التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:55 ص , بتوقيت القاهرة

احموا مصر السيسي من سارقي الأمل

الانتخابات الرئاسية لسه عليها سنة من دلوقتي، في 2018.


بدأت أصوات تظهر بنبرة جديدة بتقول: "أصل السيسي مش عايز يترشح تاني".


وطبعًا اللي نشر وأذاع هذه العبارة، هما بالتأكيد اللي لهم مصلحة فى ترشيح شخصيات أخرى سواء من النظام القديم أو مرشح يخدم مصالح التيارات المعارضة للدولة وللسيسي، تيارات لا يهمها شيء إلا الوصول للسلطة بغض النظر عن مصلحة الوطن.


ده الطبيعي، أما اللي مش طبيعي، إن أفراد الشعب اللى إتكوى بنار الفوضى على مدار السنوات اللي فاتت نلاقى إنهم ينقادوا لهذه العبارات.. ويبدأ الجدل والشد والجذب فى احتمالية عدم ترشح الرئيس السيسى مدة أخرى.



تصدير فكرة إن الرئيس مش عايز يترشح تجعل بعض اللى حاطين الأمل عليه يبدأوا يفقدوا الأمل، ويبحثوا عن بديل أو يعزفوا تماما عن فكرة المشاركة في الادلاء بأصواتهم.. وده أكبر المخاطر اللى ممكن تواجه مصر، وترجعنا للمربع صفر.


صحيح الوقت لسه بعيد شوية.. والصورة لم تكتمل بعد في مين هم المرشحين تحديدًا، لكن شفت إن من دلوقت لازم نسلط الضوء على هذه النقطة الخطيرة، واللي أطلقت عليها مصطلح (جريمة تحطيم الأمل).


ومع دخول اليأس فى النفس تبدأ سهولة الانقياد لأي شيء، ولأي شخص بغض النظر عن صلاحيته أو فى أفضل الحالات تنتج السلبية والخنوع النفسي.


مش هنضحك على بعض، إحنا كدولة عدينا بمراحل صعبة، كلنا من أول الرئيس لأصغر فرد فى الشعب المصري، وده فى حد ذاته شىء ايجابي لإن معناه إننا صامدين وواقفين على أرض صلبة مهما كانت الصعوبة.


لكن ما فيش أصعب من انهيار الدولة زي دول كثيرة في الجوار، وما فيش أفضل من وجود كل شخص فى أمان في بيته أو مدينته.


أمال لو قمت بسرد المشروعات والتطورات الايجابية اللي طرأت على الدولة المصرية ورجوعها لمكانتها مرة تانية في المحافل الدولية؟


مقالي مش الغرض منه سرد هذه المشروعات، ولا الاجراءات اللي قام بها الرئيس السيسي على مدار أعوام حكمه السابقة علشان يرجع لمصر هيبتها واحترامها. الغرض من مقالي هو تنبيه الناس تاني، وأقولهم إياكم من تحطيم الأمل، وإياكم تشكوا في رئيسكم إنه ممكن يتخلى عنكم.


وزي ما قولناله انزل فى 30 يونيو ومابعدها، وقولناله رشح نفسك في 2014، هنقوله تاني.. علشان وطن من حقه الاستقرار، علشان دولة لها حضاراتها لا تستحق إلا أن يكون رئيسها فاهم جيدا معنى الدولة والسيادة لها.


على فكرة أنا من الأشخاص اللي كانوا لا يحبذوا ترشح الرئيس السيسي لرئاسة مصر، وده لشدة احترامي وتقديري له، وخوفي عليه؛ لأن اللي يحكم مصر في هذا الوقت بيعرض نفسه للخطر الحقيقي.. المهمة مش سهلة لكن فى نفس الوقت هو المقاتل المحارب.. ولا كان حد يقدر على هذه المهمة العظيمة غيره.


***



وكلامي للرئيس السيسي.. إن سمح وسمحتم لي، مش من حق أى حد يا سيادة الرئيس يفرض عليك أمر بخصوص عدم الترشح فترة أخرى، طالما القانون موجود، ويكفل لك حرية الترشح؛ لإنك أدري بمصلحة مصر كما عهدنا من سيادتكم.


لكن اسمح لي أسأل:


  • هل تعتذر عن الترشح مدة أخرى لإنك الوحيد اللى بتشتغل في البلد والباقي بيتكلم بس؟ 
  • هل تعتذر عن الترشح لإنك الوحيد اللى عارف مدى المؤامرة على مصر، وبتحافظ عليها وإحنا نايمين في بيوتنا ولا على بالنا؟
  • هل تعتذر لإنك بتنتج، وفيه كتير في الشعب ده بياكل على الجاهز وكمان مش عاجبهم؟ 
  • هل تعتذر لإنك بتقول اسمعوا لى أنا بس وانت الصادق معانا ... وبرغم كده بيسمعوا لغيرك اللى بيضحك عليهم ؟
  • هل تعتذر لإنك حميت مصر من جماعة ارهابية واجندات أجنبية.. وفيه اللي لسه مصدقهم وماشى وراهم؟
  • هل تعتذر لإنك بتتقي ربنا فينا.. ومنهم اللي مش بيتقي ربنا في مصر؟
  • هل تعتذر لإنك طولت بالك علينا.. واحنا مش قد المسئولية؟
  • هل تعتذر لإنك بتحارب عدو خارجي وفساد وإرهاب داخلي؟
  • هل تعتذر لإنك بتصلح فساد تركة بقالها سنين طويلة، وناس عايزه كل ده يتغير في سنتين ومش قادرين يصبروا ؟
  • هل تعتذر لإنك رئيس شعب ما عندوش إلا الكلام والكسل.. وحضرتك ما عندكش إلا العمل والأمل؟ 

 لما يعرفوا يردوا على الأسئلة اللى فاتت يبقى يتكلموا في ترشحك من عدمه. معاك في أي قرار تاخده، وفي ضهرك نحميك. حقيقي رئيس القرارات الصعبة مع شعب لا يجيد إلا الكلام.


وكلامي للمخلصين الحكماء، يا أصحاب الأمل من بنى الوطن، وإن كنتم قلة، احذروا سارقي الأمل، علينا جميعا توعية الناس الطيبة وبث الطمأنينة في نفوسهم، نقويهم بالأمل، بالصبر، إن بكرة موجود بعملنا وتحملنا ووقوفنا مع رئيسنا وجيشنا، ونفوت الفرصة على من لا يستحقوا مصر.


فتحوا عينيكم وانتبهوا عشان نقدر نخطي المرحلة القادمة.


مرحلة محتاجة سلاح قوى اسمه الثقة، ثقة في السيسي، وفي قدراتكم ووطنيتكم


دمتم مصريين.