التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 04:35 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| عندما استيقظ المصريون فلم يجدوا جامعة الدول العربية

لم يكن يعلم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، أن بتوقيعه لمعاهدة السلام مع الطرف الإسرائيلي في مارس/آذار من عام 1979 سوف يجعل سكان وسط البلد يستيقظون في يوم 31 مارس من نفس العام ليجدوا أبواب مبنى جامعة الدول العربية بشارع قصر النيل مغلقة أمامهم، بعد أن قررت الدول العربية نقل مقر الجامعة إلى العاصمة التونسية.


تحل الذكرى السبعون على تأسيس جامعة الدول العربية التي ظل يحتضنها قلب العاصمة المصرية القاهرة على مدار تاريخها باستثناء الفترة بين "1979: 1990" عندما قررت الدول العربية في اجتماع بغداد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وذلك في أعقاب توقيع اتفاقية السلام. 


خلق التقارب المصري الإسرائيلي في ذلك الوقت، غضب الدول العربية من النظام المصري، والذي اتهم في ذلك الوقت أنه يعمل لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على حساب مصلحة الدول العربية والقضية الفلسطينية، كما اتهمت بالخروج عن الاجماع العربي، لا سيما ما تم الاتفاق عليه في قمة الرباط 1976 الخاص بعدم توقيع أي اتفاقية صلح مع الطرف الإسرائيلي بشكل منفرد. 


وشمل استكمال بناء مقر جامعة الدول العربية في تونس، ونقل مقر المنظمة العربية للثقافة، واتحاد الإذاعات العربية إلى تونس، ومجلس وزراء الداخلية العربية بالإضافة إلى تسوية أوضاع الموظفين والعاملين بالجامعة الذين لا يمكن نقلهم إلى تونس تسوية مجزية. 



شملت المقاطعة بين الدول العربية ومصر تعليق الرحلات الجوية ومقاطعة المنتجات المصرية وعدم التعامل مع الأفراد، وأصدرت الجامعة العربية آنذاك قرارا باعتبار تونس المقر الرسمي للجامعة العربية وتعيين الشاذلي القبيلي، أمينا عاما للجامعة الذي ظل يشغل المنصب حتى عام 1990، وبداية حرب الخليج، وتعليق عضوية مصر نتيجة لزيارة الرئيس السادات وتوقيع لاتفاقية السلام. 




وفي مارس عام 1990، عاد المقر إلى القاهرة بعقد مؤتمر الدار البيضاء الطارئ، وأصبح عصمت عبدالمجيد أمينا عاما لجامعة الدول العربية،  وسط تطورات إقليمية وعربية ودولية بارزة، وفي القمة تم استكمال عودة مصر إلى العالم العربي ومؤسسته الأمم الجامعة العربية، وبذلك انتهت عمليا قرارات قمة بغداد 1978.



ولقد تميزت القمة الطارئة التي عقد بالدار البيضاء باتخاذ مجموعة من القرارات التي مثلت حدا أدنى من الاجماع ذي الصفة الموضوعية الإجرائية وجاء انعقادها في ظل بعض دعوات عربية لعقد قمة تختص بالقضية اللبنانية، إلى جانب دعوة فلسطينية لبحث اتخاذ موقف عربي من تطورات عملية التسوية وما انتهت إليه التحركات الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية من نتائج على أرض الواقع العربي والدولي، وقد رؤى الجمع بين متطلبات هاتين الدعوتين إلى جانب تدارس الوضع، فيما بين إيران والعراق، لا سيما في ضوء تعثر المفاوضات السلمية، بينها وهكذا تبلورت موضوعات القمة الثلاثية الرئيسية.