التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 11:36 م , بتوقيت القاهرة

مدير المخابرات الحربية يكشف نتائج عمليات مكافحة الإرهاب

استعرض مدير المخابرات الحربية لواء أ.ح محمد فرج الشحات خلال وقائع الندوة التثقيفية "مجابهة إهارب – إرادة أمة " الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وقال: لا شك أن ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني باتت أحد التحديات الرئيسية التي تواجه مختلف المجتمعات دون تفرقة بين مجتمع نامى ومتقدم، مشيرا إلي أن الإرهاب تعددت صوره وأشكاله حيث أنه لا يرتبط بوطن أو دين أو بشر .


وأضاف أنه في ضوء المخاطر والتهديدات التى تتعرض لها الدولة المصرية من موجات الإرهاب المنظم والمخطط المدعوم من الخارج والداخل، تتبنى القوات المسلحة ضمن أجهزة الدولة استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره .


وأوضح أن الاستراتيجية تعتمد علي ثلاث محاور رئيسية هي: الرصد والتتبع لشبكات الإرهاب وتفكيك قواعد الدعم وتجفيف منابع التمويل، إلي جانب إحكام السيطرة الكاملة علي المنافذ الخارجية للدولة وتأمين الحدود علي كافة الإتجاهات الإستراتيجية بالتعاون مع الوزارت والأجهزة المعنية، ويتضمن المحور الثاني تنفيذ حملات ومداهمات بالتعاون مع الشرطة وأهالي سيناء الشرفاء تحت مسمى "عمليات حق الشهيد " .


وأضاف أن المحور الثالث هو بدء مشروعات تنمية شاملة في سيناء للارتقاء بالأوضاع المعيشية، ولفت إلى تأثير البيئة الأمنية بالشرق الأوسط وتداعياتها علي مصر، وتحول بعض التنظيمات الإرهابية في عدد من الدول كالعراق وليبيا وسوريا مثل داعش إلي مفهوم الإستيطان بدعوي إقامة الدولة الدينية وإرساء نظام الخلافة، والسيطرة علي مناطق جغرافية شاسعة والتوسع بدول الجوار والعمل علي إسقاط الحكومات وفرض إيدلوجياتها مع إمتلاكها مختلف نظم التسليح الحديثة .


وقال :"من هنا يتضح أن البيئة الأمنية المتردية بدول المنطقة كان لها الأثر البالغ في تصاعد الموجات الإرهابية في مصر ارتباطا بتداعيات حالة عدم الإستقرار بالمنطقة، الذي تشهده الدول المحيطة وعلي الرغم من ذلك تم تحقيق نجاحات في مجال مكافحة الإرهاب نتيجة للجهود التي تمت علي مختلف الأصعدة والإتجاهات التي أدت لوقوع خسائر مؤثرة بالعناصر الإرهابية نتج عنها تقليص نشاطهم والحد من أعمالهم بصورة كبيرة .


وعن تطور الأنشطة بالبلاد وتداعياتها على الأمن القومي المصري قال مدير المخابرات الحربية :"إنه في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 تصاعد محاور التنسيق والتعاون بين جماعة الإخوان وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس وتوحدت توجهاتهم نحو هدف واحد وهو الإرتفاع بسقف الضغوط علي الحكومة المصرية لدعم جماعة الإخوان الإرهابية لإستعادة السلطة .


وأكد أنه لا يستطيع أحد أن يمتلك وقف الإرهاب في مصر كما أشار أحد قيادات الإخوان في اعتصام رابعة وفقا لعرض فيديو علي لسان أحد قيادات الإخوان قال فيه في الثانية الواحدة نتيجة لإرتباط الإخوان بأنصار بيت المقدس .


وأوضح أنه قد برز المخطط الإرهابي كمحاولة لإقامة إمارة إسلامية متطرفة بمدينة الشيخ زويد في أعقاب الهجوم الإرهابي بتاريخ 1يوليو 2015، وقد قامت القوات المسلحة والشرطة المدنية في هذا اليوم بإفشال هذا الهجوم الإرهابي بكل قوة مدعومة بحجم من المجهود الجوي الذي استهدف كافة العناصر الإرهابية الثابت منها والمتحرك الأمر الذي ساهم بدرجة كبيرة في إفقاد تنظيم  أنصار بيت المقدس توازنه إلي جانب القضاء علي حوالي 50% من العناصر القتالية الشديدة الخطورة " .


واستعرض مدير المخابرات الحربية مسارات التحرك للقضاء  علي الإرهاب بالإتجاه الشمالي الشرقى والساحة الداخلية وهي تدقيق أعمال الرصد للتجمعات الإرهابية وأماكن قياداتها والمسار الثاني هو أعمال التتبع الإلكتروني والمسار الثالث هو تجفيف منابع التمويل ، ومن منطلق حرص القوات المسلحة والدولة المصرية للحفاظ علي أرواح الأبرياء من أهالي سيناء فقد راعت كافة الإحتياطات بتأكيد الأهداف المطلوب استهدافها للوقوف علي حقيقة وشكل الهدف بإعتبار أن التحدي الرئيسي للقوات المسلحة هو القضاء علي الإرهاب دون المساس بالأبرياء .


