التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 07:25 ص , بتوقيت القاهرة

من مكارم أخلاق النبوة: اليقظة

لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم غاية بعثته في قوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" كما رواه الإمام أحمد والبزار، وكان النبي في أخلاقه قرآنا يمشي على الأرض كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح عندما سألها الناس عن أخلاقه.


"دوت مصر" يقدم طوال شهر رمضان نماذج من أخلاق النبوة، لتكون نبراسا للمشتاقين للسير على درب النبي في الحياة.


النبي واليقظة


قال الكفويّ في "الكليات": "التّيقّظ كمال التّنبّه والتّحرّز عمّا لا ينبغى".


وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التى حث فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التيقظ وخاصة وقت الفتن، للحفاظ على إيمانهم، فتارة يقول لهم "إنّ بين يدي السّاعة كذّابين فاحذروهم"، وتارة: "إنّ أخوف ما أخاف عليكم بعدي كلّ منافق عليم اللّسان".


يقول الفيروز آباديّ: "اليقظة عند القوم أوّل منازل العبوديّة، وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، ولله ما أنفع هذه الرّوعة، وما أعظم قدرها وخطرها، وما أقوى إعانتها على السّلوك، فمن أحسّ بها فقد أحسّ والله بالفلاح، وإلّا فهو في سكرات الغفلة، فإذا انتبه وتيقّظ شمّر بهمّته إلى السّفر إلى منازله الأولى، فأخذ في أهبة السّفر وانتقل إلى منزلة القوم، وهو العهد الجازم على الشّيء ومفارقة كلّ قاطع ومعوّق، ومرافقة كلّ معين وموصّل، وبحسب كمال انتباهه ويقظته تكون عزيمته، وبحسب قوّة عزمه يكون استعداده، فإذا استيقظ أوجبت اليقظة الفكرة، وهي تحديق القلب نحو المطلوب الّذي قد سعد به مجملا ولم يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه، فإذا صحّت فكرته أوجبت له البصيرة، وهي نور في القلب ترى به حقيقة الوعد والوعيد والجنّة والنّار".