التوقيت السبت، 11 مايو 2024
التوقيت 04:04 ص , بتوقيت القاهرة

حقيقة الخلاف بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف

كتبت- رحاب عبدالنعيم:

الدكتور محمد مختار جمعة، كان عميدا لكلية الدراسات الإسلامية عندما اختاره شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وزيرا للأوقاف، مفضله على الأمين العام لهيئة كبار العلماء عباس شومان، وعميد كلية أصول الدين بكر زكي عوض.

فكما جرى العرف في مصر يرشح شيخ الأزهر من يتقلد منصب وزير الأوقاف، حتى يكون هناك توافق بين الوزارة والمشيخة لخدمة الدعوة الإسلامية، ومنذ اليوم الأول بدا التعاون والتنسيق واضحا، متمثلا في القوافل والندوات المشتركة بين المشيخة والوزارة، وأثنى كثيرون على اختيار الطيب لوزير الأوقاف، مؤكدين أن جمعة هو تلميذ لشيخ الأزهر منذ سنوات.

وفي تصريحاته الأولى بعد توليه الأوقاف، قال جمعة، إن جميع القيادات الدينية تعتز بالعمل تحت لواء الأزهر وإمامه الأكبر، الذي يعمل ليل نهار على نشر سماحة الإسلام، والحفاظ على ثوابته، وما فيه مصلحة الوطن، واستمرت العلاقة لأشهر في شكل أكثر من هادئ ومتناسق، فكان جمعة يتلقى تكليفات شيخ الأزهر وينفذها، ويدافع عنه حال تعرضه لهجوم.


 

وأصدر جمعة بيانا عقب هجوم أردوغان على شيخ الأزهر يدافع فيه عن الطيب، قائلا "إن التطاول على الإمام الأكبر مساس بأساس ركين متين من أسس مصر القومية"، لافتا إلى أن "النظام التركي فقد صوابه وتمادى في تجاوزاته تجاه مصر ورموزها".

التغيب المفاجئ لشيخ الأزهر ووزير الأوقاف عن صلاة الجمعة الماضية بمحافظة بورسعيد، أثناء احتفالها بعيدها القومي، ورغم تواجد قافلة دعوية للأوقاف، ووضع حجر الأساس للمعهد الأزهري، كان بداية الحديث عن وجود خلافات بين الطيب وجمعة.

تفسير ما حدث لم يتعد "الاجتهادات"، فلا يوجد تصريح واحد لأي منهما يحمل إساءة للآخر، إلا أن الأنظار اتجهت لتصريح لوزير الأوقاف، في أغسطس الماضي، يطالب فيه بمواجهة من وصفهم "المتشددين والمنتمين لجماعة الإخوان" في جامعة الأزهر، معتبرين ذلك اتهاما من جمعة للأزهر بـ"الأخونة".

وفسر البعض عدم حضور وزير الأوقاف جلسة مجمع البحوث الإسلامية بعدم رغبته في لقاء شيخ الأزهر، إلا أن جمعة أكد في بيان على موقع الوزارة أن عدم حضوره كان لظروف سفره إلى الكويت، وأنه سيزور الإمام الأكبر لإطْلاعه على ما يقوم به من جهد في خدمة الدعوة تحت إشرافه، وفقا للبيان.

ومن جانبه، أكد الأزهر أنه يتعرض لحملة تشويه، لكنه لم يحدد الفاعل، فقال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الدكتور محيى الدين عفيفي إن "البعض حاول عن طريق حملة منظمة تشويه الأزهر في عيون المصريين، من خلال تشويه صور علمائه".

وحرص وزير الأوقاف، من الناحية الأخرى، دحض أي شائعات عن توتر العلاقة بين الأزهر والأوقاف، فنفى في البداية تدخل الأزهر في عمل الوزارة، قائلا: "كل ما يتصل بعمل الأوقاف يقوم به وزيرها بمباركة ومساندة من الإمام الأكبر دون أي تدخل في آليات العمل"، مؤكدا أن الأوقاف لا تتدخل في أي شأن من شؤون الأزهر، وإنما هو سلطة ومسؤولية إمامه ومؤسساته.

وتكررت بيانات النفي على لسان وزير الأوقاف، في محاولات مستمرة للتأكيد على عدم وجود خلافات، فقال في بيان آخر إن "الطيب صاحب فضل كبير في دعمه، ودعم وزارة الأوقاف وأئمتها وسائر أعمالها"، مؤكدا أن الطيب عنده في مقام الوالد والأستاذ، فضلا عن كونه قيمة وقامة علمية ووطنية.

والتقى شيخ الأزهر ووزير الأوقاف اليوم، الثلاثاء، في الاجتماع الدوري لمجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، في رد واضح على عدم رغبة الطرفين في الاجتماع ببعضهما، وكذلك للرد على شائعة اعتكاف شيخ الأزهر في بلده الأقصر بسبب الهجوم على المؤسسة الدينية.

اقرأ أيضا:

صور| بيت الزكاة المصري 3.5 ملايين للغارمين

صور| الطيب يرد على اعتكافه ببروتوكول مع وزير الشباب