التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 11:50 ص , بتوقيت القاهرة

صنع في مصر من جديد

من سنين كتيرة فاتت.. وأنا فى مرحلة الإبتدائية.. كنا بنطلع رحلات مع المدرسة .. كل سنة لينا رحلة.. تتكرر مرة أو مرتين بالكتير في العام الدراسي. كان برنامج الرحلة متنوع.. مابين الترفيهي والتثقيفي.. نروح متحف أو أماكن آثرية ومعاهم نروح الملاهي.


وكان في جزء في برنامج الرحلة لا يمكن يتغير.. ألا وهو .. زيارة إلى مصنع من المصانع أو المشروعات الجديدة.. كنت مش فاهمة وقتها ده جزء تثقيفى ولا تعليمي ولا إيه؟


لكن كان عنصر مهم ومبهر لنا جدًا كأطفال.. وفاكرين تفاصيله علشان نحكيها لعائلتنا ونكتب عنه بحث أو موضوع إنشاء.. مش فاكرين تفاصيله فقط علشان كده. لكن كمان علشان بنشوف إزاي بيتم صناعة أشياء في متناول إيدينا لحد ماتوصل لنا ومكتوب عليها (صنع فى مصر).


زي مصانع الغزل والنسيج، وتصنيع التلفزيونات والأجهزة الكهربائية، والمنتجات الورقية والعصائر، والمنتجات الغذائية والملابس، والسيارات، والحديد والصلب.


ونكمل انبهارنا وفرحتنا إننا نشتري منتج من المصنع اللي زورناه أو ناخد هدية منه زي مصانع العصائر والمنتجات الغذائية و الملابس.. ونرجع بها وكإننا راجعين من رحلة عمل في الخليج ولا أوربا.. وداخلين على أهلنا بهم دخول الفاتحين المنصورين.. أصل كنا بنزور مصنع عظيم.. كنا بنشوفه من بعيد أو نشوف إعلان منتجه في التلفزيون.


كانت بالفعل زيارات تحمل معنى الثقافة والعلم والترفيه والأهم معنى الفخر بصناعة بلدنا والانتماء لها .


الجزء اللي فات.. كان ممكن يكون كافىي لتوصيل رسالتي وهدفي من المقال، إن ياريت المدارس ترجع تاني تنظيم رحلات منتظمة للمشروعات العظيمة الجديدة اللي تم إنشاءها على أرض مصر خلال العامين الماضيين، والطلبة يشوفوا قدرة مصر  الحقيقية على التطوير والإنجاز فى وقت قصير.. وده هيكون له نتائج مهمة جدًا لمصر في المرحلة الحالية ألا وهي:


- زرع الانتماء في روح الطفل والشاب المصري من جديد.

- غرس قيم الانتاج والعمل و الايجابية فى نفسية الطفل و ده بيكون برمجة إيجابية مطلوبة ومضادة لكل البرمجة السلبية الخارجية اللى بتبثها وسائل الإعلام الخارجي أو التواصل الاجتماعب ضد مصر.. وده كفيل إنه يحمى أجيال من  السطحية والتفاهة ويوفر علينا جهد سنين في إننا نرجعهم تانى لحضن الوطن.

- هنقفل الباب أمام كل المحاولات لنشر اشاعات عدم وجود مشروعات وان مافيش فايدة ولافى جديد فى البلد .


مش ده بس هدفي من كلامي معاكم.. فيه هدف كمان مهم جدًا.


جملة (صنع فى مصر) .. عايزينها ترجع تانى من جديد بقوة.


كنت فى  دولة عربية.. دخلت محل لإحدى الماركات العالمية تحديدا بريطانية... في قسم المنتجات القطنية.. شفت مفرش سفرة معروض بطريقة غاية في الشياكة وبسعر غالى جدًا .. وبطاقة معروضة مع المفرش ملفتة للنظر وباللغة الانجليزية بخط واضح .. مكتوب (قطن مصري 100%).


وكإن إدارة مجموعة المحلات العالمية عايزة توصل رسالة لكل الجنسيات مفادها إنهم عالميين وأسعارهم عالية لأن منتجهم يستحق.. منتجهم فيه أهم عنصر .. القطن المصري.


يعنى هما مقدرين منتجنا وعارفين قيمته كويس، وإحنا لسه بندور على المستورد.


آن الاوان كشعب يكون لنا دور مهم فى تحقيق وجود وانتشار كلمة صنع فى مصر.


آه.. ماهو الشعب المصري عنده طاقات جبارة ويقدر يعمل كتير .. المهم يكون مدرك دوره.


وهنا يتلخص في الاتي :


- أصحاب المصانع .. ارجعوا افتحوا مصانعكم وجمدوا قلبكم و تنازلوا شوية عن بعض شروطكم . مجرد ما الترس يدور .. الخير هيجي.. وصبركم هيرجع بفايدة لكم .

- يا عمال مصر.. اخلصوا فى عملكم وإنتاجكم بعيد عن الكسل والطلبات الفئوية.. مع كل قطعة منتج بتطلع من تحت إيديكم تعتبر حجر بناء يقوي مصر لكم ولأولادكم  بعدكم.

- يا شعب مصر.. شجع المنتج المصري .. بدل أى منتج خارجي.. ده كفيل إن الطلب عليه يكون أكتر  وبالتالي الإنتاج يتوسع وكفاءته تتحسن والدخل القومي يزيد.. فلوسك اللي بتدفعها في المنتج المصري رجعالك تانى مش خارجة بره ... منك وإليك.

- يا وسائل الإعلام والإعلان.. سلطوا الضوء على المنتجات المصرية.. عرفوا الشعب قيمتها وأماكنها.. شجعونا إننا نشتري واحنا مطمنين.. إننا نشتري من جديد صناعة إيدينا اللى كان العالم بيحلف بها زمان .


كل اللى فات ده مش صعب تنفيذه، محتاج منا إرادة.. يقين وقناعة حقيقية بالمنتج المصري.


ابدأوا . عجلة الخير لما بتتحرك ماحدش يقدر يوقفها.. المهم نبدأ.


دمتم مصريين فخورين بصناعة بلدكم .