التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 03:51 ص , بتوقيت القاهرة

ماذا يقول الطب النفسي في مستخدمي "تطبيق صراحة"؟

انتشر في الآونة الأخيرة استخدام تطبيق "صراحة" وذاع صيته، فما هو رأي الطب النفسي في استخدام التطبيق ومستخدميه، حاورنا دكتور أيمن حامد عبد الشافي استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان ومستشار العلاقات الزوجية، ومؤلف كتاب "أوهام الحب والزواج"، وإليكم نص الحوار...


من وجهة نظر الطب النفسي، ماهو تحليلك لشخصية مستخدمي تطبيق "صراحة"؟ 


بالطبع يوجد دور كبير لعدم ثقة الشخص بنفسه، وإلا ما هو سبب احتياجه لمعرفة صورته اجتماعيا او كيف يراه الآخرون؟ ولكن ليس بالضرورة تعميم تركيبة شخصية ثابتة لكل من استخدموا تطبيق "صراحة"، فأنا شخصيا أعرف الكثير ممن استخدموه وهم  ذوي طباع مختلفة تماما.


منهم شخصيات مستقلة جدا، ورافضة للمجتمع، ولم يحالفها الحظ بشخص يقدر اختلافها، فلم تتزوج مثلا،  وأخرى طيبه جدا ولكنها لم تستطع أيضا الزواج لقلة حيلتها، وأخرى كانت مطلقة،  أو آخرون لديهم مشكلات وتناقضات داخلية شككتهم في أنفسهم، فكان لديهم أسئلة مهمة:


-هو انا صح ولا غلط؟


-لو انا غلط هل أخطائي التي اعرفها يراها الآخرون؟


- أم أن لدي جانب اخر لا اعرفه ويعرفه عني الناس؟


إذن فهي ثقة بالنفس مهتزة نتيجة عدم نجاح في جانب من جوانب الحياة وخصوصا العاطفي منه.


هل يوجد عوامل أخرى تلعب دور غير اهتزاز الثقة بالنفس؟


بالطبع هناك أشخاص تتأثر بالموضات، بمعنى أنه يساير الموضة ليظهر بمظهر "كووول وروش".


وهذا لا يمثل نقص عاطفي، لكن احتياج لرضا الناس عنه، وإعجابهم به، حتى لو كان إعجاب بقصة شعر، أو ملابس معينة، وليس إعجاب بجوانب قوية في شخصيته مثلا.


و في رايك ماهو رد فعل هؤلاء الأشخاص في حالة الاراء الايجابية؟


اولا: كلنا لدينا الدوافع النفسية لأن يرانا الآخر بشكل جيد،فلو حدث إطراء وإعجاب لشخصي بالتأكيد سوف يدعمني ذلك نفسيا، ويرفع  قطعاً من معنوياتي.


ثانياً: سيتأكد إذا ما كان هناك أشخاص آخرين يشعرون بما يشعر به  أو بما يعرفه عن نفسه ويحبونه رغم ذلك،  أم مازالت لديه  القدرة على تغطيته وهو ما يدعمه نفسيا ويسعى إليه.  


وفي حالة وجود رأي سلبي او انتقاد للشخصية نفسها، ممكن يؤدي إلى مشكلة نفسية حقيقية؟


لو شعر بوجود شئ غريب وغامض في الرأي سيحاول تخمين الشخص من طبيعة ردوده، وممكن ان يرجعه الى الحسد والغيرة، وإلا سيشعر  جراء هذا الرأي السلبي عنه بالالم والاحباط


وفي حالة عدم استقبال أي أراء سواء بالسلب أو بالإيجاب..  هل تمثل الاحتمالية الأسوأ ؟


أصعب شيء هو ألا يرانا الآخرون بمعنى، "لا بالطيب ولا بالردئ"، كما يقول المثل الشعبي.


وبالتأكيد سيتأثر الشخص، فنحن بشر نحتاج إلى أن يرانا الناس، والافضل كما يقول علماء تحليل التعاملات أن يرانا الآخر بصورة إيجابية، ثم ان يرونا حتى لو كانت الصوره سلبية، وفقا لنظرية تحليل المعاملات التي أسسها الطبيب الأمريكي، إريك بيرن.


في المقابل يوجد اشخاص لم يفكروا في استخدام تطبيق "صراحة"،  وربما وجدوه "تافها"، ما تفسيرك؟


كلما كان الشخص يعلم جيداً مميزاته وعيوبه ومتأكد من  ايجابياته وسلبياته، يقل احتياجه لمثل هذه التطبيقات، يعني كثيراً ما نجد تطبيقات مشابهة، مثل: "انت ممكن وظيفتك تكون ايه؟" ويطلع مثلا لدكتوره انها كان المفروض تعمل تاجرة مخدرات !!!!!!.


وهنا علي الأغلب أن مستخدمي هذه النوعية من التطبيقات تريد تجميل واقعها أو تجميل نفسها، أو حتى تتأكد من نفسها،  والبعض يستخدمها كدعابة وهم الأكبر سنا في اعتقادي، "مراكبهم رسيت علي بر يعني".


هل تستطيع تقديم نصيحة لرواد السوشيال ميديا؟


تعتبر السوشيال ميديا طوق إنقاذ للشخصيات المنطوية، والتي لديها صعوبة في التعامل المباشر مع الجنس الآخر، ويجب توخي الحذر في نفس الوقت من إمكانية استخدامها من قبل أشخاص لديها ميول غريبه او حتي شاذة،  وضرورة أن نكون واثقين من انفسنا بالقدر الكافي كي لا تتلاعب بنا الموضات والتطبيقات التي يكون هدفها في المقام الأول الاطلاع على ملفاتنا واسرارنا الشخصية.