وجهت محكمة أمريكية اتهامات لرجل أعمال لبناني بتقديم ملايين الدولارات لتمويل حزب الله اللبناني.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها أن المحكمة وجهت اتهامًا لرجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين الذي يقود إمبراطورية شحن سلع قيمتها مليارات الدولارات، بالتهرب من العقوبات الأمريكية لتمويل جماعات إرهابية على رأسها حزب الله في لبنان، وذلك خلال جلسة محاكمة عقدت أمس الجمعة في واشنطن.
وقالت الصحيفة إن تاج الدين البالغ 62 عامًا والبلجيكي اللبناني الأصل، يرأس شبكة شركات من إفريقيا إلى الشرق الأوسط تعاملت سرية مع شركات أمريكية بعد إرسال عشرات الملايين من الدولارات إلى الجماعة الشيعية والحزب السياسي في لبنان حزب الله.
وأضافت أن محاكمة تاج الدين الذي تم تسليمه للولايات المتحدة بعد اعتقاله في المغرب يوم 12 مارس الجاري، تم وصفها بأنها أحدث خطوة في الجهود الأمريكية المبذولة منذ زمن طويل لتكثيف الضغط المالي ضد حزب الله المدعوم من إيران، والذي يقاتل حاليًا في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تاج الدين وشقيقيه علي وحسين، قادوا شركات العائلة التي هيمنت على أسواق الدجاج والأرز، وجمعت العقارات، ويقال إنها تعمل في مجالي الإنشاء والألماس من لبنان إلى دولة الإمارات وصولًا لغرب إفريقيا، حيث كان تاج الدين مستقرا مع عائلته في سيراليون عام 1976.
ووضعت الولايات المتحدة الأشقاء الثلاثة على قائمة عقوبات الحكومة الأمريكية ضد الإرهابيين في 2009 و2010، لدعمهم الكبير لحزب الله.
وقال المدعي العام لواشنطن تشانينج فيليبس، في بيان الإعلان عن اعتقال تاج الدين، إن "التحقيق في هذه القضية واعتقال وتسليم المدعي عليه، يظهر التزامنا بتعزيز العقوبات القانونية المهمة للغاية، والتي تم وضعها لحماية أمننا القومي ومصالحنا الخارجية"، مضيفًا: "نتيجة العمل الجاد لقوات إنفاذ القانون هنا وفي الخارج، سيواجه قاسم تاج الدين الآن التهم داخل محكمة أمريكية".
من جانبه، قال مات جونز محامي المتهم إن "تاج الدين يدفع ببراءته"، وذلك بعد استبقاء المدعي عليه بالحجز لحين جلسة استماع في 29 مارس الجاري، وإخطار القنصليتين البلجيكية واللبنانية في الولايات المتحدة.
وذكر مسؤولون أمريكيون، الجمعة، أن اعتقال رجل الأعمال اللبناني يتوج عملية "كاسندرا"، وهو تحقيق جاري منذ عامين تقوده إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة وتدعمها إدارة الجمارك، في الذراع التمويلية واللوجستية العالمية لحزب الله.
وورد في لائحة الاتهام التي تقع في 27 صفحة أن تاج الدين أعاد سرا جدولة أعماله التي تقدر بمليارات الدولارات بعد وضعه على قائمة الإرهابيين لوزارة الخزانة والتي تمنعه من إجراء تعاملات مالية في الولايات المتحدة أو مع شركات أمريكية.