التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 12:34 م , بتوقيت القاهرة

صاحب "أين الله" : المثقفون هم "الحيطة المايلة"

حوار- سماح عادل

ماهي أسباب هذا الحكم, وما هي علاقته بما يدور في مصر في الوقت الحالي؟

-صدر هذا الحكم في مايو 2013 بعد أن تقدم أحد المواطنين بمحافظة بني سويف ببلاغ ضدي للمحامى العام بسبب مجموعتي القصصية ( أين الله ) واتهمني بازدراء الأديان بسبب رؤية الأبطال المتخيلين للحياة والعالم. واعتقد أن المجموعة لامست الظلام الذي يركن بداخل الأرواح الشريرة التي تتاجر بالدين وتظلم وتغش في الحياة باسم الله، وحاول أبطال المجموعة أن يصرخوا ليوقف رب العالمين الشر والغل والقبح وينشر الحب والسلام في العالم من جديد. كما صدر في ظل مناخ سياسي مترد، فالسلطة الحاكمة لمصر الآن تعتقل آلاف المواطنين، يصدر القضاء أحكامًا بالحبس والإعدام دون محاكمات عادلة، وهناك تعدي على سيادة القانون ونصوص الدستور من مؤسسات الدولة تحت إطار فزاعة [ مقاومة الإرهاب ].

ما هي الإجراءات التي اتخذتها في السابق والتي ستتخذها لمواجهة هذا الحكم؟

-صدر الحكم غيابيًا من محكمة جنح ببا الجزئية بمحافظة بنى سويف، وكنت قد عارضت أمام نفس المحكمة وللأسف أيدت الحكم فى 11 مارس 2014، فقمت بعمل استئناف على هذا الحكم أمام محكمة استئناف جنح ببا وحددت المحكمة جلسة يوم 5 يونيو 2014 لنظر الاستئناف، وتقدمت ببلاغ للنائب العام ليصدر تعليمات كي تقتصر العقوبات في القضايا المرفوعة على الأدباء على الغرامة فقط تطبيقًا لنصوص الدستور [ نص المادة 67 ، 71 ]. بعدها قمت برفع قضية أمام محكمة القضاء الإداري ضد رئيس الجمهورية ووزير العدل والنائب العام ليؤدوا دورهم في تطبيق نصوص الدستور المصري ويصدروا تشريعات غير متعارضة مع الدستور ويوقفوا حبس الأدباء والكتاب، ثم قمت بالطعن بعدم دستورية نص المادة 98 من قانون العقوبات والتي تسمح بحبس الأدباء والمفكرين .

هل تخلي عنك المثقفون في مصر؟

-قام كثيرون من المثقفين بالتضامن معي، منهم د. جابر عصفور، وإبراهيم عبد المجيد، وبهاء طاهر، وشعبان يوسف، وعبد المعطى حجازي، ومحمد سلماوي، وغيرهم. كما قامت نقابة الصحفيين والمحامين ولجنة القصة واتحاد الكتاب بالتضامن أيضًا ونظموا فعاليات لدعم القضية وحضروا معي جلسات المحاكمة. ولكن يتضح أن الجماعة الثقافية هم " الحيطة المايلة " التي يمكن أن تدوس عليها الدولة، وتعتبر مطالبها رفاهية، فلن يخرج منها سوى الصراخ خاصة في ظل دعاوى مقاومة الإرهاب.

هل أثرت المحنة التي تمر بها على استمرارك في إبداعك؟

-يمكن أن تؤثر هذه الظروف على المبدع بالسلب، ويمكن أن تدفعه إلى الأمام، لكن الشيء المؤكد أن حبس كاتب بسبب رؤية أبطاله المتخيلين هو حالة من العبث ومن الأفضل أن تستكملها المحكمة والنيابة والشرطة باستخراج هؤلاء الأبطال من المجموعة القصصية الورقية ومحاكمتهم حتى تكتمل الملهاة.

ما هي توقعاتك حول ما ستجرى إليه الأمور في مصر ؟

-نحن أمام صراع مفتوح على مصراعيه بين أجنحة السلطة والبيزنس وللأسف لا يرغب أحد الأطراف في التنازل، هذا الصراع الذي اعتقد أنه لن ينتهي قريبًا تغذيه أطراف دولية ترغب في التهام ثروات هذه المنطقة، وقضية الغاز مثال. سيستمر الغباء واستبداد الطبقات الشعبية حتى تأتى موجة ثورية جديدة تعيد من جديد بناء الوطن وتكفل للمنتجين حياة كريمة وأمان اقتصادي وسياسي واجتماعي وثقافي. ولكن هذا تطور مرهون بقوة التنظيمات النقابية والروابط ، واستعدادهم للأيام القادمة كي تتحرر بلادنا وينعم أهالينا في القرى والحواري بالعدالة.