التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 10:54 م , بتوقيت القاهرة

حوار| عالم مصري بكندا: تصنيع اختراع لمنع حوادث الطرق الصيف المقبل

الدكتور عبد الحليم عمر - رائد هندسة الطرق في العالم
الدكتور عبد الحليم عمر - رائد هندسة الطرق في العالم

تصوير: احمد هندي

من قال إن الطيور المهاجرة لا تعود لموطنها بعد أن رحلت  فجأة، فهي تعرف مساراتها جيدًا نحو مصر في الوقت اللازم، تعود لتُسجل نقاطا جديدة من الضوء في دائرة الزمن كما فعل البروفيسور عبد الحليم عمر المُلقب برائد هندسة الطرق في العالم.

"دوت مصر" تنفرد بحوار حصري على مدار حلقتين، يتحدث فيه أستاذ هندسة النقل في جامعة كارلتون الكندية ومؤسس مركزها الدولي للأبحاث الرائدة في مجال هندسة النقل والمواصلات عن أبرز ما جاء في زيارته للقاهرة من أطروحات ومشاريع مزمع تنفيذها في القريب العاجل لإنقاذ الطرق المصرية من حالتها المتهالكة والتي تكبد الدولة ما يزيد عن 175 مليون جنية سنويًا لأسباب عدة .

كما يكشف الدكتور عبد الحليم عمر الحاصل على جائزة ستاندفورد فليمنج في عام 2005 من الجمعية الكندية للهندسة المدنية لإسهاماته المميزة في تطوير هندسة النقل في كندا، في الحلقة الأولى عن كواليس لقاءه الهام بوزير الانتاج الحربي اللواء محمد العصار، بالاضافة إلى التفاصيل الدقيقة لأهم 3 ملفات ناقشها في فعاليات "مؤتمر مصر تستطيع" الذي استضافته الغردقة مؤخرًا تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وضم نخبة من عقول مصرية مهاجرة اصبحت أعلامًا يُشار لها بالفخر على مستوى العالم في جميع التخصصات.

وإلى نص الحوار ..

وزارة الانتاج الحربي تتبنى أهم مشروع لانقاذ الطرق المصرية

حمل الدكتور عبد الحليم عمر في حقيبة سفره للقاهرة عدة ملفات هامة هي عصارة تجاربه البحثية وانجازاته الهامة على مدار اكثر من 40 عامًا وتحديدًا منذ توليه منصب مدير مركز المواد التركيبية الجغرافية لبحوث التنمية والمعلومات عام 1987،وكان ابرز ما جاء في زيارته للقاهرة هو اللقاء الذي جمعه بوزير الانتاج الحربي اللواء محمد العصار، وعنه يقول:" جمعني لقاء في وزارة الانتاج الحربي باللواء العصار وقمت بعرض مشروع "الهراس أمير AMIR – آلة دمك "الذي حقق نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم، وبالفعل تبنت الوزارة المشروع وسيتم تصنيع  الجزء الأكبر منه بأيدي مصرية، حيث سيساهم بشكل كبير في انقاذ الطرق في مصر من حالتها السيئة ، فدائمًا ما تتوه المسئولية عن الحالة الطرق ما بين عوامل عدة هل هي الجودة، الخلطة، التنفيذ، أم عوامل أخرى؟ لكن تجب الإشارة إلى أن حالة الطرق المتردية ليست حالة مصرية فقط ، بل هي ظاهرة موجودة في كل دول العالم ، فمثلا في كندا يقولون إن برودة الجو السبب ، بينما في دول الخليج يقولون أن السبب ارتفاع درجة الحرارة، ومن المعروف علميًا انه عند تخطيط الطريق في معامل تصميمه يجب أن يكون مدة صلاحيته من 10 – 20 سنة، وهذا رقم كبير، لأن الحقيقة على الأرض غير ذلك، فنجد أن الطرق في مصر قد تكون غير صالحة للاستخدام بعد 5 سنوات فقط!.

