التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 08:05 م , بتوقيت القاهرة

وصفة "داية" أم "روشتة" طبيب؟

دوت مصر- أحمد المهدي

تختلف الموروثات الشعبية من بلد إلى آخر، كما تتنوع عادات كل بلد وتقاليدها حول الحمل والولادة، وتحظى مصر بنصيب كبير من هذه العادات التي يؤمن بها البعض ويرفضها البعض الآخر، فتجد السيدة الحامل حائرة ما بين نصائح الدكتور ووصفات الداية "المدقدقة" أو الجدة صاحبة الخبرة.
ففي الشهور الأولى من الحمل توجه الداية أو الجدة بعض الوصفات للسيدة الحامل، مثل:

"بلاش حوادق.. كلي كل حاجة متغرقة في السمنة".
تقول أخصائية النساء والتوليد ومديرة مركز القطامية الطبي للولادة الدكتورة أماني محمد عبده، تعليقا على ذلك، "تشعر الحامل في الشهور الأولى بالغثيان وفقدان الشهية، لذلك تميل إلى المقبلات والحوادق أغلب الوقت، فينصحها المقربون بتناول المزيد من الأطعمة الدسمة حتى تزيد قدراتها على احتمال الحمل، لكنني أحذر كل سيدة حامل من الإفراط في تناول الحوادق والأطعمة الدسمة على حد سواء، وذلك لارتفاع نسبة الأملاح وقت الحمل أو زيادة الوزن وكلاهما غير مفيد".

"كلي كتير.. إنتي بتاكلي لاتنين"
تشير الدكتورة أماني إلى أن الحامل لابد أن تراعي نوعية الطعام وفوائده الغذائية التي تكسبها قوة وطاقة، وليس كمية الطعام، حتى لا تصاب بالسمنة دون داعي.

"لو مناخيرك كبيرة يبقى اللي في بطنك ولد لكن البنت بتحلي أمها"
يقول أخصائي النساء والتوليد الدكتور أحمد إبراهيم إن وقت الحمل يشهد تغيرات في ملامح السيدة الحامل، نتيجة لاضطراب إفراز هرمون البروجسترون، الذي يسبب كلف الحمل في منطقة الوجه، لكنه ليس بالضرورة أن يعبر عن نوع الجنين.
وعن زيادة نمو الشعر في جسم السيدة الحامل أشار إبراهيم يحدث ذلك، لكن بدرجات بسيطة ولا يعبر أيضا عن نوع الجنين.

"لو بطنك كبيرة تبقي حامل في ولد لو صغيرة تبقي حامل في بنت"
غالبا ما تفضل السيدات الحمل في الذكور، وذلك نتيجة للموروث الثقافي السائد الذي يجعل من إنجاب الذكور عزة وفخرا، لكن هذ المقولة ليس لها أساس من الصحة، ويرد عليها ذلك الدكتور أحمد إبراهيم قائلا: كبر حجم البطن يرتبط بوزن الجنين أو كمية المياه أو السائل الأمنيوسي حول الجنين وليس له علاقة بنوع الجنين.

"بصى في وش حد حلو عشان الوحم"
دائما ما تردد السيدات هذه الجملة، ظنا منهن في تأثير النظر إلى الوجه الحسن على ملامح الجنين، لكن هذا أمر غير صحيح، فيقول الدكتور أحمد إبراهيم إن ملامح المولود تعتمد على الجينات الوراثية لكل من الوالدين، وليس لها علاقة بأشخاص آخرين، لكن النظر إلى الوجوه الجميلة له أثر إيجابي على الحالة النفسية للأم.

أما بعد الولادة فتوجه الداية لها هذه النصائح:
"لازم تشربي حلبة بالعسل الأسود وموغات لزيادة لبن الرضاعة"
لابد من تناول العديد من السوائل التي تحتوي على فيتامينات ومعادن مهمة لتزيد من نسبتها في لبن الأم، ويستفيد بها المولود، وهنا يتفق كلام جدتي مع كلام الدكتورة أماني، التي تشير إلى أن مشروب الحلبة مع العسل يقي من حالات الإمساك بعد الولادة، ويحتوي على كمية كبيرة من الحديد والتخلص من الانتفاخ وخروج الغازات بسهولة فهو مشروب مهم وقت النفاس.

"أول رضعة لبن السرسوب لمناعة طفلك"
توضح الدكتورة أماني أن لبن السرسوب يحتوي على العديد من مضادات البكتيريا وهو مقوٍ لجهاز المناعة، ويحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والكالسيوم، التي تفيد في تقوية عظام الطفل، ويتكون في ثدي الأم قبل اللبن الطبيعي، وهو يتدفق ببطء حتى يتعود الرضيع على طريقة الرضاعة.

"ميه البصل في عين المولود تقوي البصر وتمنع الالتهاب"
تعلق الدكتورة أماني بأن هذه عادة مصرية قديمة مازالت مستمرة، ولها فوائد عديدة، فوضع نقطة واحدة من عصير البصل داخل العين يعمل على تحسين البصر وإزالة الالتهابات من العين، كما أن وضع نقطتين من عصير البصل الفاتر في الأذن يعمل على تخفيف آلامها، لكن يجب استشارة الطبيب قبل القيام بذلك على حسب حالة الطفل.

"قللي من استخدام الحفاضات في البيت أحسن العيل رجله تتقوس، وعرضي رجل ابنك للشمس"
أصبحت الأم تستخدم الحفاضات بدلا من "الكوافيل" لراحة أكبر في التعامل مع المولود الجديد، لكن جدتي تقول إنها تسبب إعوجاجا في رجل المولود، والحقيقة أن عظام الطفل تكون لينة، لكن هذا لا يعني أن تتأثر بلبس الحفاضات وتغير في شكلها.
أما عن تعرض المولود للشمس فلابد من الحرص على تعريض الطفل إلى أشعة الشمس في الفترة ما بين وقت الشروق إلى فترة ما قبل الظهر أو قبل الغروب بساعة، وذلك لأن هناك دراسة طبية توضح أن تعرض الطفل للشمس في هذه الأوقات يفيده ويقوي عظامه لأن الشمس تمده بفيتامين "د".

"وقت السبوع دق الهون يخلي المولود قلبه جامد"
اعتادت السيدات دق الهون وقت السبوع بالقرب من أذن المولود، ظنا منهن في أن يعمل ذلك على تقوية قلب المولود وزيادة شجاعته، لكن الدكتورة أماني توضح أن هذا يشكل خطرا كبيرا على طبلة الأذن الداخلية للمولود، ويمكن أن يسبب له مشاكل سمعية بعد ذلك.