا وفاة 3 من معشوقي الشاشة، أولهم كان الفنان صلاح منصور وذلك عام 1979، بعد أن قدم أعمالا للسينما والتلفزيون كانت علامات؛ فهو العمدة في "الزوجة الثانية" والإمام في "ثورة اليمن"، وله دور رائد في المسرح؛ فهو الذي أسس المسرح المدرسي مع زكي طليمات وكون مع زملاءه فرقة المسرح الحر عام 1954.المخرج يحيى العلمي، من الذين نعاهم 19 يناير وذلك عام 2002؛ ويحيى العلمي من المخرجين القلائل الذين استطاعوا أن يجلسوا الناس في بيوتهم، وبدت شوارع مدن وقرى مصر بما فيها القاهرة شبه خالية من الناس، حين كان يذاع مسلسله "رأفت الهجان" والذي يعد أحد علامات الدراما المصرية.
لم أستطع العثور على فيديو يشرح مسيرة الفنان يحيى العلمي، فقررت أن أعرض لكم حلقة من إحدى روائعه.آخر من عشقتهم الشاشة ورحلوا في مثل هذا اليوم كان صانع الضحكة الفنان وحيد سيف، الذي رحل عام 2013، تاركا لنا بعض من شخّصهم في أعماله ليذكرونا به دائما؛ بالتأكيد علي لوز في مسلسل "المال والبنون" سيعيش مع عجوة في مسرحية "شارع محمد علي" وفؤاد عسكر في فيلم "محامي خلع" ليذكرونا دائما بأن هناك مبدع لن يموت اسمه وحيد سيف.