مضيفًا:"كثيرة هي المشاريع الطموحة التي قدمها خيرة علماء مصر في المؤتمر، لكن يظل عامل الوقت حاسمًا في مدى الاستفادة من هذه المشاريع"

 لهذا يؤكد قائًلا:"مشروع"الهراس- أمير"سيخرج للنور في الصيف المُقبل، حيث سنكون قد انتهينا من انتاج أول وحدة مصرية بنسبة 70%، أما باقي نسبة ال30% من الوحدة فسيتم تصنيعها في كندا لعدم توفر المواد الخاصة بها في مصر وذلك في اطار شراكة ما بين مصر وكندا.

الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور عبد الحليم عمر على هامش فعاليات المؤتمر

السر الحقيقي وراء مشاكل الطرق في مصر

أين تكمن المشكلة الحقيقية في تردي الحالة الفنية للشوارع في مصر؟ سؤال يجيب عنه الدكتور عبد الحليم قائلًا:"تكمن في عملية انشاء الطريق، العيوب ترتكز في عملية الانشاء، خاصة الشروخ والتشققات التي تحدث في الطرق والتي تتفاقم مع الاستخدام، حيث تعد هي المشكلة الرئيسية في كل طرق العالم، ومن خلال الدراسة والابحاث التي اجريتها اكتشفت ان السبب يعود إلى طبيعية " الهراس" الذي يقوم "بدمك" الاسفلت مع الأرض وعدم تجانس الهراس بشكله الدائري مع الاسفلت في عملية "الدمك" فيحدث له عملية "العصر" سواء كان المخلوط بارد أو ساخن على أرض صلبة، ونتيجة هذا العصر، تحدث التشققات والشروخ، وعلى سبيل المثال في كندا حينما تدخل المياة في تلك الشقوق تتجمد  نظرًا لبرودة الطقس، فيتمدد بعد ذلك ويتشقق الأسفلت، وهذا يحدث في مصر كذلك في الشتاء، بالاضافة الى ان مصر بها مشكلة اخرى وهي فوضى عملية التحميل على الطريق من السيارات النقل والسيارات الكبيرة ذات الحمولات الثقيلة.

اما عن الحل الذي يقدمه مشروع "الهراس أمير AMIR " للطرق المصرية، فيقول عنها رائد هندسة العالم:"هو ببساطة عبارة عن العمل على تغير عاملي "الثقل والمساحة"من خلال تحويل الهراس إلى مساحة مربع ، فالهراس التقليدي عبارة عن اسطوانة واحدة، ولكننا في الهراس الجديد سنقوم باحضار اسطوانة اخرى ونضع بينهما اسطوانات صغيرة، و يُلف الجميع بمادة مطاطية خاصة ذات سمك معين وصلابة معينة، فنحصل على مساحة مربعة قادرة على العمل بشكل اكثر كفاءة لتلافي كل العيوب السابقة في الطرق المصرية.

 

لماذا اسميت الجهاز الهراس " AMIR أمير" ؟

اسم "امير" له حكاية، يرويها الدكتور عبد الحليم عمر ضاحكًا:"في الحقيقة هو اسم ابني الأكبر، وعلى الرغم من أن هذا الأمر اوقعني في مشكلة اسرية، حيث طالب باقي اخوته بمخترعات تحمل اسمائهم مثله، فضلًا عن أن عالميًا لم يكن الأسم مقبول، لكني شرحت لهم أن اسم أمير AMIR هو اختصار لأربعة كلمات باللغة الانجليزية حتى نخرج من هذا المأزق وهو حرف الألف اختصار لكلمة" أسفلت"، حرف الميم اختصار لكلمة " مالتي multi " لأن به وظائف متعددة، حرف الآي اختصار لكلمة integration  أي دمج ، وحرف الآر فيعني rubber  أومطاط ، أما اخوته فمازالوا في انتظار مخترعات جديدة حتى اليوم!.

 

