التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 12:35 ص , بتوقيت القاهرة

حروب وآلهة وراء الأساطير حول العالم (4-4)

تعتبر الحكايات والأساطير من أهم الموروثات لدى بعض الثقافات على كوكب الأرض، فقديماً كانوا يخترعون قصص حول أي شيء لكي يعبروا عنه أو لكي يثبتوا وجوده، وأيضاً حكايات قبل النوم التي تحكي للأطفال كلها حكايات الغرض منها التسلية والتشجيع والتحفيز لفعل السلوك السليم.. ولكن ما هي الأسطورة؟.


الأسطورة هي: قصة أو حكاية تمتزج فيها مبتدعات الخيال بالتقاليد الشعبية وبالواقع.. وتنتشر في معظم دول العالم عدة أساطير نعرض بعضها: 


علي الزيبق المصري :


من أشهر الشخصيات  في الأدب الشعبي .. وتدور قصته حول اختبار قدرة البطل على القيام بعمل أو التغلب على عدو أو التخلص من مأزق . وقد تحول بطل هذه الحكاية من الابن الثالث الذي ينجح فيما يفشل فيه أخواه إلى واحد من الشطار الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة الشعبية فوضعتهم في مكان أولئك الفتيان . ولقد عمل علي الزيبق في حكايته على استكمال مقومات الشطارة وما ينبغي لها من معارف ومواهب وخبرات . وهكذا كان الصراع بين " دليلة المحتالة " وبين " علي الزيبق " على مقدمي بغداد أو كانت الوسائل لتحقيق انتصار البطل عبارة عن مجموعة متعاقبة من الاختبارات التي أطلق عليها مصطلح " الملاعيب " . وتساير حكاية علي الزيبق المصري ما شاع في بعض الملاحم من ابراز مكانة الأم وتظهر خصائص الأمومة أو الأم المقدمة أو الأم المثالية . والأمومة في حكاية هذا الشاطر تختلف عنها في سيرة الظاهر بيبرس لأن الأخير كان مملوكاً شارداً منتزعاً من بيئة وطنه . أما في حكاية " علي الزيبق " فإن الأم ترعى ابنها طوال عمره وتخلصه من أكثر المآزق التي يقع فيها أو يوقعه فيها خصومه . وهي في الوقت نفسه تجيد التنكر وتتقن الحيلة وتنهض بأعباء الرجال .. ويمكن أن نصف سلوكياتها بالحماية التي تصل إلى حد الوحشية لابنها مثلما تفعل أنثى الأسد . أما لقب الزيبق فقد استمد من قدرة صاحبه على التشكل وسرعة الحركة وصعوبة الامساك به . 


على الزيبق


جزيرة الرخ : 


تقول أسطورة أن الرخ يعيش في هذه الجزيرة . والرخ طائر هائل الحجم يقال أن طول جناحه الواحد عشرة آلاف باع . ويروى أن رجلاً من أهل الغرب سافر إلى الصين وأقام بها وبجزائرها مدة طويلة ثم عاد ومعه أموالاً كثيرة جداً . وأحضر معه قصبة ريشة من جناح فرخ الرخ وكانت تلك القصبة تسع قربة ماء . وقال هذا الرجل إنه سافر مع بعض التجار في احدى السفن فألقت بهم الريح على شاطئ جزيرة عظيمة واسعة الأرجاء . فخرجوا من السفينة ليتزودوا بالماء والحطب ومعهم الفؤوس والحبال والقرب فشاهدوا في الجزيرة قبة عظيمة بيضاء تلمع في أشعة الشمس . فدنوا منها فوجدوا أنها بيضة الرخ . فأخذوا يضربونها بالفئوس وينهالون عليها بالصخور وجذوع الأشجار حتى انشقت عن فرخ الرخ . فتعلقوا بريشة من جناحه وانتزعوها وقتلوا فرخ الرخ وحملوا معهم جانباً من لحمه ووضعوه على الجمر لينضج وأكلوا منه . وكان فيهم بعض الشيوخ لحاهم بيضاء وعند الصباح وجدوا أن لحاهم اسودت . وصعدوا إلى السفينة وانطلقوا بها في عرض البحر وبينما هي تسير بهم إذا بالرخ يحلق فوقهم كسحابة عظيمة ويحمل بين قدميه قطعة هائلة من الصخور وعندما حاذى السفينة ألقى عليها بالصخرة . وأسعدهم الحظ فأفلتوا من الموت بأعجوبة إذ كانت السفينة تسير بسرعة كبيرة فوقعت الصخرة في البحر وكان لوقوعها دوي عظيم أما هم فنجوا من الهلاك . 


طائر الرخ

ميدوسا :


تحكي الأسطورة أنها كانت فتاة إغريقية جميلة جداً . لكنها اغترت بجمالها واشتد غرورها وزعمت أنها أجمل امرأة في الكون فتحولت إلى حيوان قبيح الخلقة وتبدل شعرها بثعابين وأصبح لها وجه بشع . وكان كل من يطلع إليها يتحول إلى حجر . وقد تمكن " بيرسيوس " بفضل حذائه المجنح وخوذة هاديس ودرع أثينا وسكين هيرميس من قطع رأسها . وقد استخدم بيرسيوس رأسها ضد أعدائه . 


ميدوسا


حصان طروادة :


حصان أسطوري صنعه أبيوس واختبأت فيه جماعة من أبطال الإغريق المحاربين بقيادة أوديسيوس خلال حرب طروادة الشهيرة التي شنها الإغريق بقيادة أجاممنون وشقيقه مينيلاوس على ملك طروادة برياموس واستمرت عشر سنوات كاملة وأودت بحياة عدد كبير من الأبطال قبل أن تسقط طروادة في العام العاشر . وقد كان لحصان طروادة الفضل في إنهاء المعركة لصالح الإغريق . فبعد الانتهاء من صنعه تظاهر الإغريق بالرحيل على سفنهم فخرج الطرواديون وأعجبوا بهذا الحصان الغريب . وتقدم إليهم الجاسوس الإغريقي " سينون " فأخبرهم بأنهم إن أدخلوا هذا الحصان إلى مدينتهم سيحميهم بقواه الخفية من الإغريق . وخدع الطرواديون وأدخلوا الحصان الخشبي مدينة طروادة . وأثناء الليل أخرج " سينون " الأبطال المختبئين داخل الحصان ففتحوا أبواب المدينة للإغريق الذين كانوا قد عادوا سراً فسقطت طروادة في أيديهم . 


حصان طروادة