التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 02:50 م , بتوقيت القاهرة

لماذا زار "ماتيس" مصر والسعودية وإسرائيل؟

كتبت:- رُفيدة البسيوني

تحظى السياسة الخارجية الناشئة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمزيد من الاهتمام في الوقت الذي واصل فيه وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس جولته السريعة في الشرق الأوسط، لإعادة تثبيت العلاقات التي توترت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

رسالة ترامب للشرق الأوسط وإسرائيل

قام ماتيس خلال الأسبوع الماضي بزيارة قادة مصر والسعودية وإسرائيل، حاملاً رسالة مفادها أن إدارة ترامب تريد إعادة الموائمة مع تلك الدول ومؤكدا أن واشنطن وعواصم المنطقة تتقاسم مصالح مشتركة مثل مكافحة الإرهاب.

مصر والسعودية وإسرائيل حلفاء ضد إيران

كان تواجد ماتيس في السعودية ومصر وإسرائيل في الأيام الأخيرة هو الإشارة الوحيدة اللازمة لإقناع هؤلاء الحلفاء بأن العلاقات تعود إلى مسارها، ولكن لا يزال يتعين على إدارة ترامب أن تحدد المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية مثل كيف تخطط لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي والتوسط في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني أو التعامل مع الاتفاق النووي الإيراني.

إيران رأس الأفعى

قال ماتيس أثناء تواجده في الرياض: "في كل مكان حيثما تنظر إذا كانت هناك مشكلة في المنطقة فإنك تجد إيران"، مضيفا أن دول المنطقة تعمل على مواجهة إيران ومقدار الاضطراب وعدم الاستقرار الذي تتسبب فيه.

وبحسب العديد من التقارير الدبلوماسية والاستخباراتية والإعلامية، فإن العلاقات الإيرانية _الأمريكية لم تنقطع في الأساس منذ "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979، وقد تنوعت هذه الاتصالات ومستوياتها، وتمخض عن هذا النوع من التواصل تفاهمات أميركية أساسية مع النظام في إيران في أكثر من محطة، حيث كانت عاملاً مهماً، وربما حاسماً، في تنسيق ودعم الهجوم الأمريكي على أفغانستان لإسقاط حركة طالبان، وحليفها تنظيم القاعدة عام 2001، وعلى نفس النسق والتوجه تم التنسيق الكامل بين النظام في إيران والإدارة الأمريكية بشأن العمليات العسكرية الأمريكية لاحتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، حيث أكدت إيران مراراً وعلى لسان قادتها أنها ساهمت في حسم عملية الاحتلال وإنجاحها.

فأكدت هذه الزيارة أن ماتيس يرى أن تشكيل ائتلاف ليكون بمثابة حصن ضد إيران يمثل فرصة سانحة، موضحة أنه عندما كان ماتيس يعمل كقائد مقاتل تحت قيادة أوباما، في حين ركز البيت الأبيض على اتفاق نووي مع طهران ليكونوا حليفاً ضد إيران، وهو ما سعي إليه ماتيس خلال الزيارة وهو تكوين حليف منيع من الدول العربية المشتركة لتكون ضد إيران. كما أشار ماتيس خلال زيارته إلى دعم إيران للمقاتلين الحوثيين في اليمن، مما أدى إلى تأجيج الحرب الأهلية هناك، وأشار إلى الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان، فضلا عن تأثير طهران داخل سوريا.

صفقات الأسلحة التي يسعي لها البعض لم تنجح

خلال رحلة ماتيس التي استمرت أسبوعا، لم يحاول وزير الدفاع الأمريكي إبرام صفقات المساعدة العسكرية الرسمية مع البلدان، التي يسعى العديد منها للحصول على مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة في شكل دبابات ومقاتلات نفاثة.

وبدلا من ذلك، فإن اهتمام الولايات المتحدة ينصب على تقديم المساعدة المصممة خصيصا للاحتياجات الأمنية الفعلية للدول، واحتياجات واشنطن الخاصة.

وقال المسؤولون إن ذلك قد يشمل أنظمة دفاع صاروخية يمكن ان تساعد في النهاية في الدفاع عن حلفاء أمريكا في المنطقة ضد تهديدات إيران الأمنية