الهراس الجديد - أمير AMIR

 الحل السحري للطرق المصرية وميزانية الدولة

يشير البروفيسور عبد الحليم والحاصل على جائزة نوفا من قبل منتدى الابتكار والبناء، والتي تعتبر بمثابة جائزة نوبل في البناء والابتكار، إلى أن الآلية المتبعة حاليًا في عملية رصف الطرق، تعتمد على 3 هراسات، تستغرق مدة زمنية طويلة ولا تعطي الكفاءة المطلوبة للطرق، وبمقارنة ما يتم العمل به حاليًا بالمشروع الجديد يقول:"حاليًا يستخدمون 3 هراسات لدمج أي طريق، بينما الهراس الجديد يقوم بمهام الثلاثة في وقت واحد، الهراس الجديد ثمنه أقل من ثمن الثلاثة هراسات، معامل الوقت يساوي ثلث الوقت المستهلك فقط للوقت الذي تستغرقه الهراسات التقليدية لإنجاز مسافة كيلومتر واحد، بالاضافة إلى أن الهراسات الثلاثة تحتاج إلى 3 سائقين، بينما الهراس الجديد سيستخدمه سائق واحد فقط ، يضاف إلى ذلك ايضا انخفاض معدلات مصاريف التأمين، تكلفة الجراجات، وتكلفة البنزين والزيوت المستخدمة للماكينات الثلاث، وهناك أمر ايضًا هام للغاية وهو أن الهراسات التقليدية تعمل بها وحدة "اهتزازات" وهذه الوحدة ثمنها 50 الف دولار وتحتاج للاستبدال كل سنتين، بينما الهراس الجديد يستخدم المطاط وعمره الافتراضي طويل ،ولا يوجد به وحدة الاهتزازات. وكل الأموال التي سيتم توفيرها من خلال المشروع الجديد يمكن الاستفادة منها في مشروعات اخرى هامة للبلد، لعل في مقدمتها أزمة المرور التي تكبد مصر خسائر فادحة اذا ما حسبناها على أقل تقدير بمعامل واحد جنية فقط  للساعة المهدرة في زحام المرور، وهذا طبعًا رقم هزيل للغاية سنجد انها حوالي 9 مليار جنية في السنة!.

مصر الأولى عالميًا في حوادث الطرق و مشاكل الطريق المتهم الأول

كشف تقرير صادر عن الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق مؤخرًا أن مصر تحتل المركز الأول عالميًا في حوادث الطرق، بنسبة 14 ألف ضحية سنويًا، و60 ألف مصابًا، و يعود السبب الرئيسي فيها إلى مشاكل تتعلق بتنفيذ الطرق والمشاكل الكارثية بها، لهذا كان السؤال الأهم هنا، هل هذا المشروع الجديد يصلح للطرق القديمة المتهالكة، أم سيكون استخدامه مقتصرًا فقط على الطرق الجديدة المزمع انشائها، وعن ذلك يقول الدكتور عبد الحليم عمر:"كلاهما، فلو أردنا أن نعيد رصف شارع قديم أو متهالك فالمهمة ستكون أصعب لكننا سنفعل ذلك، لأن عندما نضع طبقة أسفلت جديدة على طريق قديم، فالشروخ التي به ستظهر أكثر، ولكن الهراس الجديد قادر على معالجة الأمر، يضاف إلى ذلك أن هناك نقطة غاية في الخطورة تتعلق بالكباري وليس فقط الطرقات، فالمياه التي تتسرب إلى جسم الكوبري من خلال تلك الشقوق والشروخ بها ملح ، وبمرور الوقت تُحدث تآكل وصدأ لحديد الكوبري نفسه وهذا الأمر اذا لم تتم معالجته بسرعة قد يؤدي إلى انهيار الكباري فجأة، لهذا يعد المشروع الجديد خطة انقاذ عاجلة لكل طرق مصر لأن الهراس الجديد يمكنه أن يقوم "بدمك"أي سُمك للأسفلت دفعة واحدة، عكس الهراسات القديمة التي لا تستطيع أن تدمج سُمك أكثر من 40 مللي في المرة الواحدة وما يعني سرعة الانجاز في وقت اقل بكثير.

مضيفًا: الهراس الجديد سيقوم بعملية "دمك" كامل لحواف "لاين" الأسفلت الجديد وعدم إهدارها بالقطع والرمي عند بدء "لاين" جديد، مع القيام بعملية دمك كامل لمناطق الخطوط الجديدة للأسفلت (اللحام) دون أن تظهر نهائيا بعد الدمك، وبالتالي عدم ظهور شروخ نهائيا فى الأسفلت بعد الدمك وإنتهاء عملية إصلاح الأسفلت بعد إستخدام الهراس الجديد، وهذا يعني توفير ملايين الجنيهات كانت تُنفق في إعادة ترميم الطرق نتيجة الشروخ، وبناء عليه كذلك ستكون نسبة نفاذية المياة للأسفلت بعد الدمك بالهراس الجديد تقريبا = صفر، كما أن الهراس يمكنه العمل فى درجات حرارة من -6 حتى +50 دون توقف أو أى تأثير سلبي على الخلطة الأسفلتية المفترض أن تكون درجة حرارتها طبقا للمواصفات 145درجة مئوية (+و-5 درجات ) ولا تقل عن 135 درجة مئوية (حسب مواصفات كل مشروع )