وكشف «الشحات» أنه بموجب نتائج الرصد الدقيق نجحت عناصر القوات المسلحة في توجيه العديد من الضربات القاصمة عبر مراحل عملية "حق الشهيد" التي ركزت علي استهداف القيادات الرئيسية المؤثرة والبنية التحتية للنظم حيث تم القضاء علي عدد 250 هدف (مخابئ ومناطق تجمع ومخازن أسلحة وذخائر وإحتياجات إدارية ) وعدد 130 عربة وعدد 500 عنصر إرهابي من العناصر الشديدة الخطورة مما أفقدهم توازنهم ، واستمرارا لجهود مكافحة الإرهاب فإن الأنفاق تلعب دور رئيسي في دعم العناصر الإرهابية الأمر الذي دفع القوات المسلحة لإتخاذ إجراءات هندسية فعالة لتدمير الأنفاق إلا أنه مازالت توجد أنفاق تمكنت العناصر الإرهابية من تبطينها بالحوائط الخرسانية لمجابهة إغراقها بالمياه وقد نجحت القوات المسلحة في تدمير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتي أعماق كبيرة .


وعن تجفيف منابع التمويل المادي أوضح أنه تم ضبط  1025 طن من (المواد المتفجرة، المواد ثنائية الاستخدام ) أثناء وصولها لبعض الموانئ المصرية بمناطق ومدن (إمبابة – كفر الشيخ – بورسعيد – الخانكة – عين الصيرة ) والتي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية بشمال سيناء ، مشيرا إلى سعي العناصر الإرهابية للحصول علي المواد الثنائية الإستخدام المتوفرة بالسوق المحلي (الأسمدة الزراعية – حمض الكبريتيك – نترات الأمونيوم – كربيد كالسيوم ) واستخدامها فى تصنيع العبوات الناسفة حيث تم تشديد الرقابة علي تناول تلك المواد .


وأشار إلي القبض علي شبكة تعمل في جلب وتهريب (دوائر كهربائية – معدات فنية – معدات أعمال الغطس ) لصالح العناصر الإرهابية )، وأنه تم القبض علي بعض التشكيلات العصابية التي تقوم بتوفير الدعم المادي واللوجيستي بالتعاون مع شركات الصرافة، محلات مصوغات، شركات سياحة يتجاوز عددها 10شركات، تتلقى مبالغ مالية حيث تم ضبط 115 مليون جنيه، لافتا إلي أن استجواب بعض العناصر الإرهابية كشف تورط بعض الدول في توفير الدعم المادي واللوجيستي للعناصر الإرهابية، ودفعها إلي قيادات إخوانية مقيمة بالبلاد للتخزين ، ونقل، وتصنيع المواد الكيميائية اللازمة لتصنيع العبوات الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية .


وتابع :"أنه علي ضوء ذلك كان من الضروري إتخاذ إجراءات أمنية مشددة لإحكام السيطرة علي المنافذ الحدودية بالدولة لمنع إمداد العناصر الإرهابية بالمواد المستخدمة في تصنيع المواد المتفجرة عبر أعمال التهريب وتم ذلك من خلال الإشتراك في عضوية اللجان الوزارية المنوطة بتطوير الإجراءات الأمنية بالموانئ والمطارات المصرية لاسيما فيما يتعلق بمعدات وأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة مع مراعاة عدم التأثير علي حركة الإستثمارات الخارجية ودفع عجلة الإنتاج ، كما أشار إلي إجراءات مكافحة الإرهاب علي الإتجاه الإستراتيجي الغربي الجنوبي، حيث تم تكثيف أعمال التحري والتنسيق وتبادل المعلومات مع وزارة الداخلية ونجحنا في رصد العناصر الإرهابية بإحدي المناطق الجبلية جنوب مدينة أسيوط وتم إستهدافهم مما أسفر عن مقتل 7أفراد وإنفجار مخزن متفجرات والعثور علي كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة .


وأكد في ختام كلمته أنه في ضوء ما تم عرضه تحقق الإنجازات التالية: وهي بناء قاعدة تعاون بين الأجهزة الأمنية بالدولة لتحقيق السيطرة علي الإرهاب والقضاء علي خلايا الإرهاب ، وإحكام السيطرة علي العناصر الإرهابية في رفح والشيخ زويد والعريش ومحاور التحرك الرئيسية داخل محافظات الجمهورية ، تطوير منظومة تأمين الموانئ والمطارات والمنافذ الخارجية للدولة وإمدادها بمعدات رصد وكشف عن المتفجرات والجرائم لمنع أي محاولات لإختراق الجبهة الداخلية ، بالإضافة إلى إمتلاك نظم تأمين حديثة مجهزة بوسائل رصد دقيقة ، والإستمرار في قطع خطوط الإمداد المادي والدعم اللوجيستي .