التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 12:03 ص , بتوقيت القاهرة

معرض الكتاب| "أكتب بالدم الأسود".. الحبر وحده لا يكفي لكتابة قصيدة

على لسان زرادشت قال الفيلسوف الألماني نيتشه "من بين كل المكتوب لاأحب سوى ما يكتبه الشخص بدمه"، وهذه المقولة التي اعتقد فيها الشاعر المصري حسن عامر كانت بمثابة مدخل لديوانه الشعري "أكتب بالدم الأسود".

يرى عامر، الذي يشارك في الدورة 48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب أن الكتابة في حد ذاتها نزيف، يكتب الشاعر قصيدته بهذا الحبر الأسود الذي يغمس فيه يده فيكتب بكل ما أوتي من حنين ووعي ،وهو ربما كان تأثرًا بمقولة نيتشه على لسان زرادشت.


كواليس كتابة هذا الديوان كانت خلال أعوام متفرقة، تغير خلالها وعي الكاتب ومواقفه تجاه أشياء وأحداث كثيرة، لذلك يمكنك أن تلاحظ كقارئ أن جو القصائد العام جو متنوع ومختلف تحمل كل قصيدة فيه دلالاتها:

"الذي تغير هو موقف الشاعر تجاه الأشياء والحياة هناك وعي يتغير وهذا الوعي هو الذي يجعل الكتابة تستمر".


سأصعدُ الجبلَ الذي كوَّنْتُهُ،


وأقولُ للزمنِ الذي ما زالَ يمضي،


للسماواتِ التي تمتدُّ،


للأنهارِ في جريانها،


للأرضِ في دورانها،


سأقولُ: لم أتعبْ، ولم تَضِقْ الجهاتُ عليَّ... 


الشاعر حسن عامر بدأ رحلته مع الشعر منذ أن كان طالبًا في مرحلة الثانوية، مرتبطًا بالحالة الصوفية في الشعر، إذ كان يحضر مجالس المديح والإنشاد التي تحفل بالقصائد التي كتبها أعلام الصوفية "كان ذهني يتفتق شيئا فشيئا وكنت أصغي لهذا الإيقاع المنساب من القصائد التي ينشدها المتصوفون.  

لم يكتف "عامر" بمجالس المديح والإنشاد لكنه حاول البحث عن جماليات جديدة، عن قصيدة تسد فراغ الروح كما يقول أو عن شطور تجيب عن السؤال الأكبر.


ديوان "أكتب بالدم الأسود" فاز مؤخرًا بجائزة "بيت الست وسيلة" يتكون من مجموعة قصائد تدور في فلك التجارب الذاتية والتعاطي مع الأحداث ومساءلة التجربة والوعي، هذا وقد حذف "عامر" عددًا من القصائد التي لا يتذكر اسمها "حذفتها أو أعدمتها لكنها كانت ضرورة لابد منها لإزالة العشب الضار من الحديقة".



ومن أجواء الديوان قصيدة "أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى "

لو أنَّ سَيِّدَةً ستقرأُ ما كتبتُ غدًا وتبكي


سوفَ أَسْقُطُ دمعةً وأذوبُ


لكني أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى


وأن أبقى دمًا حُرًا،


ولحمًا ساخنًا في صحبةِ الإنسانِ


قلبي حكمتي وعصايَ


أعبرُ بالقطيعِ النهرَ،


أحملُ رايتي بين الجياعِ


أحبُّ ما دامتْ هناكَ يَدٌ مُسَالِمَةٌ،


وما دامتْ بواريدُ الجنودِ غَفَتْ أغني :


 


أيها القمرُ البعيدُ أضئْ


ويا ريحُ افتحي شُبَّاكَ محبوبي


ويا ليلُ اتَّسِعْ للعاشقينَ


ويا غمامةُ بَلِّلِي كلَّ القلوبِ


 


سأصعدُ الجبلَ الذي كوَّنْتُهُ،


وأقولُ للزمنِ الذي ما زالَ يمضي،


للسماواتِ التي تمتدُّ،


للأنهارِ في جريانها،


للأرضِ في دورانها،


سأقولُ: لم أتعبْ، ولم تَضِقْ الجهاتُ عليَّ


أصحابي هنا ما زالَ في صمتِ الحوائطِ لونُ ضحكتِهم


وما زالتْ فَتَاتي في البعيدِ تعدُّ فتنتَها،


وما زالتْ على الشجرِ الثمارُ تطيبُ،


والإنسانُ يعملُ في خَليَّتِهِ


أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى


وأن أبقى دمًا حُرًا ولحمًا ساخنًا


في صحبة الإنسان ...

في الفترة بين 26 يناير حتى 10فبراير تُقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 488 بأرض المعارض في مدينة نصر، بمشاركة ما يقرب من 670 ناشرًا من 355 دولة مختلفة.