 

 العمر الافتراضي للطرق المصرية الجديدة

تعاني الطرق في مصر من مشكلة مزمنة يستطيع أي شخص أن يرصدها ببساطة، فبعد افتتاح أي طريق جديد، يكتشف المواطنون بمرور الوقت أن الطرق لم تعد صالحة للاستخدام بعد فترة زمنية قليلة على الرغم من حجم التكلفة الكبيرة التي اُنفقت لانشاء تلك الطرق، لهذا يشير البروفيسور حليم قائلًا:"السؤال عن العمر الافتراضي للطرق المصرية بعد استخدام المشروع الجديد، ستجيب عنه تجربة حية لأستراليا، حيث تعاقدت  الحكومة الاسترالية معي على استخدام الهراس الجديد لانشاء طريق  خاص عام 1996 تمهيدًا للدورة الالعاب الاوليمبية التي كانت ستستضيفها عام 2000 ، وكان الطريق بطول 40 كليومتر من مطار سيدني إلى القرية الأوليمبية بشرط اعطاء ضمان لجودة الطريق 7 سنوات، وتم التعاقد وارسلت لي الحكومة الاسترالية خطاب شكر بعد ذلك يقول انه بسبب هذا المشروع استطاعت توفير 16 مليون دولار، كما أن هذا الطريق مازال يعمل بكفاءة حتى اليوم.

 

"القطار المغناطسي" الحلم المصري الذي لم يكتمل

كان الحديث لأول مرة في التاريخ عن قطار يعمل بقوة الرفع المغناطيسية عام 1966، واستطاعت اليابان أن تقيم أول مسار للإختبار للقطار المغناطيسي في مقاطعة ميزاكي اليابانية سنة 1975 واستغرق سنتين ليتم بناءه وكان بطول 7 كم. وبعد ثلاثة أشهر تمت فيه أول تجربة باستخدام القطار ML 500، وعلى الرغم من مرور أكثر من 50 عامًا على اختراق ذلك المجال لأول مرة، إلا أن مصر بدأت مؤخرًا تتحدث عن هذا المجال الجديد، خاصة مع تداول الكثير من التصريحات الحكومية الحديث عن قرب انشاء القطار المغناطيسي في مصر، فيقول د/ عبد الحليم:"هذه القطارات باتت أحدث تكنولوجيا في العالم، وتتنوع جودتها ما بين الكندية، اليابانية، المانية، وتعد التكنولوجيا الكندية افضلهم لدرجة أن المملكة العربية السعودية قامت بشرائها لتدشين أول قطار مغناطيسي بها، وفيما يتعلق بمصر، فهناك حاليًا مفاوضات جدية تتعلق بانشاء القطار المغناطيسي بالتقنية الكندية مع توفير امتيازات خاصة بالشراكة والاستثمار لصالح مصر مع اعطائنا جزء من التكنولوجيا الخاصة بتصنيعه كأول دولة في الشرق الأوسط ، لأنهم لديهم خطط طموحة لعملية التصدير لاحقًا وانشاء مصانع للتجميع، وفي حال تطبيق هذا النموذج من القطارات في مصر فسيكون عمل عظيم خاصة أن تكلفته اقل كثيرًا من مثيله التقليدي، مخاطره أقل، وسرعته تفوق المترو على سبيل المثال بكثير.

 

القطار المغناطيسي بوابة التنمية القادمة في سيناء

يكشف الدكتور عبد الحليم عن أنه في اجتماعه الأخير مع الحكومة المصرية، تحدث من ضمن المقترحات التي قدمها لمصر أن يكون مشروع القطار المغناطيسي هو بوابة التنمية الحقيقية في سيناء، قائلًا:"ليس سرًا أن نقول أن القطار المغناطسي سيكون احد اهم الدعامات لتنمية سيناء بحيث يعمل في عمق 20 كليومتر، والمسافة التي يقطعها القطار لا تدخلها السيارات، عدا سيارات الشرطة، الجيش، الاسعاف، بينما يكون باقي التحرك داخل ذلك العمق بالقطار وبعض وسائل المواصلات العامة، والذي يجب أن نعرفه أن مستقبل مصر في القطارات، وليس السيارات، فالشوارع في مصر لم تعد تحتمل المزيد منها.

