التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:51 ص , بتوقيت القاهرة

مصر المؤمنة تبقى منيعة

لا شئ يفوق الإرهاب قباحة إلا مرتكبوه. إذ هو فعل يعكس التشوه الداخلي النفسي لمن نفذه. كما يوضح كذلك تسيد مشاعر الكره للخير والسلام بداخل مرتكبيه وغلبة سوداوية الفكر عليهم. فقد كانت مصر في يوم الجمعة المنصرم على موعد مع قدر حزين.


وهو ذلك القدر الأسود الذي اختطه أيدي ثلة ممن نسميهم بشر اعتباطاً، في حين أنهم حتى لو جربنا أن نصف سلوكهم وعملهم القذر بالهمجي والحيواني فإن ذلك يعد كثيراً عليهم. فهم أجناس قد تبرأت من الإنسانية وتوشحت بالبغض للإنسان ولوجوده القدسي الطاهر على أرض المعمورة.


إن تلك العملية الإرهابية التي نفذتها أيدٍ قذرة ضد ثلة من أبناء مصر الكرام البررة وأودت بحياة 24 شخصاً وتسببت في جرح عشرات آخرين؛ إنما هي الدليل الأصدق بأن هناك من قد غاظهم ولايزال يغيظهم نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي في العمل على الخروج بمركب مصر آمناً سليماً من أتون تلك المحرقة التي كانت مصر تسير إليها لولا ثورة 30 يونيو التصحيحية.


من نفذ الهجوم البائس المقزز والقذر ضد هؤلاء الإخوة الأقباط في محافظة المنيا، لم يكن ليفعل ذلك لولا أن لديه أجندة محددة يسير وفقها، تهدف بالأخير إلى الإضرار بوحدة مصر الداخلية وتسعى لتأليب مسيحيي الخارج ضد الحكومة المصرية، وتسعى لإحراجها دوليا وتعمل على إظهارها أمام الرأي المسيحي والعالمي بعجزها عن حماية مواطني بلدها من المكونات الطائفية والمذهبية الأخرى.


ولكن يقيني بأن من خطط لهذا فعل آثم شنيع سيفشل بعون الله وسيكون الخسران حليفه. وكيف لا ومصر حكومة وشعباً ترفض أي تقسيمة قائمة على أساس طائفي أو مذهبي مقيت. فالجميع يؤمن بأن مصر للمصريين جميعاً فليس هناك مسلم أو قبطي. وإنما هناك مواطنين مصريين فقط هم شم الأنوف ورجالات المجد يؤمنون ببلدهم ويعون أن قدرها أن تكون في واجهة العوالم الحضارية.


إن هذا الحادث الإرهابي الشنيع الذي كان يهدف لدق إسفين في وحدة مصر الداخلية واستقرارها الوطني قد فشل وأيما فشل. فهو عوضاً عن أن يحقق أهداف الإرهابيين الخبيثة فقد شاء القدر أن يجمع أبناء مصر العروبة على كلمة سواء عنوانها: لا وألف لا للإرهاب .


ومجمل هذا قد لخصه الصديق الإعلامي عزمي مجاهد حين قال: (مش هقدم التعازي للشعب المصري في الأقباط إلا ما نأخد بتارهم، إحنا مش كل يوم بدنا نقدم العزاء، العزاء بعد عودة الطائرات المصرية من ليبيا، الشعب المصري تحمل الكثير، وإحنا عمرنا ما كان هناك شيء اسمه مسلم ومسيحي).


فبعون الله إن مصر المؤمنة ستظل منيعة ضد أي محاولات إرهابية آثمة. وسيحفظ الله مصر حكومة وشعباً بحفظه.


وبمناسبة دخول شهر رمضان المبارك أجدني أقول كل عام ووطني الثاني مصر يرفل في نعيم الأمن والأمان. وعمار يا مصر.