كتب: سارة مجدي- معتمد عبدالغني
في الحضارة المصرية القديمة، بنى الكاتب المصري بحكمته أهرامه الخاصة، وبجله الحكام والشعب، هكذا تم تقديسهم في نص "ذمَّ المهن" الفرعوني، بالطبع المشهد حاليًا يختلف تمامًا، الكاتب المصري "المثقف" علاقته بالحكام متغيرة، حسب كل نظام سياسي، بينما الشعب غرق في متابعة تعويم الجنيه المصري، الذي كانت تداعيات انخفاضه مفاجأة غير متوقعة مثلما أقر "كريس جارفيس"، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي لمصر. لهذا نجد أن دور النشر يقفون عُزل-شأن الجميع- أمام ظاهرة ارتفاع الأسعار الجنوني.

في 2017، أكدت بعض دور النشر المشاركة معرض القاهرة الدولي للكتاب رقم 48، أن مقولة: "هو الكلام بفلوس؟".. لا تنطبق عليهم في ظل ارتفاع أسعار ورق الطباعة، ما جعلهم يسعون لمجاراة هذه التغيرات، وفي ذات الوقت يحافظون على جودة المنتج الأدبي.

في حديثه لـ"دوت مصر"، قال مصطفى سالم، المسؤول التسويقي في دار العين، إن: "تكلفة طبع الكتاب زادت بنسبة 100%، للحفاظ على الجودة، ما يعني زيادة سعر الكتاب للقارئ بنسبة 30 %"، ويتوقع أيضا أن الإقبال هذا العام لن يكون مثل العام السابق ونسبة المبيعات أيضًا. 

وافقه في الرأي، شريف الليثي، صاحب دار نشر تويا، مؤكدًا أن "تعويم الجنيه أثر على القوى الشرائية بشكل كبير، لكن لن ينقص من جودة الكتاب شيئًا؛ لأن مراكز توزيع مطبوعات الدار في مكتبات ألف، وفيرجين ميجا ستور، وزبائن تلك الأماكن يفضلون الجودة والشكل على السعر".

وأضاف الليثي، أن الدار تحاول مواجهة الغلاء بالتوزيع لسور الأزبكية، ومحطات المترو، ووسط البلد وتكون سلعة شعبية مخفضة تصل إلى نصف الثمن، ولكن هناك البيع بشكل عشوائي، يختلف من مشتري لآخر. واستكمل قائلًا: "الخوف ليس من الإقبال على المعرض، فالناس يحبون معرض الكتاب ويحبون التواجد فيه.. لكن الخوف من القوى الشرائية فالمتوقع انها ستنخفض تماما بسبب الغلاء".

وبدوره أكد سيد شعبان، صاحب دار نشر تشكيل، "طبعا التعويم أثر علينا بشكل كبير جدًا، لكن أهو بنحاول"، وأضاف: "معرض الكتاب مبقاش زي زمان بهدف إنك تروح تشتري عدد كبير من الكتب بأسعار رمزية، بل للحصول على الكتاب قبل نزوله للمكتبات بشهرين، وأيضا مقابلة كاتبة المفضل والحصول على توقيعه". ورغم زيادة سعر الكتب أكد أن جودة الورق زادت 20 جرام عن العام الماضي.