التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:42 م , بتوقيت القاهرة

عصر النكرات !!

التحدي الكبير والسؤال الصعب الذي أعتقد أن أغلبنا سيعجز عن الإجابة عنه هو عبارة عن سؤال واحد أتمنى أن يجد له إجابة لديكم .. سؤال غريب أو خبيث أو قل إنه سؤال غبي كما تشاء ولكن حاول أن تجد الإجابة الكاملة عنه.

نبدأ الأسئلة.

•    اذكر أسماء خمسة شخصيات تصلح كقدوة للشباب؟ 
•    اذكر خمسة شخصيات تحترمها وتثق فيها من الإعلاميين الذين يحتلون شاشات الفضائيات؟
•    اذكر خمسة أسماء لرؤساء تحرير لصحف كبيرة كانت في الماضي من علامات الصحافة المصرية الرائدة؟ 
•    اذكر خمسة أسماء لوزراء يعرفهم الشارع جيدا  كشخصيات عامة مؤثرة؟
•    اذكر خمسة أسماء لنشطاء يعرفهم الشارع جيدا لم تذكر أسماؤهم ضمن متهمين بتلقي معونات خارجية؟
•    اذكر أسماء خمسة نشطاء لم يستغلوا أي حدث أو حادث ليهيجوا الشارع ويشعلوا الفتنة في مصر؟
•    اذكر خمسة أسماء لكتاب كبار ينتظر الناس مقالاتهم وكتاباتهم في مواعيد محددة؟
•    اذكر خمسة أسماء من لشخصيات بارزة في أي مجال كشخصيات وطنية لاتسعى لمصلحة خاصة أو مكاسب شخصية؟
•    اذكر خمسة أسماء لأحزاب سياسية لها وزن ووجود على الساحة السياسية، وبالمرة اذكر خمسة رؤساء لهذه الأحزاب، واتحداك لو عرفت خمسة منهم؟
•    اذكر خمسة أطباء كبار لاتتجاوز قيمة الكشف لديهم خمسين جنيها؟
•    اذكر خمسة شخصيات نقابية تعرفها ويعرفها الشارع كما كان الحال في سنوات مضت؟
•    اذكر خمسة نقباء لنقابات عمالية أو مهنية لم يحولوا نقاباتهم لأحزاب سياسية تهتم بتوجه النقيب والمجلس ولا تهتم لأمر أعضائها؟

الأسئلة لن تنتهي والإجابة لن تكون في صالح مصر أبدا .. فللأسف مصر التي كنا نقول عليها "ولادة " أصبحت عقيمة لاتنجب بعض من طرحنا الأسئلة السابقة للبحث عنهم في مصر، فأصبحنا الآن نبحث عن القيمة والقامة فلا نجدهما.. لم يعد لدينا الكوادر التي كنا نفخر بها في جميع المجالات.. وبعد أن كنا نصدر للدول العربية المدرسين الذين يقدمون العلم لتلاميذ الخليج أصبحنا في أسفل قائمة الدول التي تهتم بالتعليم نفسه.


إن نظرة واحدة للواقع المر الذي نعيشه وللحكومات المتعاقبة منذ أحداث يناير تؤكد أن مصر أصبحت واحة جدباء قاحلة لا تملك من أبنائها كفاءات يمكن أن تعلو بها وتسمو بأبنائها .. وإن كان كانت هناك الكفاءات فهي تفضل الانسحاب وعدم الظهور أو المشاركة في العمل العام أو في مواقع المسئولية حتى لاينتهي الأمر بهم إلى أحد أمرين إما الإقالة وإما الفشل الذريع والنهاية هنا واحدة لاتختلف كثيرا.

وبنفس النظرة الفاحصة للساحة السياسية الآن فسوف نتأكد من عدم وجود الكفاءات سواء في الشباب أو الشيوخ .. وكم من مسئولين ووزراء احتلوا مواقع المسئولية وتركوها ولا أحد يعلم من هم ولا ماذا فعلوا لأنهم باختصار كالماء لا طعم ولا لون ولا رائحة !!


مصر التي كانت واحة مثمرة للعظماء والنوابغ في كل المجالات، مصر التي كان فيها نجيب محفوظ والعقاد وطه حسين ويوسف إدريس، وأنيس منصور، وصلاح عبد الصبور، ومحمد عبد الوهاب، يوسف وهبي، وألفريد فرج، وإحسان عبد القدوس، وأحمد أمين، ومحمد التابعي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وثروت عكاشة، وثروت أباظة، وفكري أباظة.


مصر جمال حمدان وحسن فتحي وحسين بيكار ومصطفى محمود، مصر التي كانت الرائدة في الأدب والشعر والفن والثقافة والسياسة أصبحت الآن واحة جدباء ليس فيها إلا بعض النكرات التي تبحث عن دور بالمقابل وليس مجانا لخدمة الوطن.


باختصار شديد هذا هو الوضع المأساوي الذي تعيشه مصر.. كفاءات تتوارى ونكرات تتصدر المشهد والنتيجة طبعا معروفة نعيشها جميعا ونعاني منها جميعا وكالعادة نختم بالعبارة الأشهر" ربنا يسترها على مصر وعلى المصريين الغلابة".. وابقى قابلني لو عرفت تختار اسم واحد مش خمسة.

 عليه العوض ومنه العوض !!