التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 12:22 ص , بتوقيت القاهرة

كنائس مصر إبداع يتحدي الإرهاب

إن الكنائس المصرية منبثقة من بيئتها المحيطة سواء كانت صحراوية أو ريفية أو حضرية، وأبرزت ذلك بعمق ودقة تفاصيلها التي تعكس ذلك، ? ?ولاشك أن قد تجلي في المواد التي إستخدمت في تشييدها وتشكيل الرسوم والزخارف فيها، فما بين إستخدام الأحجار في المناطق التي تتميز بالأحجار أو الطين في مناطق أخري? ?ومواد البناء الحديثة في? ?غيرها أو حتى النحت في الجبل،? ?بل وإمتد ذلك أيضا إلى طبيعة الألوان المستخدمة التي كونت مع المكان المشاهد الجمالية الخلابه، ?بزوايا رؤية تشبه المعابد الفرعونية تارة أخرى.????????


وفي هذا الإطار فإن من المهم الإطلاع على الثقافة القبطية والتي تمثل مكون رئيسي واساسي في الثقافة المصرية العامة، ولاشك أن أهمها على الإطلاق الكنائس المصرية والاديرة التي تحتوي على كنوزا لا ترى النور تتحدث عن تاريخ وأدب وفكر مجهول للأسف للكثيرين من أبناء هذا الوطن من غير الأقباط.


وعلي سبيل المثال يعتبر دير السيدة العذراء بوادي النطرون من أقدم الأديرة المسيحية ليس بمصر فقط بل في العالم أجمع حيث يرجع تاريخ نشأته للنصف الثانى من القرن الخامس الميلادى، وقد تبارك هذا المكان المقدس بزيارة العائلة المقدسة له خلال رحلة العائلة المقدسة، ويحتفظ دير السيدة العذراء بمجموعة مخطوطات نادرة بلغات مختلفة، وتتمتع مكتبته بمكانة خاصة بين مكتبات ومتاحف العالم وفى الأوساط البحثية فى العالم حيث تعد مجموعة المخطوطات الموجودة به من أقدم وأهم المخطوطات التى تمتلكها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الإطلاق حيث يرجع تاريخ أقدم مخطوط بها للقرن السادس الميلادي، ويعتبر أقدم مخطوط مسيحى فى العالم كله حتى الآن.


إضافة إلى ذلك هناك عدة منطلقات أخرى للحديث عن أهمية التعرف على الثقافة القبطية في التاريخ المصري من أهمها انها تمثل تراث مصري يملكه كل المصريين وذلك من دون أدنى تخصيص أو تمييز سواء كانوا من المسلمون أو الأقباط فهو تراث مصري بحت،غني جدا، ويشجع علي تنمية الوعي الروحي والفني الي جانب أن التعرف على التراث التاريخي للدولة المصرية ومسيرة الكنائس المصرية منذ رحلة العائلة المقدسة وحتى الان بداية من الكنائس القبطية فى منطقة مصر القديمة إلى الكنائس فى أديرة وادى النطرون والبحر الأحمر وصعيد مصر، ولاشك أن معمار الكنيسة القبطية واللوحات الجدارية القبطية تساعد وبشكل مباشر في فهم التراث المعماري والثقافى والفنى للكنيسة القبطية فى مصر منذ تاريخ ظهور المسيحية فى مصر، ويظهر التأسيس الهندسي الرائع مدى وحدة المصريين وإنفراد حضارتهم عبر العصور.


لاشك أن الإطلاع والتعرف في حد ذاته يعد بمثابة الحافز علي الحفاظ على هذا الوطن وتنمية الشعور بإهمية تراثه العظيم المتحدث بثراء عن الحضارة المصرية العظيمة ومدى تسامحها وتعايشها وقوتها.


إن هذا هو ردي على ما يمر به المصريون الأن من حروب تستهدف وحدتهم لشق صفهم، ولن أنجرف إلى ردود عنترية، فالفارق كبير جدا بيننا، إن ردا ضد الأعمال الإرهابية البشعة الى تستهدف المصريون جميعا دون تمييز على أيدي خفافيش الظلام، رافضي الحياة، المتشابهين في الشكل الخارجي فقط لنا والله عالم بقلوبهم وما تحتويها من كراهية وشر يجب أن يظهر ما تضمه صدورنا وقلوبنا بسعادة حقيقية والذي نختلف به عن هؤلاء الشرذمة،


إنا ما نقدره للفكر والثقافة والفنون والتعايش والتسامح وحب الآخر وقبوله هو الذي إنتصر على مدى تاريخ البشرية وجميعها تحدت الإرهاب والظلام وإنتصرت عليه، وبقدر تمسكنا بكل ما سبق يعد صلب معركتنا الحضارية الحقيقية، ولا مناص من الإستناد إلى سلاح التنوير في مواجهتم لتحرير العقول الفاسدة من أغلال التحجر وسيطرة التبعية العمياء والمعتقدات الخرافية، وقطعا سننتصر.