التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 06:54 م , بتوقيت القاهرة

لصوص الطاقة

تمر على الانسان أيام يفقد فيها قوته وقدرته على عمل أى شىء حتى أبسط الأشياء وأحبها إلى قلبه.. قد  يظهر بالقوة والتماسك المعتاد أمام الكثير وبعض المقربين .. ويظهرت بالضعف الغير معتاد أمام القلة القليلة من أقرب المقربين.

يفقد الأمل فى نفسه فى بعض اللحظات ..

تتشابه الوجوه أمامه..

تختلط الأفكار والمشاعر فلا يعرف ماذا يحدث له .. من هو .. ما به ... من العدو ومن الحبيب؟

يشعر بالموت عدة مرات.. ولا أبالغ فى الكلمة.. بالفعل .. يشعر به ويتماسك حتى لا يظهر أو يفجع له حبيبا أو يشمت بى عدوا

وهنا يكون السؤال... ماذا يحدث له؟

قوى منهارة... مرض ليس له أطباء... مشاعر لاتعبر عن شىء ولاتوضح شىء..

إذن ما هذا؟

إنها الطاقة السلبية.... وما ادراكم ما هى الطاقة السلبية.

كم رهيب ومفزع من مشاعر الحقد والغل والحسد يبثها صاحب الطاقة السلبية لأصحاب الهمة العالية وحب للآخرين والطاقة ايجابية الفعالة ، بل وتمتد طاقته السلبية هذه إلى كل شىء حتى الجماد والحيوان وحتى ذاته

ونطلق على هؤلاء لصوص الطاقة الإيجابية أو لصوص الأنوار

وهذا ما نتعرض له بالفعل ..عملية سرقة واضحة  للطاقة الإيجابية لدينا

قد يتعجب البعض منكم أو لايصدق أن هناك سرقة من هذا النوع...ولكن علماء الطاقة البشرية  يؤكدون لنا ذلك فى كثير من أبحاثهم ودراستهم.. بل أن هذاالنوع من السرقة هو من أشد أنواع السطو و الجرائم

وهل هناك أشد من سرقة همة الإنسان ومعنوياته وصفاءه؟

الإنسان صاحب الطاقة السلبية مشكلته تتلخص فى عدم الرضا بقضاء الله ورزقه له وكذلك طمعه فيما فى يد غيره وكبره وغروره فى إنه يجب أن يحصل على كل شىء وبأى شكل لأنه الأفضل فى وجهة نظره أو عدم رضاه بحاله، كما ذكرت.

وقد تكون الطاقة السلبية بتمنى زوال النعمة تكون النتيجة النظرات الهدامة أو النفس الخبيثة.. التى تنتهى بتشتيت الطاقة الايجابية أو الهالات الصافية المحيطة بجسد الإنسان وتحويلها إلى طاقة سلبية غير متزنة تؤثر سلبا على مشاعر الإنسان ونفسيته وبالتالى على اعضاء جسده مما ينتج عنه الأمراض في كثير من الأحيان.

وبالطبع هذا موضوع يطول شرحه فى كيفية تشتيت الطاقات وتجميعها وكيفية المحافظة عليها والصيانة الدائمة لها وهذا ليس موضوع  مقالتى ...

علامات تعجب كثيرة مما اكتشفته من هذا الكم من الحقد المحيط بنا  أو الطمع الغير مبرر ..أو الاعتقاد الخاطىء اننا فى رفاهية  وسهولة ويسر ولم ينظروا لما خلفه من تعب وكد و تفكير و ارهاق و تضحيات لا يقوى عليها الكثيرين ولا يتقبلها المعظم .

وهذا جعلنى اسأل على مستوى أكبر وأعم، إذا كان هذا يحدث فيما بيننا على المستوى الشخصى فكيف ننتظر أى تغير على المستوى العام أو فى بلادنا ؟

مهما لهثنا وراء التغير والمنصب والشهرة والحب والجمال والمال والاستقرار وغيرها من متطلباتنا في الحياة فلن ننولها إلا بصفاء قلوبنا وحبنا الصادق لبعضنا البعض.

وإن نلنا مانريد دون صفاء حقيقي فلن تدوم هذه المتطلبات بل ستكون نقمة علينا وليست نعمة أبدا.

هل نحتاج إلى أن نرجع للصفوف الأولى الدراسية لنتعلم من جديد معنى الحب و الاخلاق والرضا؟