التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 11:34 م , بتوقيت القاهرة

الالتزام الجميل

 


نظل نقول دائما وأبدا إن دوام الحال من المحال، وكل يوم يفعل الله ما يشاء.. فالحياة تماما كأسهُم البورصة التي تمضي دورة حياتها بين السهمين الأخضر والأحمر! وهذا هو شأن الإنسان وأيضا الدول.. وكل أمر ينعكس على نفسية وفكر الناس.


وفي وجود الهايد بارك الإلكتروني نجد كل فرد يدلو بدلوه من خلال متنفس وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح الكل يهذي بما توسوس به نفسه! والمشكلة كل يرى نفسه فيلسوفا بل ومنظّرا، كما أن الكثير أيضا اكتفى بدور ساعي البريد، يرسل إلى هذا وذاك بدون أدنى تفكير أو فكر! "فالحشرة مع الناس عيد"!


حقيقة بالمناسبة فإني مازلت طفلا في هذه الوسيلة الجديدة أتحسس طريقي مع الكثير من الشغف والخوف؟ فقد أجبرني أحد الأحبة بضرورة الخوض في هذا الدرب بسبب التخصص رغم خطورته!.. وحقيقة كلما غصت فيه خفت أكثر على نفسي من لهو الحديث بل وعواقبه، وخاصة أن لدينا رقيب عتيد سواء في الآخرة أو الدنيا.. أتلقى يوما طلبات صداقة ومتابعين، ولأن الغث أكثر من السمين فأحاول التدقيق قليلا لأن في التأني السلامة!


حقيقة استوقفتني إحدى الآنسات المصريات وكانت من القطاع السياحي ..لماذا؟ لأن لديها إخلاص جميل لمهنتها ووطنها.. وجدتُها بالرغم من معاناة مصر وشدة أنينها وتأثر السياحة فيها.. لم أجد لها كلمة أف أو شعورا سلبيا أو كلمة اتهام لأحد، وإنما إظهار الجانب المشرق لوطنها الحبيب مصر كجهة سياحية.. تناطح الواقع بكثير من الأنفة والأمل.. إيمانها بأنه لا بد أن يكون بجانب كل محنة جانب مشرق.. فالتزامها كان جميلا.


فهي برغم العواصف الشديدة تقف صامدة بيمينها مهنتها وبيسارها الإخلاص لوطنها.. فهي لم تتعد على أي جهة، وإنما تروج لوطنها بطريقة حضارية مهنية.. وهذا هو الإخلاص للمهنة والإيمان الحقيقي بالوطن الذي طالما كان شامخا، وإن قست عليه الظروف!


 السؤال ماذا لو التّزم كل بمهنته وما يفقه فيه، وأن يدلو بدلوه من منظار علمه وخبرته ومهنته، كما فعلت تلك الفتاة الرائعة ؟ فمن يستطيع أن يلتزم الالترام الجميل؟ مصر برغم مرضها سيظل وجهها جميلا برغم شحوبه.


وهنا يجب أن ننبش بصدق في قلوبنا لنستطيع إظهار جمال الوطن والانتصار له من خلال الوعي والالتزام الجميل بالتخصص، فهكذا يبنى وعي الشعوب وثقافتهم ورسم فكرهم ومستقبل أوطانهم. ومصر ستظل جميلة، وإن مرضت فسنن الكون علمتنا بأن دوام الحال من المحال ؟! نحن بانتظارك يا ست الكل!