 

20% من قائدي المركبات في مصر انتحاريون!

ما لا يعرفه الكثيرون أن الدكتور عبد الحليم عمر كان مستشارًا لإبراهيم الدميري – وزير النقل الأسبق، وكان مسئولًا وقتها عن ملف المزلقانات، ويعترف قائلًا:"نعم ملف وسائل النقل معقد في مصر، وفي فترة عملي كمستشار للدميري، قدمت تقارير مفصلة عن حوادث القطارات وحوادث الطرق ايضًا، بالاضافة إلى أننا كنا نُعد لبرنامج إعلامي ارشادي للمواطنين تشارك فيه الوزارة والمدارس للتوعية بالأخطاء القاتلة المُسببة للحوادث في مصر، ويمكن القول أن 20% من سائقي المركبات في مصر"انتحاريون"!، فالقيادة في مصر لا تتبع أي قوانين في الغالب، ونجد  قائد السيارة يتحدث في الموبايل الذي يمسكه بأحدى يديه، وفي ذات الوقت يمسك كوب من الشاي مثلًا باليد الأخرى، اذن من سيمسك "الدريكسون" لقيادة السيارة؟ لهذا اسميتهم بالانتحاريين خاصة مع تخطي معدلات السرعة في طرق لا تسمح بذلك ابدًا، فبنسبة 80% من الحوادث تعود للعامل البشري والقيام بمخاطرات غير محسوبة، مع العلم أن الفرق بين سرعة 120 كم /س و 100 كم/ س هو خمس دقائق فقط !.

 

خصخصة السكك الحديد

175 مليون جنيه، هو حجم الخسائر التي تتكبدها مصر نتيجة الزحام المروري، بحسب تصريحات صحفية للدكتور إبراهيم الدميرى رئيس لجنة النقل بالمركز القومى للبحوث و وزير النقل الأسبق مؤخرًا، وعلى الرغم من أنه كانت هناك خطط ومشاريع طموحة لمعالجة تلك الخسائر الفادحة من خلال خصخصة السكك الحديد، إلا أن تلك المشروعات والخطط بقيت قيد الأدراج، وعن ذلك يقول الدكتور عبد الحليم عمر:"عملت مع الدكتور الدميري على المشروع القومى لتطوير سكك حديد مصر، وذلك المشروع  كان يتضمن 4 مستويات ، المستوى الأول يشمل تطوير الشبكة القائمة وجعلها تعمل كخطوط ضواحى بين المحافظات فقط ، والمستوى الثانى تشغيل خط يربط عواصم المحافظات عبر نفس الشبكة بعد تطويرها وتحديثها ، والمستوى الثالث تشغيل قطار مكهرب جديد بسرعة تصل إلى 160 كم/س، بينما المستوى الرابع يشمل قطار فائق السرعة يقام على كوبرى علوي ويسير بسرعات تصل إلى 350 كم/س و يربط بين الإسكندرية وأسوان في 4 ساعات فقط، وهذا المستوى سيخدم حركة السياحة ورجال الأعمال و القادرين على دفع قيمة التذكرة، وكل من يمثل لهم الوقت أهمية كبرى، مع المحافظة على عامل الأمان الخاص بالفئات التي تستحق للدعم، وهذا المشروع كان احد المشاريع القومية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن الظروف تغيرت وتم تأجيل المشروع، وخرج الوزير الدميري من الوزارة، وكان هناك اولويات لانشاء الطرق الجديدة، خاصة ان تكلفة المشروع كانت عالية.  

 

غدًا في الحلقة الثانية تكشف" دوت مصر" في حوارها الممتد مع الدكتور عبد الحليم عمر عن تعريف المنشآت الحرجة في مصر وكيف يمكن تأمينها ضد الإرهاب، والحديث بالتفاصيل لأول مرة عن وزارة حماية المنشآت الحرجة.