التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 02:39 ص , بتوقيت القاهرة

كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب ربما لن ينقل ترامب سفارة أمريكا للقدس

رأى الكاتب الإسرائيلي نمرود جوفرين في مقال له بصحيفة "هأرتس" الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما بدأ في التراجع عن وعده بنقل سفارة أمريكا للقدس وقال الكاتب إنه يتمنى لو كان هذا صحيحا.

وبحسب جوفرين، فإن هناك أسباب قوية تمنع إقامة سفارة دولة أجنبية في القدس المدينة الخالية من أي سفارات أجنبية، ويوضح الكاتب أنه منذ الخمسينات كانت إسرائيل تحاول إقناع الدول بفتح سفارات في القدس، وحتى 1962 كانت الولايات المتحدة تعارض علنا هذا وكانت تنصح الدول بعدم فتح سفارات في القدس.

وعندما انخرطت الولايات المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي في الستينات كانت هناك 54 بعثة دبلوماسية في القدس عام 1967، ما يعني أن السياسة الإسرائيلية بدأت تؤتي ثمارها.

وبعدها حدث تغير درامي في 1980 عندما أعلنت إسرائيل ضم القدس الشرقية، حيث أدان مجلس الأمن القرار وأمتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وعندها بدأت الدول في نقل بعثاتها الدبلوماسية من القدس بناء على قرار مجلس الأمن 478.

ولم تبقى في القدس سفارات أجنبية سوى السلفادور وكوستاريكا وكلاهما نقلت السفارتين من القدس لتل أبيب في عام 2006 بعد ضغط من الدول العربية.

أما بالنسبة لترامب فيرى الكاتب أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بدأت في التراجع عن وعدها بنقل السفارة من تل أبيب للقدس، والدليل على هذا ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض شين سبيسر مساء الإثنين : "لا يوجد قرار" بشأن هذه الخطوة.

كذلك يشير الكاتب لرفض المتحدث باسم البيت الأبيض وضع جدول زمني لهذا مكتفيا بالقول "نحن في المراحل الأولية في عملية صنع القرار".

سفارة أمريكا في تل أبيب

وقال الكاتب الإسرائيلي إنه يأمل فعلا ألا يتم نقل السفارة للقدس حتى يصبح سلوك الإدارة الأمريكية الجديدة متوافقا مع الواقع في الشرق الأوسط، نظرا للعواقب الوخيمة التي يمكن أن يأتي بها نقل السفارة على إسرائيل وأمريكا معا، وربما يدفع ثمن هذا القرار العديد من الأرواح.

فنقل السفارة الأمريكية للقدس سيعني أن الولايات المتحدة لم تعد تهتم بالظهور في صورة الوسيط المحايد في عملية السلام، وحتى الأن فإن عمدة القدس الإسرائيلي هو المسؤول الإسرائيلي الأكثر ترحيبا بوعد ترامب، ولكن في المقابل هناك حذر من باقي المسؤولين الإسرائيليين الذين يعرفون خطورة هذا القرار.

من جهة أخرى هناك الدول العربية التي تحذر بشدة من عواقب نقل السفارة الأمريكية للقدس، ويؤكد الكاتب إن مستقبل القدس يظل ضمن المسائل المعقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتي سيتم حلها فقط في نهاية مراحل المفاوضات، نظرا لأهمية القدس الدينية والوطنية، وأن هذا يمكن أن يؤدي لموجة عنف بسبب خطوات غير محسوبة، والمسؤولين الأمريكيين يعرفون هذا جيدا.