التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 07:39 ص , بتوقيت القاهرة

من مكارم أخلاق النبوة: المصارحة

لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم غاية بعثته في قوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" كما رواه الإمام أحمد والبزار، وكان النبي في أخلاقه قرآنا يمشي على الأرض كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح عندما سألها الناس عن أخلاقه.


"دوت مصر" يقدم طوال شهر رمضان نماذج من أخلاق النبوة، لتكون نبراسا للمشتاقين للسير على درب النبي في الحياة.


النبي والمصارحة


المصارحة تعني أن يظهر كلّ متحدّث للآخر رأيه واضحا جليّا دون لبس أو غموض.


وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التى حث فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التصارح وطبقه بنفسه، فعندما جاءت غنيمة فقسمه فأعطى رجالا وترك رجالا، فبلغه أنّ الّذين ترك عتبوا. قال: "فو الله إنّي لأعطي الرّجل، والّذي أدع أحبّ إليّ من الّذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير"، كما في البخاري.


وكما جاء في البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: صنع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شيئا فرخّص فيه، فتنزّه عنه قوم فبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فخطب فحمد الله، ثمّ قال: "ما بال أقوام يتنزّهون عن الشّيء أصنعه، فو الله إنّي لأعلمهم بالله وأشدّهم له خشية".


وعن الزّبير بن العوّام  رضي الله عنه أنّه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في شراج من الحرّة كانا يسقيان به كلاهما، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للزّبير: «اسق يا زبير ثمّ أرسل إلى جارك»


 فغضب الأنصاريّ فقال: يا رسول الله آن كان ابن عمّتك. فتلوّن وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال: «اسق، ثمّ احبس حتّى يبلغ الجدر». فاستوعى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حينئذ حقّه للزّبير. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل ذلك أشار على الزّبير برأي سعة له وللأنصاريّ فلمّا أحفظ الأنصاريّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استوعى للزّبير حقّه في صريح الحكم، قال عروة: قال الزّبير: والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلّا في ذلك "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ" (النساء/ 65).