التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 08:05 ص , بتوقيت القاهرة

عـ الفريند زوون يا كلب

نظرة، فابتسامة، فموعد، فلقاء، فقرار جريء منه بعد استشارة خمسة ستة من أصدقائه، هذا إن لم يستقروا جميعا على أنه لازم يفاجئها، فيصرف جزءا لا يستهان به من اللي وراه و اللي قدامه، لتحضير "بربوزال"، بوكيهات من الورود واتنين صحابه بجيتارات، وإن كان ربنا فاتح عليه شوية، قد يؤجر "يافطة" عـ المحور


"أنا بحبك يا لينا.."


فلا يكن من الحلوة إلا أن تاخدله سكرين شوت، وتفضحه وتجرس أهله.


تشغل "الفريندزوون" حيزا كبيرا من تفكيري، الحالة نفسها ليس فيها أي مشكلة، وارد أن تحبني، عظيم أن تكون شجاعاً فتقرر مصارحتي، ولكن هذا ذلك لا يمنع ألا أحبك، وارد أن تكون عزيزا كصديق، كقريب، ليس في الأمر جرح لكرامتك، ولا إساءة لشخصي، ما يشغلني فعلا هو هذا "التريند" الجديد لانج، فكرة التباهي والتشفي والذل، وفوق ذلك كله، فكرة الفضيحة والفشخرة، صارت معها حكمة اليوم وكل الأيام.


قولي لي خدتي كام سكرين شوت لولاد، أقول لكِ من أنتِ.


ثم يا ست البنات، تعالي هنا، هل أخبركِ أحدهم أنه لا شاب بينام بليل ويقوم وقد قرر مصارحتك بمشاعره، ذلك أمر يمكن أن تفعليه أنتِ، البنات يتسرعن في مثل تلك الأمور، خيالنا واسع ورومانسيات ونخطئ غالبا في تفسير اهتمام الطرف الآخر بتشجيع من صاحبتنا الأنتيم، ده أكيد بيحبك يا بنتي، ناهيك عن زن الأمهات والعمات والخالات والطنطات الذي يجعل من أي شاب عريس لقطة وفرصة متتعوضش،  لكنني أتصور أن الأمر بالنسبة للشباب يختلف بطريقة ما، أتصور أنه يفكر، أنه "بيعمل لكرامته ألف حساب"، ولم يكن ليصارحك لولا أنه وجد منكِ قبولا ونظرات كده وضحكات كده، فإن كنتِ قد قدمتي ذلك كله ثم رفضتي حبه، فأنتِ تعرفين الآن ماذا تكونين بالضبط.


وبعدين لنفرض مثلا، مثلا يعني، أن لا صلة قوية تجمع بينك وبين هذا المعجب الغلبان، أو أنه – يا ستي- لا صلة بينكما أصلا، لنفرض أنه ذلك الزميل في قسم آخر، أو صاحب محل البلاي ستيشن على أول شارعكم، ما المشكلة، حضرتك ساحرة أو أنه أهبل، وفي كل الحالات الراجل قرر أن يدخل البيت من بابه، ولاحظي أنه لم يدخله عنوة، الأمر أصلا عرض وطلب، فلمَ الأفورة بالله عليكي ؟


أعرف أن لكِ مواصفات في شريك حياتك، حقك، لن أناقشك ولن أقول لك كما قالت لي عمتي قبل شهر "ما أنتي يا مُنى اللي محبكاها"، بل سأعيد لكِ نصيحة أحبها "مترضيش بأقل من اللي بتحلمي بيه"، ولكن ذلك لا يعني أبدا أن تكسري قلب شخص لا ذنب له إلا أن رأى فيكِ المواصفات التي حلم بها، أو أنكِ كنتِ ما حلم به، ما الذي يضرك يا بنت الحلال لو أنكِ اعتذرتي له "بشياكة"، وكل حي يروح لحاله.


الفكرة أن البنات تغيرن، نصفهن سار مع تيار "الفيمنست"، وأراهن بالمناسبة أن نصفهن لا يعرف معنى الكلمة أصلا، وانتمين بناء على ذلك إلى جمعية المرأة المتوحشة، فصارت أي رسالة "هاي" في الإنبوكس تحرشاً ميتسكتش عليه أبدا، يستلزم سكرين شوتات وشير وافضحهم وعدد لا نهائي من اللايكات وكومنتات الثناء، أما النصف الآخر، فيطبق نظرية "عريس يابوي" على طريقته، تنصبن الشباك، وترفض في اللحظة الحاسمة، وللتويثق ولكي تصدق الصديقات، تصير السكرين شوت دليل إثبات، فتصير الأستاذة حلوة وزي الفل، ومزة في نظر الكل.


ست لينا..
عزيزاتي اللي زيها..


الحياة أقصر وأبسط من ذلك كله، والحب أعظم من أن "تبهدلوه كده"، ارحموه وارحموا أنفسكم، واتقوا الله فينا يرحمكم الله!


بالمناسبة، أرشح لكم أغنية أحبها لعبد الرحمن محمد الذي أحبه كثيرا، لما بدى لي أنها لا تحبني.. شوف يا مؤمن، الفريند زوون طلعت من قديم الأزل !