التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 10:27 م , بتوقيت القاهرة

ليبيا بين مطرقة الفوضى وسندان الحرب الأهلية

كتب: محمــد ماهـر
ربما لا يوجد أفضل من تعبير "الانتقال الصعب والعسير" لوصف تحول ليبيا نحو الديمقراطية والاستقرار، فمنذ انهيار نظام القذافي في عام 2011، وليبيا تدور في حلقات مفرغة من الفوضى والصراعات المسلحة، والتي ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى حرب أهلية، وهو ما حذر منه العديد من المراقبين.

آخر معالم دوائر الفوضى التي تعاني منها ليبيا، هذه العمليات المسلحة في العاصمة طرابلس ضد مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) أعلى هيئة تشريعية وسياسية بالبلاد، على يد مجموعات من كتائب "الزنتان"، وضباط تابعين لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي شن هجوما على المجموعات الإسلامية المتشددة في بنغازي شرق البلاد، أسفر عن سقوط مئات من القتلى والمصابين.

العنف والفوضى

ويرجع كثير من المراقبين، انتشار العنف والفوضى في الشارع الليبي، إلى تولي ميليشيات الإسلاميين تطبيق القانون في البلاد، منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر/تشرين أول 2011، في الوقت الذي لا تتمتع فيه السلطة الانتقالية بالقوة اللازمة لفرض السيطرة.

ويكمن سبب الخوف من اتساع رقعة العنف، في إمكانية أن تؤدي الأوضاع الحالية إلى إحياء الخصومات القبلية في البلاد، ما قد يسفر عن حرب أهلية بالضرورة.

صورة صادمة

هجوم قوات حفتر في بنغازي على الميلشيات المسلحة الإسلامية، كان صورة صادمة لتفشي الفوضى في البلاد، لا سيما مع وصف الحكومة الليبية لتلك العمليات بأنها "لم تحمل تفويضا" من القيادة الشرعية للبلاد، وتحمل رائحة "الانقلاب".

وكانت مدينة بنغازي، ثاني أكبر مدن البلاد، شهدت مواجهات دامية بين قوات حفتر والميليشيات الإسلامية يوم الجمعة الماضي، أدت إلى مقتل 70 شخصا وجرح عشرات آخرين..وعلل حفتر فعلته بأنها لمواجهة "الإرهاب"، في حين اتهمته الحكومة بالخروج عن القانون.

شبح الحرب الأهلية

وانضم عدد كبير من ضباط وجنود المنطقة الشرقية بعضهم من سلاح الجو، إلى قوات حفتر، التي أسمت نفسها بـ "الجيش الوطني الليبي"، وشنوا غارات جوية على قواعد المجموعات المتشددة في بنغازي ومحيطها.

وأعرب مراقبون، عن تخوفهم، من أن يؤدي تنامي قدرات قوات حفتر، إلى تهديد قوة السلطة المركزية في البلاد..كما أن هناك تخوفات من تنافس "الجيش الوطني الليبي" مع ميلشيات منطقة "الزنتان" على بسط الهيمنة بالمنطقة ما قد يؤدي إلى انفجار صراع أهلي.

حفتر والزنتان

وتعد كتائب الزنتان بمثابة الذراع المسلحة للتيار الليبرالي في ليبيا، وتطالب منذ وقت بحل المؤتمر الوطني العام وإعادة تشكيله، ومنذ نهاية الثورة في أكتوبر/تشرين أول 2011، هناك خصومات بينها وبين حفتر.

غير أن المراقبين يرجحون أن تتحالف قوات حفتر مع كتائب الزنتان، لمجابهة الميلشيات الإسلامية المسلحة المنتشرة في طول البلاد.

الأوضاع الاقتصادية

وألقى التدهور الأمني بظلاله على الأوضاع الاقتصادية لليبيا، حيث شهد الإنتاج النفطي، وهو أحد مصادر الدخل القومي الأساسية، تدهورًا كبيرًا بسبب سيطرة ميلشيات مسلحة على موانئ النفط في الشرق..وتطالب هذه المليشيات باعتماد النظام الفدرالي في ليبيا.

من جانبها اكتفت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، بدعوة المجموعات المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها، إلى ترك اسلحتهم والانضمام إلى الجيش الشرعي، والمساهمة في إعادة بناء الدولة.