التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:44 م , بتوقيت القاهرة

الإرهاب الإسلاموي ينشط مجددًا

أعلنت الحكومة السعودية في الأسبوع المنصرم ؛ بأن أعداد من قبض عليهم في عملية استهداف الحرم النبوي قد بلغ 46 فرداً منهم 32 سعوديا و 14 شخصاً من جنسيات أخرى. 


القبض على المزيد من أتباع الفكر الإرهابي المكفر للعباد والبلاد قد شكل صدمة للعديد من المتابعين الذين كانوا يعتقدون بأن الإرهاب الإسلاموي قد بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.


إذ يبدو أن أتباع الفكر الظلامي هؤلاء لايزالون يعملون بدون كلل أو ملل من أجل استعادة مكاسبهم والسعي للسيطرة مجدداً على الواقع المجتمعي العربي ضماناً لتحقيق أجنداتهم الدموية الكريهة.


حقيقة لا اعتقد بأنه قد وجد عبر التاريخ من أساء للإسلام كدين وجعل شعوب العالم قاطبة تصفه بكونه دين مرتبط بالعنف والإرهاب كما فعل الإسلامويون الأصوليون أنفسهم.


ولو تتبعنا عبر العصور التاريخية المنصرمة حالات العنف المنبعثة من الثيولوجيا الإسلاموية فإننا سنجد بأن عصرنا الحديث قد شهد أوجها وذروتها.


ويكفي أن ننظر لما جرى في بعض الدول العربية كالسعودية ومصر وكذلك بعض الدول الغربية والأوروبية من فعل إرهابي إسلاموي دموي شنيع لندرك جيداً حجم الأثر السلبي التدميري الذي أحدث في جغرافيا البلدان تحت مسمى الجهاد.


تلك الكلمة التي استغلت كما لم يستغل أي أمر آخر فقط من أجل تحقيق أجندات مأفونة لم تكن لتتحقق أهدافها لأصحابها لو لم يتكئوا على الدين كمرجعية باعثة لفعلهم الإرهابي الآثم. ولو تأملنا واقع عالمنا العربي المر ومدى الأثر السلبي الذي أحدث في ساحته الداخلية تحت مسمى الجهاد ؛ لوجدنا العجاب.


ويكفي أن نتأمل الاتجاه الجديد للحركيين في استهداف دور عبادة المكون الطائفي والديني الآخر للمجتمعات العربية؛ حتى نشهد أوج تلك الحماقة وذلك القبح الفكري في عقول هؤلاء الذين يرون أن مركبة جهادهم لابد أن تمر على أجساد أبناء الطوائف الأخرى كما جرى في مساجد الطائفة الشيعية في السعودية وكنائس الإخوة الأقباط في مصر مؤخراً.


وللحق فإن مجمل هذه الفرق والجماعات التي تتسمى بالإسلام وهو بريء من فعلها إنما هي بالواقع قد خرجت من عباءة الأخوان وترعرعت على أفكارها وتربت على منهجها.ففكرة مجابهة النظم الحاكمة هي وليدة الإخوان والصدامات المسلحة واستخدام العنف هو جزء من ثقافتهم فهم أول من فكر كجماعة اسلاموية في تأسيس جناح مسلح لتصفية خصومهم السياسين والمعارضين لممارساتهم الخاطئة ونزقهم، وكان يدعى بالنظام الخاص أسسه عبدالرحمن السندي وعمل عقب تأسيسه على اغتيال القاضي الخازندار وكذلك محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر في أواخر أربعينات القرن الميلادي المنصرم.


إن مجتمعاتنا العربية لن تتقدم طالما ظلت هناك فرق وجماعات تخترق نظم تعليمنا ومواقع التواصل لدينا لتبث سمومها في رؤوس أبنائنا . ويكفي أن نلقي نظرة على الأعداد المتزايدة التي تحارب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي من أبنائنا حتى يتضح لنا حجم الخطر وعمق الكارثة.


لذا فالأسرة والمؤسسة التعليمية وكذا الإعلام ودور الوعظ مطالبة بأن تلعب أدوراً إيجابية وأكثر تأثيرا على أبنائنا كي تحول دون وقوعهم فريسة في براثن هؤلاء الإرهابيين وتحويلهم لقنابل موقوته توجه لصدورنا.